رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أحمد الطاهري يكتب: الإعلام العسكري والانتصار العالمي في معركة سيناء

أحمد الطاهري
أحمد الطاهري

يوم العبور، السادس من أكتوبر عام ١٩٧٣، أسند إلى السفير حمدى الطاهرى، مساعد سكرتير الرئيس للاتصالات الخارجية، آنذاك، مهمة التواصل مع الإعلام العالمى، وهى المهمة التى لخصها الطاهرى فى مؤلفه «حرب أكتوبر فى الإعلام العالمى»، وهو أحد المراجع الموثقة للنصر العظيم.
فى هذا المؤلف تم شرح التوجيه الاستراتيجى الخاص بالمهمة، وهى أن معركة الإعلام يجب أن تحسم مبكرًا لصالح مصر، بناء على مجموعة من الأدوات، من بينها سرعة تدفق المعلومات السليمة لانتزاع المصداقية مبكرًا، والتوظيف الكامل للفن الصحفى، وقتها، ممثلًا فى الصورة الصحفية وكتابات وتحليلات كبار الكتاب بغرض إحداث التأثير المطلوب فى الرأى العام العالمى.
تبدل الزمن كثيرًا بين الإعلام فى أكتوبر ٧٣، والإعلام فى فبراير ٢٠١٨، ولكن مثلما نجحت مصر فى تحقيق معجزة العبور الأول، انتزعت وبجدارة احترام العالم فى معركة العبور الثانى، والممثل فى الحرب الدائرة الآن تحت شعار «سيناء ٢٠١٨» التى نتابعها جميعًا بكل الفخر بأبناء قواتنا المسلحة.
المتابع والراصد لما يقوله الإعلام العالمى عن معركة سيناء، يدرك حجم النجاح المصرى العظيم فى التأثير على الرأى العام العالمى.. نجاح جعل دوائر إعلامية غربية، عرف عنها انحيازها ضد ثورة الشعب المصرى فى يونيو ٢٠١٣، تقف عاجزة أمام هيبة المعركة وضخامتها، واعترفت بقدرات القوات المسلحة المصرية، بأنها القوة الأكبر فى منطقتها، وأنها قادرة على سحق الإرهاب.
إن هذا النجاح يستوجب منا التوقف بالتحية والإشادة بمنظومة الإعلام العسكرى، وإدارة الشئون المعنوية، التى وضعت الرأى العام المصرى والعربى والعالمى فى قلب المعركة، واستطاعت بمهارة وحرفية عالية حسم المعركة الإعلامية مبكرًا، وكانت لها الغلبة فى معارك الصوت والصورة، وكان لها الانتصار فى وأد الشائعات التى تطلقها منابر الإرهاب، وفى مقدمتها قناة الجزيرة القطرية، وتمكنت من خلق حالة تعبئة عامة بين صفوف المصريين على مختلف توجهاتهم، جعلتهم على قلب رجل واحد فى معركة وطن، محققة اصطفافًا وطنيًا، كانت الأمة المصرية فى أمس الحاجة إليه. إننا، وإذ نسجل إشادتنا بالعمل الذى قدمه الإعلام العسكرى، إنما نقف عاجزين أمام بطولات أبناء القوات المسلحة فى المعركة، فمن الصعب أن تجد فى قاموس اللغة ما يفى الأبطال حقهم.. إنهم يسطرون مجدًا وتاريخًا جديدًا مشرفًا يضاف إلى سجل بطولات الجيش المصرى العظيم، والنصر حليفهم بعقيدتهم الوطنية الراسخة التى لا تقبل بديلًا عن النصر إلا الشهادة.
يومًا بعد يوم، يتأكد المعنى الحقيقى لعبقرية مصر الدولة.. يومًا بعد يوم يتأكد أن ضمير هذه الأمة حاضر لا يتأثر ولا يتزعزع.. يومًا بعد يوم ندرك الرسائل المتتالية للقيادة السياسية ممثلة فى الرئيس عبدالفتاح السيسى، القائد العام للقوات المسلحة، بأننا نخوض معركة وجود وبقاء وأن لدينا يدًا تبنى ويدًا تحمل السلاح.