رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جورج بباوى.. الحاضر الغائب فى أزمة كنيسة الإسكندرية

جريدة الدستور

أشعل استضافة كنيسة مار جرجس بمنطقة سبورتنج، للراهب سيرافيم البراموسي، أحد مؤسسي ما يعرف بـ«مدرسة الإسكندرية للدراسات المسيحية»، معركة بين الكنيسة وعدد من النشطاء الأقباط والحركات القبطية التي اتهمت الراهب بأنه صاحب تعاليم مخالفة للإيمان الأرثوذكسي، ووصفة البعض بأن أفكاره تتبع أفكار الدكتور جورج حبيب بباوي المحسوب ضمن المحرومين من الكنيسة بسبب أفكاره المختلفة، وفي هذا التقرير نتعرف على جورج بباوي «الحاضر الغائب في أزمة كنيسة الإسكندرية».

وتعود قصة الدكتور جورج حبيب بباوي إلى عشرات السنوات، حيث كان من المقربين جدًّا من البابا الراحل الأنبا شنودة الثالث، حتى قبل توليه البابوية، وتمتع بثقة ومحبة كبيرة منه لدرجة أن البعض وصفه بأنه «الفتى المدلل» للبابا، حتى بدأ جورج يعلم بعض التعاليم المخالفة لعقيدة الكنيسة في ذلك الوقت أثناء تدريسه للاهوت، فمنعه أسقف البحث العلمي الأنبا غريغوريوس في العام 1978 عن تدريس اللاهوت، وجعله مدرسًا للغة الإنجليزية فقط.

ثم منعه البابا شنودة في العام 1983 من التعليم تمامًا في الكلية الأكلريكية، بعد أن نشر مقالًا في مجلة الهدى البروتستانتية، يصف فيه حركة مارتن لوثر، وأفكار جون كالفن، بأنهما عودة لتعاليم الآباء.

قام جورج بعد ذلك بالتدريس في بعض المعاهد اللاهوتية في الخارج بعيدًا عن الكنيسة، ونشر مقال له تحت عنوان «تكفير البابا شنودة»، الذي اتهم فيه البابا شنودة بالهرطقة، وعقب هذا المقال عقد اجتماع للمجمع المقدس في 21 نوفمير 2007، لبحث أمر بباوي، وذلك برئاسة البابا شنودة الثالث.

وقرر المجمع عزله من شركة الكنيسة القبطية، ولاسيما أنه انضم للكنيسة الروسية، ثم إلى الكنيسة الإنجليكانية، معتبرين أنه بذلك قطع نفسه بنفسه عن شركة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، كما أعلن المجمع حرمانه تعاليمه ومن يتبعها.

وبدأ جورج في نشر العديد من الكتب على موقعه الخاص على الإنترنت، ومن أبرزها كتابات صدرت باسم الأب صفرونيوس، ونشرها على أنها كتابات لأب من القرن السادس، الأمر الذي دعا بعض الباحثين إلى التساؤل عن مصدر تلك الكتابات وأصلها، ولاسيما أنهم لم يسمعوا من قبل عن أب عاش في القرن السادس يسمى "صفرونيوس"، وله كتابات بهذه الغزارة، غير أنهم رأوا أن أسلوب الكتابة أسلوبًا عصريًّا جدًّا يصعب أن يكون كاتبه عاش في القرن السادس.

وبعد إغلاق المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية لملف الدكتور جورج حبيب بباوي، منذ 8 سنوات برئاسة البابا شنودة الثالث، في نوفمبر 2007 بقطعه من شركة الكنيسة، يعود المجمع في مايو 2015 ليواجهه مرة أخرى في بيانه الأخير، وذلك برئاسة البابا تواضروس الثاني، بتحذير الأقباط من هذه الكتابات، وعدم تداولها داخل مكتبات الكنيسة، وعاد اسم جورج بباوي في الفترة الأخيرة وخاصة بعد أزمة الراهب سيرافيم البراموسي، واستضافة قيادات الكنيسة للراهب، الذي ينسب له البعض تعاليم منحرفة عن الكنيسة الأرثوذكسية وتتبع أفكار الدكتور جورج حبيب بباوي المحسوب ضمن المحرومين من الكنيسة بسبب أفكاره المختلفة.

وكانت مدرسة الإسكندرية لتعليم ودراسة اللاهوت والتي يشرف ويُعد الراهب سيرافيم البراموسي، أحد مؤسسيها تسببت في إشكاليات سابقة مع الكنيسة تدخل فيها العديد من الأساقفة الحاليين بسبب تعاليم المدرسة التي تتعرض للهجوم من قبل المحسوبين على التيارات الكنسية الكلاسيكية مثل الأنبا بيشوي، مطران دمياط وكفر الشيخ للأقباط الأرثوذكس، وسكرتير المجمع المقدس السابق ورئيس قسم علم اللاهوت بمعهد الدراسات القبطية.