رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الصليب الأحمر: ليبيا تعيش فى «مثلث المأساة»

صوره ارشيفيه
صوره ارشيفيه

قال بيتر ماورر رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، فى بيان صُدر عن اللجنة بجنيف اليوم الجمعة، إن ليبيا تعيش مثلثًا للمأساة يشمل العنف الحضرى والنزوح الواسع والهجرة الخطرة.

وأضاف أنه فى الوقت الذى تدخل فيه ليبيا عامها الثامن من الصراع فإن الحالة الإنسانية للسكان تتدهور وذلك وسط استمرار الصراع المسلح والعنف وانعدام الأمن، مشيرًا إلى أن اللجنة الدولية وسعّت مؤخرًا عملياتها في ليبيا التى اجتاحتها الفوضى الاقتصادية وانعدام القانون العام والجماعات المسلحة التي تتنافس على السلطة منذ الثورة في عام 2011.

وأشار إلى أن خطر النزاع المستمر يمنع الكثيرين من العودة إلى ديارهم، ونتيجة لذلك تعاني ليبيا من أعلى مستويات النزوح للفرد في إفريقيا.

ماورر العائد من ليبيا بعد زيارته لطرابلس وطبرق وبنغازى لتقييم الوضع الانسانى والتباحث من السلطات الليبية على مستوى رفيع، وقال إنه من الصعب فهم عدد الأشخاص المتضررين من النزاع وذلك مع العنف الحضرى والتشرد الواسع، إضافة إلى المهاجرين اليائسين الباحثين عن الوصول إلى أوروبا والذين غالبًا ما يكونون محاصرين هناك وتساء معاملتهم.

ولفت ماورر إلى أن الأرقام المأساوية تؤكد الموقف الخطير للمتضررين من النزاع هناك وذكر أن حوالى 1.3 مليون شخص بحاجة ماسة إلى المساعدة الإنسانية بينما يُقدّر عدد النازحين داخليًا بحوالى 200 الف شخص أى 3% من السكان فى حين أن العديد من الليبيين فقدوا منازلهم بسبب الغارات الجوية واستخدام المدفعية الثقيلة في المناطق المأهولة بالسكان.

كما أن المستشفيات تعاني من نقص مزمن في الإمدادات الطبية و20 في المئة منها لا تعمل فى الوقت الذى تزداد فيه الأنشطة الإجرامية بما فى ذلك عمليات الاختطاف والتهريب والاتجار بالبشر والفدية فى جميع أنحاء البلاد.

وأوضح ماورر أن هناك حاجة إلى بذل جهود فورية وحازمة لتخفيف المعاناة في ليبيا وعلى المستوى الدولى محذرًا من أن وضع الرؤوس فى الرمال لن يؤدي إلا لخلق المزيد من المعاناة فى المستقبل، مؤكدًا على أن الصليب الأحمر يخطط لزيادة مساعداته بشكل كبير مع الالتزام بالعمل كوسيط محايد بين جميع الأطراف لمساعدة المتضررين من العنف والنزاع المسلح.

وأعرب ماورر عن قلقه إزاء أوضاع المهاجرين فى ليبيا وظروف المحتجزين منهم ودعا إلى معالجتها، لافتًا إلى قلق اللجنة الدولية من هذا الوضع نظرًا لعدم الاستقرار السياسى الحالى والفراغ الأمنى.

وأكد رئيس اللجنة الدولية على تشجيع دعم ليبيا لتطوير سياسات الهجرة واستكشاف بدائل لاحتجاز المهاجرين وحمايتهم، مشددًا على أن لأوروبا دور تؤديه لضمان كرامة الإنسان في سياسات وإجراءات الهجرة وانه لا ينبغي أن تكون علامة نجاح سياسات الهجرة في أوروبا هي عدد الأشخاص الذين توقفوا عن الذهاب إلى أوروبا وإنما الأهم هو كيف تتم معاملة المهاجرين وهل تم احترام كرامتهم أم لا.