رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

يوسف السباعى: «أنا أسوأ من واجه الجمهور»

 الكاتب يوسف السباعي
الكاتب يوسف السباعي

يقول الكاتب يوسف السباعي عن نفسه: «أنا أسوأ من واجه الجماهير، فأنا أحب أن أجلس وأراقب، لا أن يتفرج الناس علي، ويراقبوني».

ويحكي «السباعي» أنه أثناء مشاركته في مؤتمر لأدباء بدمشق قد حاولوا أن يجعلوه يشارك في محاضرة فرفض رفضًا قاطعًا، لأنه لا يحب مواجهة الجماهير.

ولكن ما أن وصل إلى دمشق حتى وجد أنهم ورطوه فجأة، وطلبوا منه أن يقول كلمة الوفد المصري أمام رئيس جمهورية سوريا، فقال السباعي لـ«أحمد رامي»: «أنت أكبرنا سنًا، فقل أنت الكلمة»، فهز رامي رأسه بعنف وقال: أنا لا أقول إلا شعرًا.

فوجد «السباعي» نفسه أمام الأمر، فكتب كلمته وكان كتابتها أيسر ما في الأمر، وخشى أن يخطئ في التشكيل فطلب من الأديب عبد الحليم عبد الله أن يشكلها بالأحمر حتى يكون الشكل واضحًا، وجلس «السباعي» يهون الأمر على نفسه قائلًا: سأقرأها من الورق، ولن تزيد المسألة على بضع دقائق».

وبدأ رؤساء الوفود يتوالون على المنبر ويصيحون ويخطبون وهو سارح في ورطته عازمًا أن يكون هذا هو آخر مؤتمر يحضره، ويكفي أن يجلس على مكتبه يكتب ولا يراه أحد، ولكن قبل أن تتبلور الفكرة في رأسه دعى إلى الميكرفون.

ويستطرد «السباعي» في كتابه «من حياتي»: وضعت بوزي في الميكرفون، ولم أنظر إلى أحد، وهات يا قراءة، إلى أن سمع «السباعي» الناس يصفقون له، إلا أنه ظل مستمرًا في قراءته، فقد كان ما يهمه أن ينتهي من قراءة الخطبة، وذلك حتى وصل إلى نهايتها، وعاد التصفيق للقاعة مرة أخرى، وعاد يوسف السباعي من المنصة مندسًا بين الصفوف، مؤكدًا أنه خلق ليراقب لا ليوضع تحت المراقبة.