رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محمود علام: أعداد الكُتاب أكثر من القراء.. ومثقفونا «تافهون»

محمود علام
محمود علام

فى سن الثامنة، بدأ محمود علام كتابة أولى قصصه على أوراق متفرقة، تحولت مع الوقت إلى كشكول واثنين، فى محاولات متعددة لتجربة الكتابة الأدبية بأسلوب جديد، ونتيجة للتطور التكنولوجى، تحررت كتابات «علام» من حبسها داخل أدراج المكتب والأوراق، لتنطلق عبر مواقع التواصل الاجتماعى، إلى أن أصدر أول كتاب، وهو فى سن الرابعة والعشرين. «علام» يرى أن أعداد الكُتاب فى مصر أكثر من القراء، لافتًا إلى أن «سوق الأدب» أصبحت رائجة بسبب الكتب الإلكترونية بصيغة الـ«بى دى إف»، ويناشد القراء بمقاطعة الكتب «المضروبة»، داعيًا فى الوقت ذاته إلى إصدار تشريع يقضى على تلك الظاهرة.

■ بدأت شهرتك قبل صدور أول أعمالك من خلال كتابات نشرتها عبر الإنترنت.. ما تفاصيل هذه الفترة.. وما أهم أعمالك؟
- بدأت كتاباتى عبر موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك»، فهو وسيلة لتوصيل صوت المبدعين إلى الجماهير، وأعطانى المتابعون دفعة للأمام لاستكمال طريقى فى الكتابة، فصدرت روايتى الأولى فى ٢٠١٦ بعنوان «كتاب الشمس» وستصدر الطبعة العاشرة، منها فى معرض الكتاب المقبل، بعدها «الله لا يرمى النرد»، وأخيرًا كتاب «التنظيم»، وهو تجربة فريدة أتمنى أن تنال إعجاب الناس.
■ كيف ترى ظاهرة تراجع نسبة القراءة بين الشباب؟
- بعد ثورة ٢٥ يناير، كان من المفترض أن تحدث ثورة فكرية تزيد نسب القراء، لكن حدث العكس، حتى إن أعداد الكُتاب فى الفترة الأخيرة تجاوز أعداد القراء، وهناك أزمة تواجه القارئ، وهى ارتفاع أسعار الكتب بشكل خيالى، فنجد أن أقل سعر كتاب سيتراوح ما بين ٥٠ و٦٠ جنيهًا لارتفاع أسعار الورق وأدوات النشر بشكل عام، وفى رأيى أن سوق الأدب أصبحت بها رواج كبير مع انتشار الإنترنت والـ«بى دى إف».
■ بين الثقافة والسياسة والمجتمع علاقة مهمة.. متى يتمكن الأدب من القيام بالدور المنوط به؟
- الأدب موجود، لكن المشكلة أن المجتمع أصبح يتعامل معه كنوع من الرفاهية، والسبب طبعا الضغوط، التى يعيشها الناس، وارتفاع الأسعار، ٩٩٪ من الشباب ليس لديهم وقت للقراءة أصلًا، لأنهم يعملون ساعات طويلة، وفى أكثر من مكان، والموضوع طبعًا مرهق جدًا، والحقيقة أن مصر تحتاج تغييرًا يشمل السياسيين والمثقفين، فلدينا سياسيون تافهون ومثقفون أكثر تفاهة.
■ كيف تأثرت الثقافة بالتيارات الإسلامية الراديكالية؟
- الإسلام ليس ضد الثقافة، بالعكس أول كلمة نزلت من القرآن كانت «اقرأ»، لكن التيارات المتطرفة تحرف النصوص، لكى تتفق مع مصالحها الخاصة، ولا بد من وقف المد الإخوانى وأى مد متطرف، فالشعب المصرى مؤمن بمسيحييه ومسلميه، ولا حاجة له إلى من يقوده من المتدينين النفعيين، وكذا الحال فى بقية البلدان العربية والمسلمة التى يريد بعض رجال الدين جعلها محميات لهم، سيبقى الإخوان، وتبقى الحركات الدينية تتحرك فى فضاءاتها، لكنها لن تستطيع أن تمسك بالزمام على الدوام.