رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الظاهرية» و«الصالحية».. أشهر المدارس بشارع المعز

«الظاهرية» و«الصالحية»..
«الظاهرية» و«الصالحية».. أشهر المدارس بشارع المعز

لم يقتصر شارع المعز على الأسواق والقصور والمساجد؛ بل كان هناك أيضًا الكثير من المدارس، التي أنشأها الملوك المتعاقبين على هذا الشارع؛ بل قد وصل الأمر إلى إلحاق المدارس بالمستشفيات "المارستان" فكان شارع المعز، اشبه بمجتمع متكامل يضم كل ما يحتاجه المواطنين من مرافق.

وكانت مدرسة "الظاهرية"، التي انشأها الظاهر بيبرس البندقداري سنة 1263م، وبجوارها قبة الصالح نجم الدين قاهر الصليبين في المنصورة، تلك الواقعة التي آسر فيها لويس التاسع، والتي شيدتها له زوجته شجرة الدر سنة 1250م، من بين تلك المدارس.

كما كان هناك المدرسة "الصالحية" التي أنشأها الصالح نجم الدين سنة 1243م، وهي أول مدرسة أنشئت للمذاهب الأربعة، وما زالت تحتفظ بواجهتها الغربية ومدخلها الفخم والمنارة فوقه.

أما القصر الصغير، الغريب فقد حلت محله المدرسة الكاملية "دار الحديث"، التي أنشأها الملك الكامل سنة 623هـ، وجدد أنشاءها بالمشربيات بواجهتها الأمير حسن شعرلااوي سنة 1775م.

ومدرسة "الظاهر برقوق"، وهي أول مدرسة أنشأت في دولة المماليك الجراكسة، وأمر بأنشائها الملك الظاهر برقوق سنة 1386م، وهي مدرسة حافلة بأنواع الزخرف، ولها منارة ضخمة طعم بدن دورتها الثانية بالرخام، وطعم بابها من رقعة واحدة مذهبة ملونة، وبها درس ابن خلدون.

وأيضا مدرسة "الناصر محمد بن قلاوون"، وعلى مدخلها باب الكنيسة الذي أحضره الأشرف خليل من عكا بعد مطاردته للصليبين، حيث أنشأها في البداية "المنصور قلاوون"، من خلال ما هو اشبه بمجمع الخدمات، فكانت قبة ومدرسة وبيمارستان "مستشفى" المنصور قلاوون، تلك المجموعة العظيمة التي انشأها المنصور قلاوون سنة 1285م، وقد جمع محاسن العمارة، والناظر إلى هذه المجموعة يرى منظرًا من أروع المناظر الإسلامية بالقاهرة، فقد اشتملت الواجهة على عقود محمولة على عمد رخامية وشبابيك مفرغة بأشكال هندسية، وعلى طرفها البحري المنارة الكبيرة وقد جدد إنشائها ابنه الناصر محمد بن قلاوون سنة 1303م، كما أنشأ السبيل بواجهة المدرسة.