رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

التنسيق الحضاري ينقل التجربة اليابانية في الحفاظ على التراث العمراني المتميز

المهندس محمد أبو
المهندس محمد أبو سعده

قام الجهاز القومي للتنسيق الحضاري برئاسة المهندس محمد أبو سعده، صباح اليوم، بعقد ورشة عمل بمقر الجهاز لخبراء يابانيين بمركز الحفاظ البيئي باليابان في كيفية الحفاظ على المناطق التراثية اليابانية وطريقة تسجيل وحصر المباني التراثية باليابان، وذلك بالتعاون مع بيت يكن برئاسة الدكتور علاء حبشي.

وأوضح رئيس الجهاز أنه في إطار دور الجهاز في الحفاظ على الثروة المعمارية المتميزة توجب على الجهاز نقل الخبرات الأجنبية في الحفاظ على المناطق التراثية المماثلة في البلدان الأخرى وعرض كيفية تسجيلها وأسس حمايتها والقوانين التي تعمل بها حتى يستطيع مهندسو الجهاز الاستفادة من هذه التجارب والإطلاع عليها وتطبيق ما يصلح منها على الواقع المصري.

وقام الدكتور سوميكازو آراماكي بعرض التجربة اليابانية في الحفاظ على التراث الثقافي لليابان وعرض طرق تسجيل هذه المباني التي تعتمد في كثير من الأحيان على تقديم مالك العقار المميز طلب لوزراة الثقافة اليابانية بتسجيل العقار الخاص به ضمن قوائم الحصر لديهم؛ وتشارك الحكومة في تكاليف الترميم.

وتقوم الحكومة ومنظمات المجتمع المدني بعمل جلسات حوارية مع السكان الأصليين لكل منطقة متميزة معماريًا مع المتخصصين معماريًا والمتخصصين في الترميم والتخطيط ووزارة الثقافة للتوصل لصياغة قانون يضع الأسس والضوابط التي يتم على أساسها ترميم هذه البنايات، وكيفية الحفاظ على الإرث الثقافي لهذه المناطق وعادة يكون في هذه المناطق معابد تحافظ الدولة على وجودها كإرث ثقافي وديني يجلب لها العديد من السائحين فيما بعد.

وأضاف آراماكي أن اليابان تعرضت للعديد من الظواهر الطبيعية والحرائق على مدار القرون الماضية لذلك تقوم الحكومة بالحفاظ على كل ما تبقى لها من موروثات ثقافية وطبيعية.

كما تم إصدار قانون للمباني الحديثة التي يتم تشييدها في أماكن تراثية بحيث أن يأخذ شكل الطابع المعماري لهذه المنطقة قدر المستطاع بالإضافة إلى حفاظ على الفراغ العام بما يحقق مرور تيارات الهواء والشمس والنباتات لخلق جو صحي ملائم، وتم عرض لنماذج تراثية للمدن والبنايات منها مدينة كاورا بوي.

كما أوضح آراماكي أن هناك ثلاثة أنواع من الترميم باليابان وهو ترميم بالمحافظة على نفس الشكل القديم للمبنى، وإضافة مفردات حديثة عند الترميم، وترميم المتهالك مع الحفاظ على القديم، كما يتم أثناء الترميم التعامل مع اللافتات الإعلانية ويفط المحلات والشركات التجارية بما يتناسب مع الشكل المتميز للمنطقة والمبنى التراثي، وهو ما نتج عنه العديد من المشكلات مع أصحاب المحلات والشركات والسكان الأصليين للمنطقة الذين يريدون الحفاظ على منطقتهم ومبانيهم التراثية وهو ما تم حله بجلسات حوارية بين كل الأطراف إلى أن توصلوا لصيغة مناسبة في الحفاظ على التراث المعماري للمكان.

وأوضح آراماكي أنه بعد الترميم حدث انتعاش للسياحة اليابانية التي وصلت إلى 40 مليون سائح في العام وجميعهم يفضلون التواجد في الأماكن التراثية التي يوجد بها خدمات.

وتم طرح العديد من الاستفسارات على الجانب الياباني بما يعزز طرق الاستفادة من تجربتهم.

وقام خبراء الجهاز بعرض لدور الجهاز وأهدافه والقوانين التي يعمل بها وخرائط الـGIS التي يعمل بها الجهاز والمناطق التي تم توقيعها على هذه الخرائط والحدود والإشتراطات التي وضعها الجهاز لحماية المناطق المتميزة معماريًا وأسس ومعايير التعامل معها.

وتم عرض أساليب تسجيل وحصر المباني ذات القيمة، والمشكلات التي يعاني منها الجهاز في التسجيل ومخاطره على التراث.

كما تم عرض لمناطق التطوير التي قام بها الجهاز ومن أمثلتها منطقة القاهرة الخديوية، وقرية القرنة الجديدية «قرية حسن فتحي» بالأقصر.

وأوضح أبو سعدة أن الورشة سوف تستمر على مدار ثلاث أيام وسوف يتم خلال الورشة عرض لمشروع تطوير سوق السلاح والمنكقة المحيطة بحمام بشتك.