رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

زبيبة ومصحف وآية الكرسي: الوجه الآخر لمحراب محافظ المنوفية

محافظ المنوفية داخل
محافظ المنوفية داخل مكتبه

«عندنا فساد.. تحب تتغدى عندنا»، عارفة الوزير ما حدش حاكمه ليه؟! علشان معاه توصية طبية من الدكتور إنه لازم يأكل «مسروق» (!)، هكذا سخر الكاتب الراحل جلال عامر (1952 - 2011) من الفساد الذي استشرى فى مؤسسات الدولة إبّان عهد «مبارك»، وعدم محاكمة اللصوص، وتركهم يهربون خارج البلاد.

مساء اليوم الأحد، كانت هيئة الرقابة الإدارية على موعد جديد وضربة قوية خلخلت بها الفساد الذي استشرى في بعض مفاصل الدولة وكلف الرئيس عبدالفتاح السيسي مؤخرًا بملاحقته فورًا، حيث نجحت الهيئة اليوم في القبض على محافظ المنوفية المهندس هشام عبدالباسط ورجلي أعمال كبار في المحافظة قبل ساعات من الزيارة المرتقبة للرئيس عبدالفتاح السيسي إلى هناك لافتتاح عدد من المشروعات التنموية والخدمية.

«الدستور» رصد محافظ المنوفية (الصورة)، 44 عامًا، في صورة متداولة له على مواقع التواصل التي طيّرت سريعًا ألبومًا من صوره على منصّات التواصل الاجتماعي فور عملية القبض عليه في ليلة شتوية انتظر فيها الجميع نتيجة مباراة الزمالك والإنتاج الحربي في الدوري وما ستسفر عنه من أحداث، إلاّ أن التليفزيون المصري كان له رأي آخر في إذاعة خبر جديد جاء مضمونه: «محافظ المنوفية واثنان من حيتان رجال الأعمال في قبضة الرقابة الإدارية بتهمة تسهيل الحصول على أراضي الدولة».

الصورة التي رصد «الدستور» ملامحها جاء فيها محافظ المنوفية منكفئًا على مكتبه يقرأ بعض ما جاء في البوستة، متظاهرًا بأنه مشغول ببعض شكاوى أهالي المنوفية تعلو جبهته زبيبة صلاة وأمامه مصحفه الشريف يزيّن مكتبه: «فى مصر أصبح الفساد مثل الماء له شبكة مواسير، لكن الخزان فوق السطوح»، هكذا كان رأي جلال عامر في فساد المسئولين، إضافة إلى آية قرآنية بعيدة تنطق آياتها بخشوع لكل ذي قلب وعينين رأى ويرى ما حدث لوزير الزراعة الأسبق، المهندس صلاح هلال ومن بعده المرأة الحديدية بمحافظة الإسكندرية الدكتورة سعاد الخولي: «فى مصر لا يوجد حساب إلاّ المقرّر على خامسة ابتدائى، ولا توجد محاسبة إلاّ فى كلية التجارة»، نظرة الساخر عامر لا تزال معنا، لكنها كانت أيام مبارك ونظام حكمه المخلوع، لكن عندما أطلق الرئيس السيسي يد الرقابة الإدارية، برئاسة صائد حيتان الفساد اللواء محمد عرفان، أصبح لكل فاسد ومسئول مريض مَن يتابع تحركاته ويرصد مآربه وضميره المرتشي.

سورة الكرسي كانت أعلى مكتبه تزين حائط المتهم بالفساد: «الله لا إله إلاّ هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم..»، لم يعبأ بما جاء في مدلولاتها ولم يعِ معانيها، بالرغم من علامة الصلاة والمصحف الشريف والمصلاة التي قد تكون أسفل مكتبه ومسبحة في درج مكتبه، إلاّ أن اللافت للنظر أن هناك لوحة تحدد أراضي خريطة المحافظة والتي سخر البعض وقال إنها قد تكون لبعض الأراضي التي سهّل بعضها لرجلي الأعمال المتهمين في القضية: «فاكر زمان أيّام الفساد للركب، الفساد الآن عدى منطقة الفخذ ودخل على الصحراوي»، ربّما دخل الفساد على الصحراوي وأصبح يرتع في مصر المحروسة، إلاّ أن مع هيئة الرقابة الإدارية «مش هيقدر المرتشون يغمضوا عينيهم».. أو هكذا نتمنى (!)