رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«50 سنة فى أفران الصحافة الساخنة».. 7 حقائق كشفها عادل حمودة فى مذكراته

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

حقائق كثيرة كشفها الكاتب الصحفي عادل حمودة، خلال مذكراته التى اختار لها اسم «50 سنة فى أفران الصحافة الساخنة»، بعضها أثار جدلًا كبيرًا بين الأوساط الإعلامية، والبعض الآخر وقع على آذان الآخرين كصدمة، ففى الحلقة الأولى من مذكراته كشف عن جملة أسماء كانت طرفًا في حكايات كثيرة، لذا يرصد «الدستور» 10 حقائق كشفها الكاتب الصحفى عادل حمودة فى مذكراته:

إهانته لشيخ الأزهر طنطاوى
كشف الكاتب الصحفي عادل حمودة، عن خلاف كبير بينه وبين شيخ الأزهر آنذاك سيد طنطاوى، على خلفية إهانة شيخ الأزهر، بعدما طالبته صحيفة الفجر من خلال مقال للدكتور محمد الباز بعد الذهاب لمقابلة بابا الفاتيكان بندكت الثالث؛ لإهانته للإسلام، حيث قال حمودة فى مذكراته: لم نكن نتصور أن الإمام الأكبر الداعى إلى «التقارب بين الأديان»‬ يعتبر تلك الصورة المتخيلة جريمة.. بل لم نعتقد أن وضع رجل دين في ثياب رجل دين آخر يمكن أن يهدد حريتنا إلى ذلك الحد.. لكن.. طريق الصحفيين إلى السجن مفروش غالبًا بالنيات الطيبة.
وكشف عن فشل كل محاولات الصلح بينهم وبين شيخ الأزهر وسط شعور بالدهشة.. فرجل الدين الذى لا يكف عن الدعوة إلى التسامح يشدد فى العقوبة، بل ويصر على أن تكون عقوبة بدنية بجانب الغرامة المالية.

دور أحمد عز وعبدالله كمال في الأزمة
كان لرجل الأعمال التابع للحزب الوطني أحمد عز، والكاتب الراحل عبدالله كمال دور فى الأمر، حيث يقول حمودة: وضاعف من إصرار الشيخ علي حبسنا شخصيات وزارية وحزبية وجدتها فرصة للانتقام منا بعد أن كشفنا فسادها في حملات صحفية موثقة لم تقدر معها على إدانتنا في البلاغات التى تقدمت بها إلى النيابة العامة وخرجنا منها مرفوعي الرأس.

نصيحة الدكتور أسامة الباز له
وخرجت «روز اليوسف» التي يرأس تحريرها عبد الله كمال ويساهم في تمويلها أحمد عز ويساندها جمال مبارك تضغط على الشيخ كى لا يقبل الصلح معنا.. وطالبته بالاستمرار في موقفه الذي يؤدى بنا إلى السجن.. موقف أثار الدهشة قبل الاستياء.. أن تطالب روز اليوسف الأكثر إيمانا بالحرية بحبسنا، ونصحه الدكتور أسامة الباز بأن يسافر قبل جلسة المحكمة إلي الخارج قائلًا: السيف هذه المرة يلمس جلد رقبتك ومبارك مشغول بصحته وليس في الرئاسة من يتحمس لإقناع الشيخ بالصلح‬.
كان تبريره: أن وجودى في الخارج سيكون فرصة -لو صدر الحكم بالسجن ــ للمؤسسات الحقوقية الدولية والمحلية للضغط على مبارك بإصدار قرار بالعفو مثلما حدث مع إبراهيم عيسى عندما كان رئيسًا لتحرير «الدستور»‬ في قضية «صحة الرئيس»‬ التي حكم عليه فيها يوم 28 سبتمبر 2008 بالسجن شهرين بعد شهادة سلبية من محافظ البنك المركزى وقتها فاروق العقدة ذكر فيها: أن ما نشر عن صحة مرض مبارك أثر على تعاملات البورصة بالهبوط.
وتابع: وأتصور أنه كان مبالغًا فى تقديراته فالبورصة كانت تدار بجماعة مصالح تؤثر فى الأسهم صعودًا وهبوطًا ليكسب من ورائها رجال أعمال ووزراء ومسؤولون كبار.

لحظة خطر يرويها مع فتحي رجب
شعر فتحي رجب ــ بخبرته الطويلة في المحاكم ــ بأن الحكم لن يكون في صالحنا فقرر أن نذهب إلى رئيس الدائرة لنضيف دليلًا آخر ربما ينقذنا من العقوبة.. وأمسك بي اثنان من رجال الشرطة الأشداء وسط احتجاجات الصحفيين الذين كانوا في القاعة بعد أن تصوروا أن حكمًا بالسجن صدر ضدي وأنهم يقتادانني لتنفيذه وكادت الأزمة أن تصل إلى حد الاشتباك لو أن تدخلت بالشرح والتفسير.
استمع رئيس المحكمة لما قلنا وهو يدخن البايب لكنه لم يعلق وإن طالبني بالاهتمام بمتاعب البسطاء وكأن ذلك غريب عن كتاباتي وأنهى حديثه قائلًا: «اتركونا حتى يلهمنا الله الحكم»‬.
ولاحظت عدم وجود جهاز فيديو أو جهاز كمبيوتر في غرفة المداولة وتساءلت دون أن أحظى بإجابة: كيف ستشاهد المحكم ما قدمناه من شرائط مصورة تثبت براءتنا ؟

ضابط يدعو له
وقبل أن أخرج من المحكمة اقترب مني ضابط برتبة عميد هامسًا: «دعوت الله أن يبعدك عن السجن حتى لا أضعك فيه بنفسي فكل عائلتي تحترمك وتقدرك ولا تتمنى أن يصيبك مكروهًا يحرمنا مما تكتب كاشفًا من الحقائق ما نعجز عن الوصول إليه»‬.
على أننى لا أنسي شعوري بعد أن نجوت من السجن.. سكوت يقترب من الخرس.. وذهول يقترب من العمي.. فلا أنا قادر على الكلام مع مراسلي الصحف والقنوات الذين التفوا حولي ولا أنا أرى ملامحهم.. كأني سحبت بعيدًا عن الأرض.. فمشاعر القلق المكتوم امتزجت بفرحة مفاجئة غير متوقعة.. وكان أن شلت الحواس.. وعجزت عن التعبير.

محامي الشيخ يدعوه لعشاء بحضور طنطاوى
بعد أيام قليلة اتصل بي محامي الشيخ (الدكتور محسن العبودي) يدعوني إلي عشاء في بيته يحضره الشيخ لتصفية ما بيننا.. واستجبت للدعوة.. وأشهد أن الشيخ تعامل معي بود سمح لنا بنقاش هادئ في كثير من الأمور السياسية والدينية دون أن يخفي تعجبه من تفسيراتي الصوفية التي نشرتها في كتاب أعيد طبعه أكثر من مرة حمل عنوان «لحظة نور»‬.

خبير سياحي يطالبه بعدم الدعاء على القاضي
بعد عدة أسابيع اتجهت لتأدية فريضة الحج.. وقبل أن ألقى أولى الجمرات وجدت أمامى الخبير السياحى عادل عبد الرازق الذى فاجأنى بطلب لم يخطر ببالى: «لا تدعو على القاضى الذى حكم عليك فى قضية شيخ الأزهر ولا تشكه إلى الله»‬.. ولم يكن ذلك في نيتى قطعًا.