رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

معاناة الرجل المُطلق.. و«دكتورة طب نفسى»: لا تختلف كثيرًا عن المرأة

جريدة الدستور

معاناة المطلقات في المجتمع الشرقي لا يمكن إنكارها، وكل مرة نتحدث عنها لا نعرض سوي زاوية صغيرة مما يحث فقط، فما تعانيه المطلقات لا يمكن تلخيصه في مقال ولا كتاب ولا فيلم، لكننا نصف المعاناة، ولا نتخيل أن الرجل عندما يمر بنفس الظروف يعاني أيضا، حتى وإن كان هو السبب فيه.

«الرجل المطلق من منظور نسائي»

هل تتخيل الأفكار التي تدور في رأس الفتيات وصديقاتها، عندما يتقدم لإحداهن رجل مطلق، يتسائلون فيما بينهما حتي وإن أظهرن لك عكس ذلك، لماذا تركته؟ ويعلمون أن حتي لو ظن الرجل أنه هو من ترك يكون ذلك نتيجة أنها فقدت شغفها نحوه لتتمسك به، ويتسائلون لماذا لم تتمسك بك؟ وما هو العيب الذي لم تستطع تحمله؟، يفكرون في كل شيء مثل الرجال تماما الرجال.

كما يفكرون هل العيب جسدي أم أخلاقي أم في طريقة المعاملة؟، ويزداد فضولهن وخوفهن من الرجل المطلق كلما كان جيد ظاهريا، وتقفز إحداهن بجملة: «لو كان فيه الخير ما رماه الطير».

وتتقمص بعض الفتيات دور استقصائي خطير وتقوم بتحريات عن السبب الحقيقي للانفصال وتعرفه بحيلة ما من زوجته شخصيا! الأمر الذي لو فعله رجل معنا سنتهمه بالتدخل فيما لا يعنيه ونتركه فورا!

وتظهر إحداهن التى لا تؤيد هذه الدرجة المريضة من الفضول، لكن هناك شيء تحرص أن تعرفه وهو مؤشر مهم للعلاقة الجديدة، إذا كان لديه أبناء من طليقته، كيف يعاملهم؟ وهل ينفق عليهم بانتظام؟ إجابة هذا السؤال تحدد هل هو شخص ملتزم ومتحمل للمسئولية أم لا؟، فإذا لم يكن مهتم بأبنائه فلماذا تظنين أنه سيهتم بك عندما يزول بريق الرغبة!
بينما تفرح بعض الساذجات بأنه لا ينفق على أبنائه لأنها تظن أن هذا سيوفر لها دخله كاملا ولن يشاركونها فيه، لكن هذا رجل لا أمان له.

«من منظور الرجال»

ويقول علاء راضي أحد الرجال الذين سبق لهم الزواج: «أنا اتجوزت وطلقت مرتين واحدة مصرية وأخرى أجنبية، إحداهما حرمتني من ابني للأبد انتقاما مني، ورفعت قضية ثلاث سنوات ولم أراه حتي الآن، وأخذت قرار قرار ألا أتزوج مجددا، وأن «العزوبية نعمة»؛ لأن جميع النساء معقدات ويصعب التعامل معهن.

ويتابع: «وأعتقد أن البنات وأسرها تخشي الارتباط برجل مطلق لأنه لا يخاف من ذلك القرار رغم صعوبته، وإذا كان لديه أبناء فالأمر يصبح أصعب لأنه لا توجد امرأة تحب أن تعول غير أبنائها في بداية زواجها».

وأضاف أحمد يوسف: «أكبر مشكلة عند الرجل المطلق النفقات التي تزيد وخصوصا لو قرر فتح بيت جديد».

وأكد أحمد عبد المحسن خليفة: «تقريبا أكبر مشكلة للرجل بصفة عامة هي حيرته في ماذا يريد؟، فبعد الطلاق تختلف مشاكل الرجال بناء علي خلفياتهم الثقافية والنفسية فهناك من يواجه مشاكل الخوف من الفشل فى علاقة جديدة، وهناك من يحاول أن يظهر فى أى علاقة جديدة بأنه كان مثاليا، بالإضافة للألم النفسى الذي يمكن أن يحدث لو وقع الطلاق عكس رغبته».

ومن جانبها، ترى الدكتورة مني رضا، استشاري الطب النفسي، أن مشاكل الرجل المطلق هي نفسها مشاكل المرأة المطلقة مع اختلاف واحد هو أن المجتمع والعرف يسهل للرجل زيجته الثانية، بينما يصعبها جدا للمرأة.
وأشارت إلى أنه أحيانا يكون أكبر عوائق المرأة في الزواج مرة أخرى هو نفسها ورفضها للفكرة، بينما المجتمع يشجع الرجل دائما علي الزواج مرة أخري.

وفِي هذه الحالة ينقسم الرجال لثلاثة أنواع:
• نوع مندفع يريد الزواج ليثبت لنفسه أنه صالح للزواج ومرغوب، وأنه ليس سبب الفشل فيندفع ويتزوج دون أن يدقق في اختياره أو يختار عكس صفات الزوجة الأولي تماما فيواجه مشاكل جديدة مختلفة.
• نوع عقلاني متأني يتروي في اختياره، ويدرس أسباب فشل الزيجة الأولي فيختار زوجة مناسبة له.
• نوع يبحث عن مديرة لشئون المنزل أكثر من زوجة فيكون دافعه للزواج هو عدم استطاعته العيش وحده وترتيب أموره.