رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«باتا».. حكاية بلجيكية عشقها المصريون

جريدة الدستور

كثيرٌ منا يسمع عن باتا وصيدوناوي وعمر أفندي كونها شركات تجارية لها اسمها وتاريخها منذ زمن طويل، لكن صناعة الأحذية لم تعرف سوى باتا التى تعرضت في السنوات الأخيرة لحالة من الإهمال ضمن سلسلة الشركات الحكومية التى أمّمها خالد الذكر جمال عبدالناصر.

«وباتا» هو اسم لعائلة بلجيكية قرّر أبناؤها توماس وأنطونين إنشاء شركة متخصصة في صناعة الأحذية، وذلك في عام 1894.

وبدأت الشركة العالمية الأم في بلجيكا بعشرة أشخاص فقط، ثم في 1895، أى عقب مرور عام واحد على تدشين الشركة تعرض أبناء باتا إلى أزمة مالية على ما يبدو أن العبارة الشائعة من "وسط المعاناة تولد الحلول " كانت انطلاقة باتا نحو العالمية، حيث قرر الأخوان تصنيع الأحذية من القماش والخيش مع الجلد، ولاقت الفكرة ترحيبًا من الجمهور البلجيكي الذى ساند الفكرة بقوة لتتوسع الشركة في مبيعاتها، وتنتقل من العمل بعشرة أشخاص فقط إلى 50 عاملًا عقب 4 سنوات انتشرت مبيعات الشركة في أوروبا وذاع صيتها.

في 1904 بدأ توماس باتا في تطوير إمكانيات شركته، ليدخل في مجال إنتاج أحذية خاصة بالعاملين في المصانع وهو حذاء باتوفكي المصنوع من الجلد والقماش، لتصبح باتا الشركة الأولى في أوروبا في مبيعات الأحذية وتطور سير العمل في الشركة وأصبح عدد العاملين فيها 600 عامل.

في 1914 ازداد نشاط الشركة مع الحرب العالمية الأولى من خلال مبيعاتها للعسكريين وتوسعت في فروعها حول العالم، لياتي 1961 ويشهد تأميم فروع الشركة العالمية في مصر، لتنفصل الفروع التجارية في القاهرة عن الشركة الأم بأوروبا، بينما في 1996، تم تصفية 186 فرعًا من فروعها في المحروسة، وبيعت جميعها، ولم يتبق منها سوى عدد ضئيل تعمل الشركة القابضة للصناعات الكيماوية على إحياء الماركة العالمية في مصر مرة أخرى عبر عمليات تطوير مستمرة تجريها الحكومة، ساعية من خلالها، عبر قطاع الأعمال، إلى عودة العلامة التجارية الأشهر في مصر.