رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«طفولة وهجرة ومرض».. الجانب الآخر من حياة «ملك العود» فريد الأطرش

فريد الأطرش
فريد الأطرش

نجل عائلة من أكبر عائلات جنوب سوريا وهي "آل الأطرش"، صوته جبلي بامتياز وكأنه استمد من جبل الدروز، والده فهد فرحان إسماعيل الأطرش، فأسرته بأكملها تنتمي إلى أمراء لذا فهي إحدى العائلات العريقة في جبل العرب جنوب سوريا، ووالدته هى الأميرة علياء حسين المنذر التي أمتعت الجميع بصوتها، إنه الفنان فريد الأطرش، التي تحلّ اليوم ذكرى وفاته.

- معاناة الطفل فريد
فى بلدة القريا فى جبل الدروز ولد فريد عام 1917، إلا أن حياته كانت بها معاناة كبيرة، فهو الطفل الذى عانى من عدم رؤية والده، وهرب من سوريا إلى القاهرة مع والدته هربا من الفرنسيين المعتزمين اعتقاله وعائلته انتقامًا لوطنية والدهم فهد الأطرش وعائلة الأطرش في الجبل الذي قاتل ضد ظلم الفرنسيين في جبل الدروز بسوريا.

- الحياة فى القاهرة
عاش فريد في القاهرة في حجرتين صغيرتين مع والدته عالية بنت المنذر وشقيقيه فؤاد وأسمهان، والتحق فريد بإحدى المدارس الفرنسية حيث اضطر إلى تغيير اسم عائلته فأصبحت «كوسا» بدلًا من الأطرش وهذا ما كان يضايقه كثيرا، ذات يوم زار المدرسة هنري هوواين فأعجب بغناء فريد وراح يشيد بعائلة الأطرش أمام أحد الأساتذة فطرد فريد من المدرسة، التحق بعدها بمدرسة البطريركية للروم الكاثوليك، نفد المال الذي كان بحوزة والدته وانقطعت أخبار الوالد، وهذا ما دفعها للغناء في روض الفرح لأن العمل في الأديرة لم يعد يكفي.

- معهد الموسيقى
حرصت الأم على بقاء فريد في المدرسة غير أن زكي باشا أوصى مصطفى رضا بأن يدخله معهد الموسيقى، عزف فريد في المعهد وتم قبوله، وكان إلى جانب المعهد بدأ ببيع القماش وتوزيع الإعلانات من أجل إعالة الأسرة، وبعد عام بدأ بالتفتيش عن نوافذ فنية ينطلق منها حتى التقى بفريد غصن والمطرب إبراهيم حمودة الذي طلب منه الانضمام إلى فرقته للعزف على العود.

- غناء فريد للمرة الأولى
أقام زكي باشا حفلة يعود ريعها إلى الثوار، أطل فريد تلك الليلة على المسرح وغنى أغنية وطنية ونجح في طلته الأولى، بعد جملة من النصائح اهتدى إلى بديعة مصابني التي ألحقته مع مجموعة المغنين ونجح أخيرا في إقناعها بأن يغني بمفرده، ولكن عمله هذا لم يكن يدر عليه المال بل كانت أموره المالية تتدهور إلى الوراء، بدأ العمل في محطة شتال الأهلية حتى تقرر امتحانه في المعهد ولسوء حظه أصيب بزكام وأصرت اللجنة على عدم تأجيله ولم يكن غريبا أن تكون النتيجة فصله من المعهد.

- وفاة فريد الأطرش
تعرض إلى ذبحة صدرية وبقي سجين غرفته، واعتبر أن علاجه الوحيد هو العمل، وبينما كان يكد في عمله سقط من جديد واعتبر الأطباء سقطته هذه النهائية، ولكن في الليلة نفسها أراد الدخول إلى الحمام فكانت السقطة الثالثة وكأنها كانت لتحرك قلبه من جديد وتسترد له الحياة، فطلب منه الأطباء الراحة والرحمة لنفسه لأن قلبه يتربص به، وهكذا بعد كل ما ذاقه من تجارب وما صادف من عقبات عرف حقيقة لايتطرق إليها شك وهي أن البقاء للأصح، وتوفي في مستشفى الحايك في بيروت إثر أزمة قلبية وذلك عام 1974 عن عمر ناهز 57 سنة.