رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صدور «سكة أبوالفدا» للروائى طاهر البهى

طاهر البهي
طاهر البهي

صدر للكاتب الصحفي والروائي طاهر البهي، أحدث رواياته «سكة أبوالفدا»، التي تعيد العصر الذهبي للرومانسية في الأدب المصري، استكمالاً لإبداعات الرواد إحسان عبدالقدوس، محمد عبدالحليم عبدالله، يوسف السباعي.

يأتي ذلك بعد فترة جفاء من جانب الكتابات الشابة، مع التطور الذي حدث في المجتمع من وسائل اتصالات وميديا وسموات مفتوحة، جعلت مفردات الحب مختلفة، ولكن المؤلف عالجها بتوازن شديد بين الحب والمادة، وإن كانت المفاجآت متوقعة وحاضرة في فصول الرواية.

تدور أحداث الرواية في حي الزمالك العريق، الذي يتخذه الصفوة مكانًا مفضلا للإقامة، باعتباره أول «كومبوند» مغلق منذ بدايات القرن الماضي، إلا أننا سرعان ما نكتشف انحياز الكاتب الواضح للطبقة الوسطى من المجتمع دون تجاهل لما سواها.

وبتتبع الأحداث داخل الرواية تجد أن هذه الطبقة مشهود لها باجتهادها الواضح وبأخلاقها التي تتماشى مع طبقة النبلاء، من خلال «شادي» المدرس العاشق الذي يتنفس حياة، يسخر منه الجميع لهذا السبب.

كان حلم «شادي» دائمًا هو الانتماء لهذا المكان الفريد، الذي يقدر تاريخه الاجتماعي والجغرافي المتميز، كونه يتمتع بشخصية رومانسية لا نظير لها في زمن الماديات وتسعير الناس حسب مدخراتهم.

وتروي الرواية قصة حب شديدة العذوبة بين «شادي» و«ليلى» ابنة حي الزمالك، التي تساعده على العمل بالحي إلى جوارها، في حين يتنافس على حبها معه عدة أشخاص يمثلون طبقات مختلفة، وأخلاقيات متباينة ما بين الرقي والانتهازية.

ويؤدي تردد ليلى وعدم وضوح أهدافها وتعجلها، إلى ارتمائها بين أحضان طبقة رجال المال، وبعضهم يملكون وسائل إعلام مشهورة، ممثلين في شخصية شاكر العوادلي، صاحب القنوات الفضائية الشهيرة، والذي لا يتردد في المتاجرة بأي شيء يزيده مالًا وثراء، إلى أن تقع المفاجأة الكبرى.

وتتضمن الرواية العديد من المفاجآت المثيرة صعودا وهبوطًا، وتنكشف الشخصيات حتى تتعرى تمامًا في النصف الثاني من الأحداث، ونجح المؤلف في التمهيد لقارئ يجيد قراءة ما بين السطور.

وهناك خطوط موازية في «سكة أبوالفدا» توضح اتجاهات الشباب الآن، كما تقتحم عالم السينما وصناعة النجم، من خلال شخصية الممثل المغمور «سيد دياب»، الذي يعد الكشف عن شخصيته إحدى مفاجآت الرواية.

يذكر أن الكتاب هو الرابع والعشرين من سلسلة مؤلفات طاهر البهي، ويأتي بعد عام من روايته «السكاكيني»، التي حققت نجاحًا نقديًا وجماهيريًا، ورشحت لتحويلها إلى عمل درامي، ولكن حال دون ذلك متطلباتها الإنتاجية الضخمة، وهو ما يبدو أن المؤلف انتبه إليه، حيث يختصر كثيرا في «اللوكيشنز» أو مسارح الأحداث.