رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خبير نفسي: شكوى السيدات على «فيسبوك» يعوق التواصل الحقيقي

جريدة الدستور

كثير من الشكاوى تعرضها الفتيات والسيدات، على "جروبات" مغلقة خاصة بهم على "فيسبوك"، ويفاجئن بسقوط ردود قاسية في بعض الأحيان، مقابل بعض النصائح، والدعم النفسي.

وتعليقًا على عيوب هذا النوع من النقاش أو "الفضفضة النسائية" ومميزاته، تحدثت «الدستور» إلى استشاري طب نفسي لتحليله في السطور التالية:

قال محمد طه، استشارى وأستاذ الطب النفسي، إن السيدات تشكو على "جروبات فيسبوك"، لرؤيتهم أن ذلك هو المُتنفس الوحيد لهن، لأن بعض من حولهم غير متهمين، وفي بعض الأحيان يواجهن نقد ولوم، وبعض من يعيشون معهن غير قادرين على فهمهم ولا يُنصتون لهن سواء أكان الزوج، الأصدقاء، وغيرهم فيلجأن للفراغ الالكتروني، "يمكن حد يفهمهم ويحس بهم".

وعن عيوب الأمر؛ أوضح أن أبزرها انتظار السيدات للدعم، أو تفهم الآخرين لما يمرون به، ثم يُفاجئن بتعليقات بها إهانة، سُباب، أو عدم تعاطف مع ما تعاني منه، وفي بعض الأحيان يتم تكفير بعض من يعرضن مشكلاتهن، ومن الممكن أن يستغل أحدهم ضعفها وشكوتها واحتياجها، ويحاول القيام بدور المُنقذ، الذي سيُكمل ما نقص في روحها، وهو أمر شديد الخطورة، ومن الممكن أيضًا أن ينقل أحدهم "فضفضتها" لشخص لا ترغب في معرفته بالأمر، فيتسبب لها في مشكلة أكبر.

وأشار إلى أن اعتياد السيدات على الشكوى الالكترونية، يعوق تواصلهن الحقيقي مع من يعيشون معهم، فتبعد المسافات "وتزيد الطينة بلة" كما يُقال.

ولفت استشاري الطب النفسي، إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي شجعت الأشخاص على البوح، وعرض المشاكل، والدليل هو هذا الكم الرهيب من "الجروبات" التي نتحدث عنها الآن، وأعتقد أن كل مجموعة علاجية على أرض الواقع يُقابلها في العالم الافتراضي 76 مجموعة دعم، أو تفريغ، أو مشاركة في عرض المشاكل على "فيسبوك".

واختتم أن ذلك ينم عن رغبة كبيرة في التواصل، البوح، والمشاركة، في مجتمع يستنكر شكاوى السيدات، وتكتفي أسرهن بإنفاق أزواجهن عليهن فقط، قائلا: «مجرد ما حد بيلاقي حد يتكلم معاه ويسمعه بس باهتمام من غير ما يحكم عليه، أو يستهين بكلامه، ده ممكن يساعد ويخفف، ويكون كمان علاج».