رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«البحوث الإسلامية»: غياب الوازع الدينى أبرز أسباب مشكلات الأسرة

الدكتور محيي الدين
الدكتور محيي الدين عفيفي الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية

قال الدكتور محيي الدين عفيفي الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، إن الأسرة المصرية تعاني من مشكلات كثيرة في عالمنا المعاصر؛ نتيجة ما أصابها من التفكك والعنف، بالإضافة إلى ضعف التمسك بالقيم، ما يستوجب النظر في الأسباب التي أدت إلى هذا الواقع المرير الذي بات يهدد نسبة غير قليلة من الأسر مع التفاوت في المعاناة، وقبل أن نتحدث عن تلك الأسباب نشير إلى أن الأسرة ركيزة المجتمع، وأن قوة المجتمع وقوة الأمة مستمدة من قوة الأسرة؛ لأنها النواة الأساسية، وهي المنجم الذي تخرج منه الطاقات التي تسهم في بناء المجتمع.

وأضاف عفيفي في مقال له: «اهتم الإسلام اهتماما كبيرا بإرساء المبادئ والقواعد التي تتركز عليها الأسرة من خلال توفير البيئة الصالحة لتربية الأجيال الفاضلة، في ظلال المودة والمحبة والسكينة».

واستشهد عفيف بقوله تعالى ﴿وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾، وأوصى النبي صلى الله عليه وسلم بحسن اختيار الزوجة ومراعاة أهلية تحمل المسؤولية بالنسبة للزوجين.

وأشار عفيفي إلى أن الواقع الأسري اليوم يقتضي الكثير من المراجعة تحرير التعاليم الشرعية من التقاليد الاجتماعية الفاسدة التي تمارس باسم الدين، واسترداد دور المرأة التي تعتبر ركيزة الأسرة وإعطائها ما أعطاها الله وبينه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإعادة تعليمها وتثقيفها لتمارس مهمتها الأساسية في التربية والتنمية الإجتماعية عن واقع الأسرة في عالمنا المعاصر عن وعي وبصيرة؛ إذ كيف يمكن أن تربي أبناءها دون معرفة وعلم؟! وكيف تستطيع أن تِعَّدهم لمجتمع لا تدركه، ولا تتحقق بكيفية التعامل مع مشكلات لا تعي أسبابها؟

ولفت عفيفي إلى أننا عندما ننظر في أسباب معاناة الأسرة، تحكم رؤيتنا خارطة مسبقة لا تزال تتكرر، وتذكر من عقود طويلة، دون أن تسهم في العلاج المناسب مع تراجع دور الأسرة، فهل المشكلة في غياب الأب، أم في أهلية الأب وإدراكه لمهامه؟

ونوه الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية إلي أنه يعيش الأب في غيبوبة أسرية، وهو حاضر يعيش بين أفراد الأسرة، ونجد أسرا متماسكة ومتعاونة متكافلة، اعتبرت غياب الأب، الذي يعتبر عبئا على الأسرة بسبب عدم تحمله للمسئولية محرضا على التماسك والشعور بالمسئولية. وهل المشكلة حقا في غياب الأم لساعات طويلة عن البيت، أو عمل الأم، وعدم تفرغها للتربية؟، وهل تفرغها للتربية ينحصر في البقاء في المنزل دون مؤهل؟! فقد نجد أسًرا لأم عاملة أفرادها أكثر اعتمادا على النفس وتعاونا وشعورا بالمسئولية من كثير من الأمهات الحاضرات الغائبات!

وأردف عفيفي قائلا إن الموضوع دقيق وخطير حيث ضعف دور الأسرة بسبب غياب المسئولية؛ مما أدى إلى حالة من الغربة والتباعد بين أفرادها، وأصبحت بيوت كثيرة أشبه بالمكان الذي يسكن فيه أفراد لا يجمعهم هم واحد أو رؤية مشتركة مع تسليمنا باختلاف ظروف كل فرد من أفراد الأسرة، إلا أن واقع كثير من الأسر يؤكد على وجود جزر منعزلة داخل البيوت، فنجد حالة من عدم الانتماء، أو الاهتمام نتيجة غياب المسئولية وفقدان أهلية التعامل مع التحديات الأسرية.

وأكد أن من أبرز أسباب مشكلات الأسرة ما يلي: غياب الوازع الديني، وضعف التمسك بالقيم الخُلقية، وعدم فهم الزوجين لحقيقة الحياة الزوجية، وما يجب معرفته للحفاظ على كيان الأسرة من حقوق وواجبات كل طرف تجاه الآخر، عن عْبِدالله بن عَمَر، رضي الله عْنُهَما: أَّن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: َ(كُّلكْم راع وُكُّلكْم مسئول عن رِعَّيِتِه)، بالإضافة إلي غياب المسئولية داخل الأسرة.