رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكراه.. مواقف شكلت علاقة «هيكل» بالسياسة

محمد حسنين هيكل
محمد حسنين هيكل

الخط الزمني السياسي للكاتب الصحفي الكبير «محمد حسنين هيكل» يمتد منذ العهد الملكي، فقد كتب مقالة يهنئ فيها الملك فاروق بعيد جلوسه الثامن على عرش مصر، رغم أنه لم يلتق به ولو لمرة واحدة، ولكن بدأ صعود نجم «الأستاذ» مع بداية ثورة يوليو، حيث شارك صديق عمره الرئيس جمال عبدالناصر، حيث كان ملازمًا لناصر وعاش بالقرب منه، وخلال حياته معه شاهد الساسة وصناع القرار من على المسرح السياسي، وتابع كواليس كل القرارات وشارك في صناعة بعضها.

اقترب «هيكل» من الزعيم الراحل جمال عبدالناصر وعلى هامش هذا الاقتراب دخل هيكل فى جملة من المعارك مع أبناء المهنة كانت أبرزها مع الراحلين مصطفى أمين وعلى أمين بسبب الوثائق التى نشرها هيكل في كتابه الشهير «بين الصحافة والسياسة»، وتضمنت اتهامات لمصطفى أمين بالتجسس لصالح أمريكا وظلت المعركة قائمة بين الإثنين حتى رحيل مصطفى أمين عن الحياة.

أحد أهم الاشتباكات الصحفية فى حياة هيكل أيضًا كانت معركته مع الراحل موسى صبرى، رئيس تحرير أخبار اليوم، والذي كان مقربًا من الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وربما تأتي هذه المعركة على هامش خلاف هيكل مع السادات، لكن موسى صبري نفسه وثقها في كتابه الشهير «السادات.. الحقيقة والأسطورة» وأشار إلى أن الخلاف بينهما يعود إلى ما قبل تولى السادات السلطة، حتى أن البعض اجتهد واعتبر أن موسى صبرى كان يقصد هيكل بشخصية «محفوظ عجب» بطل رواية «دموع صاحبة الجلالة» اعتمادًا على تشابه الوقائع.

أما في السياسة فإن أهم معارك «هيكل» كانت مع الرئيس الراحل محمد أنور السادات، حيث اقترب منه فى بداية عهده ثم احتدم الخلاف بينهما حتى وصل الأمر بأن السادات كان يهاجمه علنًا فى خطاباته، وأصدر قرارًا بالتحفظ عليه ضمن اعتقالات سبتمبر 1981 التى اغتيل السادات بعدها بأيام فخرج هيكل من السجن وأصدر واحدًا من أهم كتبه وهو «خريف الغضب» وثق خلاله رؤيته لعهد السادات وخلافه معه.

لا يمكن إسقاط وصف المعركة على علاقة هيكل بالرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، حيث كانت العلاقة بينهما طيبة في بداية عهده وكان هيكل يرى كما قال في كتابه «مبارك وزمانه من المنصة إلى الميدان» إن هناك فرصة طيبة مع مبارك لصناعة رئيس لكن فيما بعد تفرقت بهم السبل ووقف هيكل فى المعسكر المعارض لمبارك وكان أول من أثار الحديث عن توريث الحكم.

«هيكل» كان قريبًا من عبدالناصر.. هيكل كان قريبًا من السادات ثم اختلف معه وانتهى الخلاف بأنه تم التحفظ عليه وإلقائه داخل السجن.. هيكل اقترب من مبارك في بدايات حكمه ثم ابتعد عنه واختلف معه حول التوريث وبعدها سقط مبارك.. هيكل كان قريبًا من السيسي ودعم ترشحه لرئاسة الجمهورية.. العبارات الموجزة السابقة تختصر تاريخ علاقة هيكل برؤساء الجمهورية لكنها فى جانب منها تختصر مصر أيضًا.