رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في عيد الحب.. هل يمكن للشياطين أن تتزوج البشر؟

صوره ارشيفيه
صوره ارشيفيه

في المجتمعات الجاهلة دائما ما يثار الحديث حول الجن والشياطين وعلاقتهم بالإنسان ومدى تأثيرهم عليه، حتى يصل التسائل إلى مدى إماكنية حدوث «علاقة جنسية بين الإنس والجن»، وكانت بداية ظهور هذا التسائل في القرن التاسع عشر في فرنسا، حيث تميز هذا القرن بنزعة قوية تحاول أن تعرف طبيعة الإنسان، وكانت كل أنواع الاسئلة تناقش علنا في اجتماعات عامة، وحول موضوع الشياطين بالذات انعقدت سلسلة من أكثر المؤتمرات الشعبية نجاحا، ونظم هذه المؤتمرات دكتور «نيو فراست رينو» سنة 1637 وأطلق عليها اسم «المناظرات المفتوحة لكل ذوي العقول المتطلعة للمعرفة».

وفي هذه المؤتمرات كانت العقيدة القديمة التي أمنت بها القرون الوسطى التي تقول «بتزاوج الأنس والجن» تخضع للمناقشة لأخر مرة في أوربا، حيث رفض العقل الأوربي هذه الفكرة بعد ذلك، وإن كانت هذه الفكرة عن «الزواج بين الأنس والجن» ظلت سائدة في الأقاليم الريفية حتى القرن التاسع عشر، حسبما ذكر في تقرير نشرته مجلة الهلال سنة 1977 بعنوان «أغرب قصص الحب والجنس في التاريخ» للكاتبة الإنجليزية «نينا إبتون» وترجمه «نسيم مجلي».

وتشير «نينا إبتون» في مقاله إلى أن المؤتمر الذي عقده الدكتور «رينو» طرح أعضائه سؤالا يقول: «هل تستطيع الشياطين أن تنجب؟» وتولى الإجابة على السؤال كثير من المتحدثين الذين عرضوا أرائهم على الجماهير، وكان أولهم طبيب، حيث قال إن ضحايا هذا الزواج بين الأنس والجن يعانون من مرض «البخار النخاعي» الذي يمنع صاحبه من التنفس الصحي، وييخلق لديه إحساس بالضغط كما لو كان يحمل حملا ثقيلا على بطنه وليس للشيطان أيب دخل في هذا الأمر.

وتوضح «إبتون» في مقالها أن المتحدث الثاني كان موقفه مختلفا إذ بدأ يدافع عن الشياطين، ثم شرع في حديث طويل عن المخلوقات التي قيل إن الشيطان أنجبها مثل «بان» وهو في الأساطير القدسية إله الرعاة، ومثل «ساتيرز» وهي شخصية خرافية نصفها الأعلى بشر والنصف الثاني ماعز، إلى أخر هذه الكائنات الغريبة.

ولكن الرابع اتخذ موقف المصالحة، فهو يعتقد أن الشياطين يمكنها ممارسة العلاقة الجنسية مع البشر، لكن هذه الأرواح لا يمكنها الانجاب لإنعدام «السائل المنوي» عندها.

أما الرابع فقد أنكر وجود الشيطان وكل الأفعال المنسوبة له، وهاجم الخيال الشهواني عند البشر، ونصح أفراد الجمهور بأن يحصنوا أنفسهم ضد هجمات الشياطين المزعومة، بأن يناموا على جنوبهم بدلا من ظهورهم، فإن في ذلك ما يساعدهم على الإقلال من «خيالات الشهوة» فالخيال الشهواني يحرك الغريزة الجنسية ويخلق أوهاما وصورا جميلة تحرك هذه الغرائز، ومن هذه الأوهام صورة الجنية الجميلة والجني القوي المثير.

وتختتم «إبتون» مقالتها بأن هذا الشرح لم يكن قليل الأهمية، خاصة إذا ذكرنا أنه قيل قبل ما يزيد عن ثلاثمائة عام.