رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بالصور.. رحلة «ايتنينا الجنوب» لرسم وتلوين شلاتين

جريدة الدستور

«ايتنينا الجنوب»، بهذه الكلمة والتى تعنى باللغة البجاوية التى يشتهر بها سكان منطقة حلايب وشلاتين «مرحبا الجنوب»، انطلقت رحلة مشروع تلوين وتجميل عدد من المحال والأكشاك والمنازل بمدينة شلاتين، جنوب البحر الأحمر، من يوم الخميس الماضى، وذلك بمشاركة نحو ٣٥ شابا وفتاة من جامعات ومحافظات مختلفة من طلابى وخريجى كليات فنون جميلة.

يقول لؤي البدرشيني، واحد من هؤلاء الشباب الرسامين، الذين عزموا السفر لشلاتين، لـ«الدستور»: علمنا بالرحلة من تجربة زملاء لنا (سيد، الحسين، وسمر) ذهبوا من قبل لشلاتين، وعند عودتهم وجدوا أن الوضع هناك يحتاج إلى مساعدة، فجهزوا هذه المبادرة للذهاب مرة أخرى لها، واستوفوا كافة التصاريح اللازمة، ولكن بمبادرة فنية هدفها إدخال الفرحة على أهالينا في شلاتين، ورسم جداريات فنية في أشهر الأماكن بالمدينة كمرآة للتراث المصري المستوحى من عاداتهم وتقاليدهم.

يتابع البدرشيني: وجدنا أهالي المدينة هناك، في حاجة لإدخال الفرحة عليهم، وجمال الطبيعة هناك في شلاتين بمصاحبة الجداريات الفنية التي قمنا برسمها، اكتملت اللوحة الفنية للمدينة، فقسمنا فريق المبادرة إلى مجموعات عمل صغيرة كل منهم لديه مهمة محددة، لتنظيم العمل، وكنت المسؤول عن الفريق الإعلامي لتوثيق كل ما تم تنفيذه بالصور والفيديو، لأنها تجربة تستحق التوثيق ولنقلها فيما بعد.

يضيف، أنه قبل البدء في رسم أعمالنا الفنية، جلسنا مع أهالي المنطقة، وتبادلنا أطراف الحديث لنعرف ما يحبون وما أشهر عاداتهم، أشغالهم التجارية التي يشتهرون بها، ومواصفات الزي البدوي لديهم، وأعددنا التصاميم الخاصة بالأعمال الفنية قبل تنفيذها على الحوائط، مشيرًا إلى أننا لم نكتفي بالرسم على الحوائط والجداريات فقط، ولكن قبل الرسم نقوم بتنظيف المنطقة وتجهيزها بمساعدة الأهالي حتى تصبح مناسبة للعمل الفني، فالمدينة هناك مؤهلة لمثل هذه الأعمال الفنية حيث أن معظم الحوائط في السوق الكبير لديهم مصنوعة من الأخشاب، وهو ما ساعدنا كثيرًا على القيام بمهمتنا، فلم نترك منطقة هناك إلا ورسمنا عليها.

يتابع البدرشيني، أنه أثناء تنفيذ لوحاتنا الفنية لم نكن وحدنا، فبجانب أهالي المنطقة وجدنا تفاعل قوي ومؤثر من الأطفال هناك، حتى بعد الانتهاء من أعمالنا الفنية نجدهم يأتون بأوراقهم الخاصة وينقلون ما قمنا برسمه للاحتفاظ به.

يشير الفنان السكندري، إلى أن مثل هذه المبادرات لم تكن موجودة في الأصل في مدينة شلاتين، فالمدينة في الجنوب، لم ينُظر لها من قبل، فهي تحتاج إلى مزيد من الاهتمام مثل سفلتة الطرق، فالوضع هناك بدوي، يعتمدون في تجارتهم بشكل أساسي علي تجارة المشغولات اليدوية، وأيضًا تجارة الرعي من الخراف، الماعز والجمال، ووجدنا أنهم مرتاحون بحياتهم البدوية هذه، على العكس ينظرون على أن المدنية غيرت كثيرًا من الطابع المصري، ولهذا رغبنا في أن نسلط الضوء على الجنوب، وندخل الفرحة على قلوب أهاليها.

عن استقبال أهالي مدينة شلاتين لهم، يحكي الفنان السكندري، أننا وجدنا ترحاب واستقبال غير عادي، ففرحوا بمبادرتنا وبأعمالنا الفنية، حتى إننا وجدناهم بعد الانتهاء من أي جدارية فنية يقومون بالتقاط الصور التذكارية بجانبها، علاوة على استضافتنا في منازلهم الخاصة وإطعامنا بدبائح خصصت لنا، متذكرًا، أنه عندما ذهبوا لمدينة القصير تم استضافتنا في فندق هناك دون أي مقابل مادي، فكنا دائما نستمع منهم إلى عبارات إيجابية تعبر عن مدى سعادتهم، ورغبتهم في عودتنا مرة أخرى وودعونا بمقولة «الشوفة نصيب واللقا نصيب».