رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«روزاليوسف».. أم لديها بصمتها في حياة إحسان عبدالقدوس

إحسان عبد القدوس
إحسان عبد القدوس

«هو من جرد الروايات العاطفية من عذريتها وجعلها تسلك مسلك جريء مختلف عما يقدم غيره من كتاب جيله، يتحدث عن كافة المسكوت عنه بسبب العادات والتقاليد، بل وإنه تحدث بكل جرأة عن الجنس في رواياته العاطفية، هذا الطفل الذي يتشكل من عوامل عدة تأثر بها في كتاباته وفي حياته وطريقة تفكيره».

ولد إحسان عبدالقدوس من أم لبنانية ذات جذور تركية، لديها العديد من الأفكار المتحررة، جاءت لمصر في أوائل القرن العشرين الميلادي، تاركة وراءها أسرتها فهي جاءت بلا أم ولا أب ولا حتى أقارب، بل عملت نفسها بنفسها وظلت تكافح وتصمم إلى أن أصبحت من أكبر الأسماء في عالم الصحافة هي السيدة «روزاليوسف» أو «فاطمة اليوسف».

وتعرفت فاطمة اليوسف على محمد عبدالقدوس المهندس بالطرق والكباري، في حفل أقامه النادي الأهلي، وكان عبدالقدوس عضوًا بالنادي ومن هواة الفن فصعد على المسرح، وقدم فاصلًا من المونولوجات المرحة، فأعجبت به فاطمة وتزوجته.

فثار والده وتبرأ منه وطرده من بيته لزواجه من ممثلة، فترك الابن وظيفته الحكومية وتفرغ للفن ممثلًا ومؤلفًا مسرحيًا.

تأثر إحسان عبدالقدوس بوالدته للغاية فهي بالنسبة له السيدة المتحررة التي تفتح منزلها لعقد الندوات الثقافية والسياسية، بمشاركة العديد من كبار الشعراء والسياسين ورجال الفن، حيث كان يحضرها إحسان ويحضر أيضا ندوات جده على النقيض فهي عبارة عن دروس دينية يحضرها شيوخ الأزهر ولكن بقدر ما كان هناك تناقض، كان إحسان يكتسب الخبرة يوما بعد يوم.

كانت لوالدة احسان عبدالقدوس بصمتها في الفن والصحافة، فهي عانت في حياتها الكثير نشأت يتيمة إذ فقدت والديها منذ بداية حياتها واحتضنتها أسرة «نصرانية» صديقة لوالدها، والتي قررت الهجرة إلى أمريكا وعند رسو الباخرة بالإسكندرية طلب إسكندر فرح صاحب فرقة مسرحية من الأسرة المهاجرة التنازل عن البنت اليتيمة فاطمة ليتولاها ويربيها فوافقت الأسرة، وبدأت حياتها في الفن.

وكانت لها بصمة أخرى في حياة ابنها، حيث تولى إحسان رئاسة تحرير مجلة روزاليوسف وكان عمره وقتها 26 سنة، حيث المجلة التي أسستها والدته وقد استلم رئاسة تحريرها بعد ما نضج في حياته، ولكن لم يدم طويلًا في مجلة "روزاليوسف"؛ ليقدم استقالته بعد ذلك ويترك رئاسة المجلة لأحمد بهاء الدين.

وتولى بعدها رئاسة تحرير جريدة أخبار اليوم من سنة 1966 إلى سنة 196٨، ثم يعين في منصب رئيس مجلس الإدارة إلى جانب رئيس التحرير في الفترة بين 1971 و 1974.