رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في عيد الغطاس.. الفرق بين معمودية الأرثوذكس بمصر وغيرهم

الكنيسة الارثوذكسية
الكنيسة الارثوذكسية

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، يوم الجمعة المقبل 19 يناير، بأحد أعيادها "السيدية الكبرى" وهو "عيد الغطاس"، والذي فيه اعتمد السيد المسيح بنهر الأردن على يد يوحنا المعمدان.

ومن هنا جاء "سر المعمودية" في المسيحية، وهو أحد أسرار الكنيسة الأرثوذكسية السبعة، فهي تؤمن بضرورة "المعمودية" لكي يصبح بذلك هذا الشخص مسيحيا، ولكن "التعميد بالتغطيس" أحد أبرز الاختلافات بين الكنيسة الأرثوذكسية والكنيسة الإنجيلية والبروتستانتية.

ففي الكنيسة الأرثوذكسية، "المعمودية" تعني أنها سر يحصل به المعمد على نعمة الميلاد الجديد، بحسب نصوص وتعاليم المسيحية، ويتم بالتغطيس للصغار والكبار، ومادة السر الماء، ويقوم الكهنة بتغطيس الشخص بشكل كامل 3 مرات، داخل إناء ممتلئ بالماء، مرددين البسملة المسيحية "بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين"، ثم تتلى الصلوات.

أما في كنيسة الكاثوليك، فليس من الضروري أن تكون المعمودية بالتغطيس، ويجوز العماد بالرش أو السَّكب، بينما تعتبر الكنيسة البروتستانتية أن المعمودية ليست سرًا مقدسًا بل علامة يجوز ممارستها بالرش أو التغطيس، والمعمودية المعترف بها هي معمودية "الروح القدس" أي بدون ماء.

وفي شهر أبريل عام 2017، وقع البابا فرنسيس بابا الفاتيكان والبابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وثيقة لحل هذا الخلاف بين الكنيستين الأرثوذكسية والكاثوليكية حول إعادة "سر المعمودية"، وذلك خلال لقائهما في اجتماع مغلق في الكنيسة البطرسية بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية.

وجاء في نص البيان: "نحن اليوم، البابا فرنسيس والبابا تواضروس الثاني، لكي نسعد قلب ربنا يسوع، ‏وكذلك قلوب أبنائنا وبناتنا في الإيمان، فإننا نعلن، وبشكل متبادل، بأننا نسعى جاهدين، بضمير صالح، نحو عدم إعادة سر المعمودية الذي تمَّ منحه ‏في كلٍّ من كنيستينا لأي شخص يريد الانضمام للكنيسة الأخرى. إننا نقرُّ بهذا طاعةً للكتاب المقدس ولإيمان ‏المجامع المسكونية الثلاثة التي عُقدت في نيقية والقسطنطينية وأفسس".

يذكر أن أن الكنيسة القبطية الأرثوذوكسية تشترط تكرار سر المعمودية للمسيحيين الراغبين في الانضمام إليها من الكنائس الأخرى، لأنها لا تعترف بطقوس معموديته الأولى.

ولكن في مايو الماضي، أوضح البابا تواضروس، خلال لقائه بأساقفة وكهنة أوروبا في المملكة المتحدة، أهمية زيارة بابا روما إلي مصر، قائلا: "قلنا أن نخرج بيانًا مشتركًا عن الزيارة التاريخية كما سبق أن أصدر البابا شنودة الثالث وبابا الفاتيكان عام 1973 بيانًا مشتركًا عن زيارة البابا شنودة للفاتيكان".

وأضاف أن البيان الذي نُشر في مجلة الكرازة التابعة للكنيسة الأرثوذكسية هو محاولة لإزالة الخلافات ومنها "السعي جاهدين" لعدم إعادة المعمودية للشخص الذي يريد الانضمام من كنيسة إلي أخرى.