رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سيد أبوزيد يكتب.. لنصطف جميعًا خلف قواتنا المسلحة

سيد أبوزيد
سيد أبوزيد

استيقظنا جميعًا صباح الجمعة، ٩ فبراير، على البيان الأول الذى ألقاه المتحدث العسكرى بكل ثقة وفخر واعتزاز، معلنًا بدء قواتنا المسلحة عمليتها الشاملة سيناء ٢٠١٨ على كل المحاور الاستراتيجية بشمال ووسط سيناء، والظهير الغربى لنهر النيل والدلتا، للقضاء على العناصر الإرهابية بناء على تكليف السيد الرئيس من ٧٢ يومًا بعد حادثة مذبحة مسجد الروضة، حيث كلف كلًا من رئيس أركان القوات المسلحة، ووزير الداخلية بتطهير سيناء من الإرهاب خلال ثلاثة أشهر.
وهذا ذكرنا بالبيان الأول لقواتنا المسلحة فى ٦ أكتوبر «العاشر من رمضان» ١٩٧٣ بعبور قواتنا شرق القناة، وبدء تحرير سيناء، والذى توجّ بالانتصار، وما أشبه الليلة بالبارحة، إنه عبور ثانٍ حقًا، حتى يتم تطهير أرض الوطن، وفى القلب منه سيناء من دنس، ورجس الإرهاب، وتوالت البيانات حتى كان البيان السادس، والمؤتمر الصحفى الذى نظمه المتحدث العسكرى بالمركز الإعلامى لقواتنا المسلحة ليشرح تفاصيل العملية، ومدى الجهد الخارق الذى بذل من كل قواتنا المختلفة سواء الجوية أو البحرية أو البرية أو المخابراتية، وتشكيلاتها المختلفة، والرصد الدقيق لبؤر تجمع العناصر الإرهابية، وبمشاركة الشرطة المدنية، ويؤكد بما لا يدع مجالًا لأى شك فى أن كل ما أنفقناه من أموال فى شراء الأسلحة الحديثة كان فى محله، وأمرًا ضروريًا، وليس عملًا ترفيهيًا أو استعراض قوة، حيث استخدمنا كل هذه الأسلحة الحديثة، التى أثبتت كفاءتها، ووضعت الجيش المصرى فى تصنيف متقدم، وبدأت المواجهة من الضفة الغربية لقناة السويس حتى الحدود الدولية، وقامت القوات المشتركة بممارسة مهامها بكل قوة حتى يتم تطهير المناطق بشمال ووسط سيناء من العناصر والتنظيمات الإرهابية، وملاحقة البؤر الإرهابية بمنطقة دلتا مصر، والظهير الصحراوى، وغرب وادى النيل، ومنعها من التواصل مع العناصر الإرهابية بشمال، ووسط سيناء، ومناطق أخرى، وبالتعاون مع وزارة الداخلية، وباقى مؤسسات الدولة، وأكد المتحدث العسكرى حرص القوات المسلحة على اتخاذ كل الإجراءات لتأمين حماية المدنيين، وأشاد بتعاون أهالى سيناء مع قواتنا المسلحة، وطالب بضرورة تحرى الدقة فى تناول الموضوعات المتعلقة بالعمليات فى سيناء بالرجوع إلى المصادر الرسمية قبل النشر، واستعرض النتائج التى تحققت منذ بدء العملية حتى يومها السادس على كل الاتجاهات الاستراتيجية. واستعرض اللواء أركان حرب ياسر عبدالعزيز ممثل هيئة عمليات القوات المسلحة، الإجراءات التى تم اتخاذها، وحجم القوات وإعدادها لهذه العملية، الأمر الذى يؤكد أننا أمام ملحمة بطولية لقواتنا المسلحة، مما أفزع أعداءنا فى الداخل، والخارج، وأيقنوا أن هذه العملية ستحقق أهدافها بالقضاء التام على العناصر، والخلايا، والتنظيمات الإرهابية، وأن دورهم قادم فى المرحلة التالية بالتطهير الكامل لمؤسسات الدولة من الخلايا النائمة، والطابور الخامس، فسارعوا بالتحرك السريع سواء من خلال بث الشائعات، أو الأخبار الكاذبة من أجل فض التلاحم، والاصطفاف الشعبى خلف قواتنا المسلحة، وتم التصدى لهم بالقانون، وخير رد على هذه المحاولات ضرورة زيادة الاصطفاف الشعبى خلف قواتنا المسلحة، فالأمر يتطلب تضافر كل الجهود، فقواتنا المسلحة تزيل أخطاء الأنظمة السابقة التى أدت إلى نمو وازدهار التنظيمات الإرهابية سواء كان نظام الرئيس الراحل أنور السادات الذى تحالف معهم، وأطلق سراحهم من السجون، وسمح لهم بالعودة بعد هجرة الوطن نتيجة تصادمهم مع الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، من أجل التصدى لقوى اليسار، وشاء القدر أن يتم اغتياله على أيديهم، أو الرئيس المخلوع الذى أبقى الوضع كما هو، ولم يوجه ضربات قوية للتنظيمات الإرهابية، بل ترك لهم الحبل على الغارب، أما محمد مرسى فقد أطلق سراح الكوادر الإرهابية الأساسية بالعفو عنهم، واستدعاء كل العناصر الإرهابية العالمية، والمرتزقة لتقيم فى سيناء حتى تصبح مركزًا عالميًا للإرهاب، وبتشجيع من أمريكا حتى يتم تنفيذ ونشر الفوضى العارمة فى منطقة الشرق الأوسط، حتى تضمن أمن إسرائيل، وتصبح سيناء قندهار الشرق الأوسط.
فكان لا بد من هذه العملية حتى يتم التطهير الكامل لربوع الوطن من العناصر الإرهابية، والتنظيمات التكفيرية. إنها معركة كبرى، وعبور ثانٍ حقيقى سيكون له أثره الكبير فى بناء الوطن، والتنمية.. لذا وجب الاصطفاف.