رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

القس لوقا راضى: قديمًا كانت الدولة تحتفل بعيد الغطاس

القس لوقا راضى
القس لوقا راضى

قال القس لوقا راضى، راعى كنيسة مارى يوحنا بالقوصية، إن المقريزى سجل تلك الكلمات «فصار النصارى يقسمون أولادهم في الماء في هذا اليوم، وينزلون فيه بأجمعهم، ولا يكون ذلك إلا في شدة البرد، ويسمونه يوم الغطاس، وكان له بمصر موسم عظيم للغاية».

وأضاف «راضى» فى تصريحات خاصة لـ«الدستور»: قال مؤرخ آخر هو المسعودي في كتابه «مروج الذهب ومعادن الجوهر» ولليلة الغطاس بمصر شأن عظيم عند أهلها، لاهتمام الناس فيها، وهي ليلة الحادي عشر من طوبة، الذي يوافق 19 يناير فى الشهر الميلادى.

وأردف: كانت ليلة الغطاس بمصر يحتفل بها محمد بن طغج الإخشيد، أمير مصر، في داره المعروفة بالمختار في الجزيرة الراكبة للنيل، والنيل يطيف بها، وقد أمر فأسرج في جانب الجزيرة وجانب الفسطاط ألف مشعل، غيرها أسرج أهل مصر من المسارج والشمع.

وأضاف: قد حضر بشاطئ النيل في تلك الليلة آلاف الناس من المسلمين ومن الأقباط منهم في الزوارق ومنهم في الدور الدانية من النيل، ومنهم على سائر الشطوط، لا يتناكرون كل ما يمكنهم إظهاره من الأكل والشرب والملابس وآلات الذهب والفضة والجوهر والملاهي والعزف والقصف، لافتًا إلى أنه كانت من أفضل الليالي المصرية، التى يشملها السرور، ولا تغلق فيها الدروب ويغطس أكثرهم في النيل، ويزعمون أن ذلك أمان من المرض وإبعاد للداء.

وأشار راعى كنيسة مارى يوحنا بالقوصية إلى أن قديمًا كان الرجال يغطسون في النيل والترع ليلًا، بينما كانت النساء يغطسن في الكنائس في أحواض كبيرة تملأ بالمياه بعيدة عن أعين الرجال ومعهم الأطفال والبنات، وفى صباح اليوم الثاني كانوا يشترون الضأن وينحرونه بهجة وفرح ونذور، وتباع الفاكهة في أيام الفاطميين.

وتابع: كان الخلفاء يشاركونهم فرحتهم هذه ويمرون عليهم في كنائسهم وبيوتهم الكبيرة، وكانوا ينادون بألا يخالط المسلمون الأقباط في نزولهم النيل، مؤكدًا أنهم كانوا يأمرون بإيقاد المشاعل والشموع على حساب الدولة الفاطمية، وتشديد الحراسة في تلك الليلة أثناء الصلوات وأثناء الغطس في النيل.

وأضاف: من الفواكه التي كانت تؤكل وتوزع على الناس والفقراء النارنج والليمون وأطنان القصب وسمك البوري، لافتًا إلى أن الدولة كانت تشارك الأقباط فرحتهم فى عيد الغطاس، إلا أنه عندما زادت الفرحة إلى أن وصلت إلى حد المساخر، فكان لابد بالطبع أن تؤخذ الأمور بالحزم.