رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بورتريه صلاح طاهر أطلق شرارة الحب بين فاتن والشريف

فاتن والشريف
فاتن والشريف

«يا حبيبي طاب الهوى ما علينا لو حملنا الأيام في راحتينا.. صدفة أهدت الوجود إليّنا واتاحت لقاءنا فالتقاينا».. فالصدفة التي جمعت النجمة المسلمة فاتن حمامة بالشاب اليهودي عمر الشريف في فيلم «صراع في الوادي»، أصرَّت على أن تجمعهما عاشقان، ولم تُبالي بما تحمله لهما الأيام، حتى لو كان عائق ارتباطهما عقد زواج بين فاتن وعز الدين ذو الفقار.. وشرارة الحب التي تسللت من كلمات "الشريف" إلى قلب "فاتن" وهو يغازل صورتها في أول لقاء لهما خلال تحضيرات فيلمهما الجديد كانت أقوى من أن تطفئها نظرات اجتماعية أو التزامات دينية حينها.

«هذه ليلتي وحلم حياتي بين ماضٍ من الزمان وآتِ.. الهوى أنت كله والأماني فأملاء الكأس بالغرام وهاتِ»

ترجع قصة لقاء "فاتن" بـ"الشريف"، والذي كان اسمه آنذاك ميشيل شلهوب، إلى اعتراضها على مشاركة شكري سرحان البطولة معها في فيلم يوسف شاهين "صراع في الوادي"، وعرض شاهين الدور على صديقه وزميل دراسته عمر الشريف بكلية فيكتوريا بالإسكندرية، وكان في ذلك الوقت تخرج من الكلية ويعمل في شركات والده بتجارة الخشب فوافقت على الممثل الشاب، وأثناء تصوير هذا الفيلم حدث الطلاق بينها وزوجها عز الدين ذو الفقار.

وفي أول لقاء بينهما حدث ما لم يفهمه أيًا منهما، وظلا صامتين أمام بعضهما البعض إلى أن حاول "شلهوب" استدراك الموقف رافعًا رأسه فجأة فوقعت عيناه على بورتريه كان رسمه الفنان صلاح طاهر لـ"فاتن"، فتحدث عمر الشريف همسًا: "الله.. بورتريه رائع رسمه فنان مبدع.. بس فعلا ما يساويش حاجة جنب الإبداع اللى عمله ربنا.. رسم وصور أجمل ملامح.. بأعظم ريشة فى الكون وجسد الإبداع كله فى أرق مخلوقة ممكن الإنسان يقابلها فى حياته"، أما "فاتن" فلم يكن بوسعها أن تقول شيئيًا أمام موجة الغزل التي اجتاحتها، لما كان معروف عنها من شدة خجلها، فوقفت وقد تسمرت قدماها، وشعرت بأنها تلميذة صغيرة تستمع إلى أول عبارة إعجاب في حياتها، وأحست بأن هذا الرجل قد نفذ إلى قلبها ولن يخرج.

«لسؤالِ عن الهوى وجوابِ.. فادن منّي وخد إليك حناني ثم أغمض عينيك حين تراني»

كانت نهاية العمل في فيلم "صراع في الوادي" تقترب، ولم تبق إلا أيام قليلة، وتفترق فاتن عن عمر - وقد يتلاقيا فيما بعد أو لا يتلاقيان- وكانت فاتن تجلس في آخر البلاتوه الكبير، قصر والدها الباشا "زكي رستم" في الفيلم، وعمر يغالب رغبته في أن يعترف لفاتن بالحب ويعاند إشفاقه على نفسه من أن تردّه فاتن حمامة بلباقتها المعهودة.

استجمع عمر الشريف كل إرادته وخطا تجاه الركن الذي تجلس فيه فاتن وحيدة وهمس لها في انفعال:
- مدام فاتن.. أنا بحبك
ألقت فاتن نظرتها عند قدميها وصمتت.. لم تنبس بشفة.. فاستدرك عمر:
- هل تقبلين بقلبي؟ هل تحبينني؟
أومأت فاتن برأسها، فامتدت يد عمر الى يد فاتن تلامسها بحنان ورفق وتلاقت نظرات الحب بينهما.. فعاد يسألها:
- هل تحبينني؟
أدمعت عينا سيدة الشاشة وقالت في همس:
-نعم أحبك يا عمر
قال عمر:
- هل تقبلين الزواج بي؟
فقبلت، لكنها طلبت منه تأجيل الأمر، إلى أن تدبّر أحوالها.

«وحديث في الحب إن لم نقله.. أوشك الصمت حولنا أن يقوله»

سرعان ما انكشف "سر الهوى" بين العاشقين، بقبلة لم يحتمل الشوق اخفاءها، فأذهلت الجميع من جمال براءتها، حين طلب مخرج "صراع في الوادي" أن تأتي "فاتن" ابنة الطاغية زكي رستم وتحتضن عمر فقط، بعد أن أصابته برصاصة أطلقها عليه حمدي غيث، فيقع على ظهره مصابًا بالرصاصة في صدره مغمى عليه، لكن المشهد أخذ سياقًا أكثر صدقًا وحرارة فضحت صبابتهما، بقبلة حقيقيّة غير سينمائية أوضحت قصة الحب التي يكتمها النجمين في قلوبهما.
ومع انكشاف الأمر، أخذت الصحف تتحدث عن قصة حب النجمة الشهيرة المسلمة، التي كانت تحمل لقب زوجة لأحد أكبر المخرجين السينمائيين حينها، وبين الشاب الصاعد الذي لم تكن محددة ديانته للجمهور بعد، ما بين يهودي أو مسيحي.

«سوف تلهو بنا الحياة وتسخر.. فتعال احبك الآن أكثر»

لم يستسلم النجمان لما لاقوه من هجوم وخلافات، من الصحف والشائعات تارة، ومن الغيرة على بعضهما البعض تارة أخرى، وسرعان ما تداولت الأخبار عن زواجهما وانجابهما، فيما بعد، ابنهما الوحيد "طارق".. لكن بعدما حققت الصدفة غايتها واجتمعا العاشقان، كان للأيام قول آخر بعد ذلك، فكان اختيار المخرج العالمي "ديفيد لين" لـ"الشريف" ليقوم ببطولة فيلمه "لورانس العرب" بداية مفترق الطرق بين الحبيبان، خاصة بعد رفض "فاتن" الذهاب معه لتشق طريقها بين طرقات السينما العالمية، تاركة خلفها ما حققته من نجومية داخل بلدها مصر، فانتظرت وانتظرت حتى بلغت السنوات عددها العشرين، وهي تنتظر حبيبها أن يعود مرة اخرى حتى تحبه أكثر.

«يا حبيبًا قد طال فيه سهادي.. وغريبا مسافرًا بفؤادي»

في كل لقاء له يقول الشريف تصريحًا حول حبيبته فاتن حمامة، كان أبرزهم، عام 2011 لجريدة "الوفد" قائلًا:"لم أطلق فاتن حمامة إلا منذ 6 سنوات فقط، فبعد زواجنا كانت فاتن لا تريد السفر معي ولا تحب العمل في أمريكا، فقلت لها يا حبيبتي بصي إحنا مش هنتطلق ولا حاجة، أنا هسافر، ولو في يوم من الأيام حبيتي حد أو عايزة تتجوزي تاني كلميني في التليفون هبعتلك الورقة على طول، وكل الفترة دي وهي زوجتي ولم أطلقها إلا بعدين، وعمرنا نحن الأثنين تخطى السبعين عاما، حينما تعرفت هي على زوجها الحالي وأرادت الزواج منه".

وحاول الشريف بعد ذلك زيارتها والاطمئنان عليها في أزمتها الصحية، إلا أنها رفضت ذلك وقالت له أنها بخير والأمر لا يستدعي الزيارة؛ احترامًا منها لزوجها الدكتور محمد عبدالوهاب.