رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تحريات «148 عسكرية» تكشف أسرار «مبايعى داعش»

داعش
داعش

كشفت تحريات الأمن الوطنى، فى القضية رقم «١٤٨ عسكرية»، المعروفة إعلاميًا بـ«تنظيم ولاية سيناء»، المتهم فيها عدد من الإرهابيين باستقطاب المواطنين وتحويلهم إلى تكفيريين، عن طريق تأهيلهم فكريًا وبدنيًا، عن تفاصيل الهيكل التنظيمى للكيان الإرهابى المسمى «ولاية سيناء»، وأسماء الإرهابيين الذين يتولون قيادة التنظيم، وطرق التواصل بينهم، وطرق التمويل.


8 خلايا عنقودية مشفرة بدأت من مواقع التواصل الاجتماعى إلى الواقع
جاء فى التحريات، التى حصلت «الدستور» على نسخة منها، أن قيادات التنظيم الإرهابى كلفت عددًا من الكوادر بالدعوة لصالح أفكاره المتطرفة، القائمة على تكفير الحاكم ورجال القوات المسلحة والقضاة واستباحة دمائهم ودماء المسيحيين واستحلال ممتلكاتهم واستهداف دور عباداتهم.
وذكرت أن قيادى تنظيم «بيت المقدس»، الإرهابى كمال محمد علام الغول، حركى «أبو عبدالله»، تولى توصيل التكليف إلى الكوادر، وأمرهم باستقطاب عناصر جديدة لتكوين خلايا عنقودية تابعة للتنظيم تضطلع بتنفيذ مخططات التنظيم.
وتبين أنه تم استقطاب ما يقرب من ٦٨ شخصًا، وشاركوا ببرنامج تدريبى، محوره الأول «فكرى»، تمثل فى عقد لقاءات تنظيمية يتم خلالها ترسيخ قناعات الشباب بالأفكار التكفيرية، وتعليمهم وسائل التواصل عبر برامج المحادثات المشفرة عبر الهواتف الذكية لتجنب الرصد الأمنى، أما المحور الثانى من البرنامج فكان «عسكريًا»، وتمثل فى التدريب على استخدام الأسلحة النارية، وتصنيع المتفجرات.
وأكدت التحريات أن الإرهابى عمرو محمد عبدالفتاح الحلاق، حركى «أبو حازم»، هو من تولى مسئولية تدريب عناصر التنظيم على أعمال رصد ومراقبة الأهداف، وأن الإرهابى محمد جمال، حركى «فارس الظلام، وفارس الأمير» تولى مسئولية اللجنة الإعلامية للتنظيم، بتكليف من قيادى التنظيم كمال علام الغول، عن طريق بث أفكار التنظيم وعملياته العدائية عبر شبكة المعلومات الدولية.
وفى إطار تأهيل عناصر الجماعة فكريًا وعسكريًا، أطلعهم المكنى «أبو مروان المصرى» مسئول التجنيد بالتنظيم، على إصدارات الجماعة العسكرية، ولقنهم المكنى «أبو حمزة السيناوى» بأفكار الجماعة.
ووفقًا للتحريات، تلقى الإرهابيون دورة تدريبية فى اللياقة البدنية والتشكيلات العسكرية وفك وتركيب الأسلحة النارية بأحد معسكرات الجماعة بمنطقة «العقدة»، بالشيخ زويد، على يد المتهمين أسامة إسماعيل سرحان، حركى «الكابتن»، والمكنيين أبو محمد المصرى وأبو صندل السيناوى، وأبو عبدالله السيناوى، أبو بكر المهاجر مسئولى التدريب بالجماعة.
وأضافت التحريات أن التنظيم اعتمد هيكلا قائما على ٨ خلايا عنقودية، تجنبا للرصد الأمنى، وأكدت أن مسئول كل خلية استهدف ضم عناصر جماعة الإخوان الإرهابية بشكل أساسى عبر موقع التواصل الاجتماعى، لاتفاق التوجه الفكرى للتنظيمين الإرهابيين.
وأوضحت التحريات أن مسئول الخلية الأولى هو الإرهابى أحمد حسن إبراهيم، وضمت ٨ تكفيريين، وتولى مسئولية الخلية الثانية الإرهابى أسامة سحان، حركى «الكابتن وأبو الحسن»، وضمت ١٣ إرهابيًا، والخلية الثالثة تولى مسئوليتها عبدالواحد طه، حركى «أبو عبيدة»، وضمت ٢٧ إرهابيًا، والخلية الرابعة تولاها الإرهابى حسن عبدالرحمن طه، حركى «أبو حاتم المصرى»، وضمت ٧ متهمين.
الخلية الخامسة تولاها أبو بكر الإمام، وضمت ٣ تكفيريين، والخلية السادسة تولاها جواد عطاء الله، حركى «خالد»، وضمت ٩ إرهابيين، الخلية السابعة تولى مسئوليتها يحيى أحمد ريقى، حركى «مالكوم إكس» وضمت ٦ إرهابيين، والخلية الثامنة تولاها أحمد رضا، وضمت إرهابيين اثنين فقط.
كما أضافت التحريات، وفقًا لاعترافات الإرهابى إبراهيم السيد محمد الأسود، أن هيكل التنظيم يضم مسئولًا أمنيًا يدعى «أبو مروان، وأبو الحسن»، ومسئولًا عسكريًا يدعى «أبوالزبير السيناوى»، ومسئولًا ميدانيًا «أبوأنس الخطيب»، ومتحدثًا إعلاميًا باسم الجماعة، وهو «أبو أسامة المصرى»، ومسئول تصنيع العبوات المتفجرة، المكنى «أبو سليمان»، ومسئول الاستشهاديين «أبو هاجر»، ومسئول المهاجرين «أبوبصير»، ومسئول الشرعيين «أبوعادل السيناوى».
وكشفت التحريات عن أن عضو التنظيم الإرهابى عبدالرحمن علاء حلمى العزازى - فى تركيا حاليًا - هو من تولى إلحاق العناصر المنضمة للتنظيم حديثًا ضمن صفوف تنظيم «داعش» الإرهابى بدولتى سوريا والعراق وليبيا، لتلقى التدريبات العسكرية فى مجال استخدام الأسلحة بجميع أنواعها، وحرب العصابات والمدن وطرق تصنيع المتفجرات، تمهيدًا للعودة للبلاد لتنفيذ مخطط التنظيم العدائى، وكان على رأس تلك العناصر، الإرهابيون محمد ثابت محمود البيك، وإبراهيم فؤاد صالح، وأحمد حسام فايق.

الإرهابى «الأسود»: تدريبات قتالية على الاقتحام وخطب حماسية قبل «الانغماس»
اعترف الإرهابى إبراهيم السيد محمد الأسود، بأن أعضاء التنظيم رصدوا العديد من المنشآت العسكرية وأفراد القوات المسلحة، تمهيدًا لاستهدافه، بتكليف من القياديين أحمد أبوعنجة، ونبيل النجار، مكنى «أبو أحمد»، موضحًا فى اعترافاته أنه «من بين ما جرى رصده الكتيبة ١٠١ التابعة للقوات المسلحة، ومديرية أمن شمال سيناء، وإدارة الأمن الوطنى الملحقة بها، من خلال تردد عمرو عبدالفتاح الحلاق على الجوازات، ومد العناصر بمعلومات الرصد للقياديين».
وتبين انضمام الإرهابى «الأسود»، رفقة ٧٠ عنصرًا من التنظيم الإرهابى لإحدى المعسكرات الإرهابية بمنطقة الوقف بالشيخ زويد، لتلقى تدريبات قتالية على الاقتحام العسكرى، وتم التخطيط خلالها للهجوم على كمينى أبوالرفاعى والسدرة وباقى أكمنة الجيش بمنطقة الشيخ زويد، لأسر أكبر عدد ممكن من الجنود والإعداد لعرض عسكرى لعناصر التنظيم بأنحاء المدينة عقب نجاح مخططهم العدائى وتولى قيادة العملية المكنى «أبوهاجر المصرى»، بينما اضطلع المكنى أبو محمد المصرى بمسئولية القيادة الميدانية لها.
كما اعترف المتهم بأنه تم تقسيم العناصر المشاركة فى التدريب إلى ٦ مجموعات: «مجموعة الاستشهاديين - وتتولى اقتحام المواقع المراد استهدافها بسيارات مفخخة، ويعقبها أفراد المجموعة الثانية»، و«مجموعة الانغماسيين - التى تتولى اقتحام المواقع واستهداف القوات المتبقية»، و«مجموعة الدعم - التى تقدم العون لعناصر المجموعة الثانية»، و«مجموعة الإسعاف - التى تتولى إسعاف من تتم إصابته من عناصر المجموعات»، و«مجموعة قطع الإمداد - ويتولى عناصرها منع وصول التعزيزات لأفراد الجيش المستهدفين بالعملية»، و«مجموعة الإعلاميين - ويتولى عناصرها توثيق مجريات الاقتحام، وتدريب العناصر المشاركة على التنفيذ باستخدام نموذج مصغر لموقع تنفيذ العملية».

التمويل عن طريق أعضاء «حقل الجهاد».. وكلمة السر سالمان الدرز
فيما يخص تمويل التنظيم الإرهابى، كشفت التحريات عن أن عددًا من عناصر التنظيم المشاركين فيما يسمى «حقل الجهاد السورى» استقطبوا عددًا من المصريين المشاركين فيه لتمويل أنشطة «ولاية سيناء»، والعودة للمشاركة فى عملياته، وعُرف من هؤلاء المستقطبين كل من: خالد عبدالحميد تونى، وهشام محمد الكدش، وأسامة الكدش، كما توصلت التحريات إلى عودة المتهم محمود قطب إلى البلاد وارتباطه بعناصر ولاية سيناء.
وقالت التحريات إن عناصر تلك الخلايا التابعة للتنظيم اعتمدت فى تمويل أنشطتها العدائية أيضًا على ما أمدها به الإرهابى «على سالمان الدرز»، من أموال، لاستخدامها فى شراء الأسلحة النارية والعبوات المتفجرة، فضلًا عن تكليف كلٍ من: إبراهيم صالح حسن، ومحمد عيد سالمان الدرز، وطه أحمد حمدان أبوجرير، بتوفير الدعم اللوجستى ومد عناصر تلك الخلايا بالأسلحة النارية والعبوات المفرقعة وتنفيذهم تلك التكليفات بالاستعانة ببعض العناصر المرتبطة بهم.
كما كلف الإرهابى على سالمان الدرز، الإرهابى محمود مصطفى إبراهيم، بتقديم الرعاية الطبية للمصابين من عناصر تنظيم ولاية سيناء، إثر مشاركتهم فى ارتكاب عمليات عدائية ضد القوات المسلحة، وتكليف محمد السيد الطوخى الشيمى، بتزوير بعض وثائق تحقيق الشخصية الرسمية لعناصر التنظيم للإفلات من ضبطهم بمعرفة رجال الأمن.
وكشفت التحريات أيضًا عن أن الجماعة كانت تعتمد فى تنفيذ عملياتها العدائية على الأسلحة الآلية الخفيفة والثقيلة، والصواريخ المضادة للطائرات والدبابات، آربى جى وكورنيت، والعبوات المفرقعة والسيارات المفخخة، وأن كل مجموعة مزودة بسيارة ربع نقل مموهة المعالم مسلحة بالبنادق الآلية الخفيفة والمتوسطة والثقيلة، إضافة إلى مدفع «آر بى جى»، وتتخذ تلك المجموعات أكواخًا بمناطق تمركزها لينطلق منها أفرادها لارتكاب عمليات عدائية.