رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«المفكر الرقاصة» تجربة جريئة في سياق النقد الثقافي للفكر

صوره ارشيفيه
صوره ارشيفيه

عقدت ضمن أنشطة محور كاتب وكتاب، بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، في قاعة سيد حجاب، ندوة «كاتب وتجربة»، التي تناولت كتاب «المفكر الرقاصة» للدكتور أيمن بكر، بمشاركة المؤلف ود. محمود أبو الفتوح عفيفي، ود. وليد علاء الدين، وأدارها د. محمود الضبع، الذي افتتح الندوة بقوله إن د. أيمن بكر يحقق المعادلة الصعبة في أنه يستطيع مناقشة الأمور من جهات مختلفة، وهو ما جعل الكتاب مميزًا بالقدر الذي جعله يشتهر في فترة صدوره القصيرة.

وقال د. محمود أبو الفتوح العفيفي إن الكتاب يعكس شخصية كاتبه، وهو شخصية شجاعة تستطيع مواجهة الواقع، وتعرية السلبيات والنفاق والصدام والتشابك مع هذا الواقع، والذي يبدو من العنوان.

ويضيف أن العنوان يحمل في طياته العلم والثقافة والنقد، وفي الوقت ذاته يناقش صفة الرقاصة بدلالاتها العامية طبقًا لوصف الكاتب في مقدمة الكتاب.

ويدعو الكاتب في المقدمة إلى عدم الإدعاء بالتعفف على الثقافة العامية والشعبية، أو الخلط ما بين الشعبي والسوقي أو المبتذل، كما يدعو إلى مواجهة ما وصفه بـ«الرقص».

ويصنف د. محمود أبو الفتوح العفيفي الكتاب بأنه يسير في سياق النقد الثقافي، بينما قدم عرضًا تفصيليًا لفصول الكتاب المختلفة وتحليلها.

ويرى د. وليد علاء الدين العنوان في ضوء آخر، حيث يقول إن الرقاصة هي نوع من أنواع المخايلة، ولكن لا تنال منها شيئًا، وإن نلت منها شيئًا فلا تصبح راقصة، وهو تفسيره لما رآه في المفكر الذي يصفه العنوان الذي يخايلك دائمًا بما ترغب، ولكن لا تنال منه شيئًا.

وقال إننا في ثقافتنا نبخل بلفظ المفكر، وأننا لا نطلق لقب مفكر سوى على هؤلاء الذين ينتجون أفكارًا ناتجة عن بحث منهجي، إلا أن تلك النظرة عن التفكير نظرة مغلقة، وإن الكتاب يفتح أبوابًا مختلفة للتفكير الذي يعتمد على التساؤلات وتوسيع المدركات، من خلال التوسع في التساؤلات وهو ما يدفع للتفكير.

وأشار د. أيمن بكر إلى أن توصيف المفكر وعلاقته بالرقاصة أو بفكرة الرقاصة مشروح تفصيليًا في الكتاب، وتطرق إلى فكرة أن كان المفكر يجب أن يكون معاصرًا للواقع الذي ينتج به فكرًا، قائلًا إن معايشة الواقع لا تنعكس على القدرة على التفكير، وإن المفكر طبقًا لإدوارد سعيد عليه أن يحتفظ دائمًا بقدر من الاغتراب عن الواقع والثقافة، وإن العلاقات المختلفة لا يمكن أن يبنيها جيدًا سوى من ينظر إلى الواقع من الخارج.

وأشار الكاتب إلى أنه قصد وصف «الرقاصة» بهذا اللفظ وليس الراقصة لأنه قصد المبالغة، وأنه تعرض للتساؤلات وفي بعض الأوقات لمنع النشر بسبب ذلك المصطلح. ويشرح أن الرقاصة بالفعل قصد بها كواحد من المعان المخايلة بالفعل.

وقال د. أيمن بكر إن القدرة على التسمية هي واحدة من أهم أدوات الغرب ليس فقط في صياغة المعرفة بل أيضًا في تسويقها.