رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مدرسة «حلوان» خرجت «الزعيم» وتحولت لمدرسة المشاغبين

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

شارع يسوده الصمت، باب كبير تظهر بداخله حديقة تنتهي بثلاث درجات توصلك لمبنى الإدارة، مبانٍ قديمة تظهر عليها من الخارج رقع المياة، التي تؤكد على عمرها، نوافذ متهالكة تحطم الزجاج الخاص بها، وفي منتصف المكان يوجد ساحة رملية كبيرة خصصت للعب الكرة وممارسة بعض الرياضة، هكذا هو الشكل الذي تظهر به مدرسة حلوان الثانوية بنين.

شارع 55 المعروف بشارع المدرسة، الواقع في مدينة العاملين بحلوان، المتفرعة من شارع ذكي حواس الوجودة بمطقة المشروع الأمريكي، شرف حلوان، تلك المنطقة التي احتضنت الزعيم جمال عبدالناصر، خلال فترة مراهقته، فكان أحد طلاب المدرسة، التي أصبحت الآن مرتعًا للإهمال والتدخين والمشاجرات.

«دي بقيت مهزلة»، هكذا أوضح عم محمد، صاحب إحدى محال البقالة المقابلة لمدرسة حلوان الثانوية بنين، أن مستوى الطلاب اختلف تمامًا، ففي الماضي كان يحكي له والده أن هذه المدرسة من أقوى مدارس القاهرة، وحلم يسعى كل الأطفال لدخولها، وكان الأهالي تتنافس لدخول أبنائها هذه المدرسة لما كان معروف عنها.

وتابع قائلًا إن الوضع الآن سئ جدًا، فوقت خروج طلاب المدرسة يعد بمثابة غارة تشن على الشارع، لأنهم يتشاجرون لدرجة تصل أحيانًا إلى الإصابات، ناهيك عن تدخين السجائر، والسباب الذي يندى له الجبين، معلقًا «فمن يصدق أن هذه مدرسة جمال عبدالناصر».

فيما قال أحد طلاب المدرسة إن المدرسين لا يستطيعون السيطرة على الطلاب في حالة نشوب مشاجرات بين الطلاب، فيقف بعض المدرسين يشاهدون عن بعد، وعدد قليل جدًا هو من يحاول الفصل بين أطراف النزاع.

وقال أحد المدرسين الذي رفض ذكر اسمه، إنه فور إلحاقه للتدريس بهذه المدرسة في عام 2013، أخبره المدير أنه يدرس في المدرسة التي كان يدرس فيها الزعيم العربي جمال عبدالناصر، فاتسعت حدقة عيناه من تلك المفاجأة التي أثلجت صدره بعد أن كان رافضًا الذهاب إلى هذا المكان.

«هو كان في فصل إيه»، هذا أول سؤال رد به المدرس على المدير، فأجابه قائلًا إن جمال عبدالناصر كان من أذكى الطلاب وأنجبهم ففصول المتفوقين كان مكانه الوحيد، وفي أيامه الأولى كانت والدته تصحبه إلى المدرسة، وكان أقرب أصدقائه شخص يسمى سعيد، وكل هذه القصص ترد دائمًا على لسان المديرين الذين تولوا إدارة المدرسة.