رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قصة زواج إحسان عبدالقدوس ولواحظ المهلمي

إحسان عبد القدوس
إحسان عبد القدوس

كتب إحسان عبد القدوس لزوجته لواحظ عبد المجيد المهلمي في ذكرى ارتباطهما يوم 5 نوفمبر 1943: "أنت وأنا ولدنا اليوم، لم تكن لنا حياة من قبل، ولن تكون لنا حياة إلا معا، أنت كل الحياة.. وحبي".

وأهدى إحسان لواحظ، أشهر قصصه "لا تطفئ الشمس"، وكتب في مقدمة قصته الشهيرة، الإهداء إلى السيدة التي عبرت معي ظلام الحيرة، والحب في قلبينا، حتى وصلنا إلى شاطئ الشمس، إلى الهدوء الذي صان لي ثورتي، والصبر الذي رطب لهفتي، والعقل الذي أضاء فني، والصبح الذي غسل أخطائي، إلى حلم صباي وذخيرة شبابي وراحة شيخوختي، إلى زوجتي والحب في قلبينا.. إحسان عبد القدوس.

- أحبها من الصورة
بدأت علاقة إحسان ولواحظ عام 1942، عندما كان في زيارة إلى أسرة المهلمي بصحبة صديقه أحمد جعفر، وكانت ليلة "عاشوراء"، وفي الصالون شاهد إحسان صورة كبيرة لفتاة فسأل عنها وعرف إنها بنت الملهمي، لكنها لم تكن موجودة وكانت في زيارة لجارتها، فقال لهم: "أرجوكم نادوا عليها"، وجاءت البنت وهي متبرمة وكانت ترتدي ملابس البيت العادية، وكلمها إحسان وتبادلا أرقام الهواتف، وانتظر أن تكلمه دون جدوى، وبعد ثلاثة أيام هاتفها وبمجرد أن قالت آلو صاح فيها "إنت مكلمتنيش ليه؟"، وتمالكت لواحظ نفسها وقالت في هدوء "وأنا أكلمك بمناسبة إيه؟"، وانتهت المكالمة بينهما بهدوء.

- بقي ده شكل يتحب
كان إحسان طالبا في السنة النهائية لكلية الحقوق، وقرر بعد ارتباطه بلواحظ أن يركز جهده على المذاكرة، فحلق شعر رأسه بالكامل حتى يجبر نفسه على المذاكرة في بيته وعدم النزول، وعندما شاهدته بكت من الخوف، لكنها أخبرته بأنها تحبه في كل الأحوال، وكانت لهما صورة بهذه المناسبة كتب إحسان على ظهرها "بقى ده شكل يتحب".

- معارضة الزواج
كانت هناك معارضة من زواج إحسان ولواحظ فوالدته كانت تريد أن يلتفت إلى دروسه، خاصة أنها كانت تعده ليكمل رسالتها في مجلة "روزاليوسف" التي أنشأتها عام 1925، كما أن الغالبية العظمى من الصحفيين والأدباء من العزاب، مثل محمد التابعي ومصطفى أمين، وتوفيق الحكيم، ونجيب محفوظ، وعائلة الملهمي كانت معارضة لزواج ابنتها من شاب ما زال في مقتبل عمره، فضلا عن آرائه العجيبة.

- مفاجأة محمد التابعي
لجأ إحسان إلى محمد التابعي وكان الكاتب الأول في "روزاليوسف"، قبل أن يتركها ويؤسس مجلة آخر ساعة، وحكي له، فقال له التابعي "اسمع كلام والدتك وبلاش لعب عيال، التفت إلى مستقبلك أولا، الزواج قيد على الإنسان، مالك وماله، أنا نفسي أعزب"، لكن التابعي حين رأى الحب الكبير الموجود عند إحسان، شجعه على الزواج من حبيبته وعرض أن يعقد القران في بيته بالزمالك، وهو ما تم بالفعل وكان التابعي هو الشاهد الرئيسي على هذا الزواج.

- الأب يتنازل عن الشقة
لكي تكتمل الحكاية كان لا بد من شقة للعروسين، وهنا تنازل الأب محمد عبدالقدوس عن شقته الصغيرة بحي عابدين في القاهرة، لابنه وسكن مع أخته في العباسية، ورد له ولده الجميل بعد أن انتقل الأب ليسكن مع الابن حتى وفاته عام 1969، على حد قول محمد عبدالقدوس في كتابه «حكايات إحسان عبدالقدوس».