رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سودان تريبيون: «أردوغان» يحاول إعادة الإرث العثماني من خلال «سواكن»

اردوغان
اردوغان

في خبر مفاجئ، أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن السودان خصص جزيرة "سواكن" الواقعة في البحر الأحمر شرقي السودان لتركيا، كي تتولى إعادة تأهيلها وإدارتها لفترة زمنية لم يحددها، وذلك وسط مطالبات المعارضة السودانية له بالاعتذار عن الإرث العثماني في السودان.

وقال "أردوغان"، أمس، في ختام ملتقى اقتصادي بين رجال أعمال سودانيين وأتراك في اليوم الثاني لزيارته للسودان أولى محطات جولته الإفريقية: "طلبنا تخصيص جزيرة سواكن لوقت معين لنعيد إنشاءها وإعادتها إلى أصلها القديم، والرئيس البشير قال نعم، مضيفًا أن هناك ملحقا لن أتحدث عنه الآن".

وتابع قائلًا: "الأتراك الذين يريدون الذهاب للعمرة (في السعودية) سيأتون إلى سواكن، ومنها يذهبون إلى العمرة في سياحة مبرمجة".

وتعد زيارة أردوغان إلى السودان، والتي استمرت يومان، هي الأولى لرئيس تركي للسودان، منذ استقلاله عام 1956"، ووقع خلالها 21 اتفاقية، أهمها إنشاء مجلس للتعاون الاستراتيجي واتفاق ادارة جزيرة "سواكن".

وقالت صحيفة "سودان تربيون" أمس في تقرير لها أن أردوغان أختار أن تكون جولته الوحيدة خارج الخرطوم خلال زيارته للسودان في سواكن الواقعة على ساحل البحر الأحمر، والتي تبعد 54 كيلومترًا من بورتسودان، في محاولة منه لإعادة أمجاد الدولة العثمانية.

وأوضحت أن تركيا تعمل على ترميم آثارها التي أنشأتها إبان وقوع المدينة التي وصفتها بـ"العريقة" تحت الاحتلال، لافتة إلى أن الرئيس السوداني عمر البشير وجه بتشكيل لجنة خاصة لمناقشة أمر جزيرة سواكن مع الورثة وأصحاب المنازل وقطع الأرض ليتم شراؤها منهم بواسطة الحكومة الاتحادية.

فيما أبرزت صحف سودانية أخرى رفض أردوغان الاعتذار عن إرث العثمانيين في السودان، وقالت صحيفة "الراكوبة" السودانية أن الرئيس التركي تنصل من الاعتذار الذي طالب به حزب الأمة القومي الذي يرأسه الإمام صادق المهدي (زعيم المعارضة السودانية) عن حقبة الاحتلال التركي للسودان، رافضا تسمية حقبة الاستعمار التركي للسودان "1821 – 1885" بمسمى الاحتلال.

واستشهدت الصحيفة السودانية بكلمة اردوغان أمام البرلمان السوداني ليلة السبت، "إن بلاده لم ترتكب فظائع وجرائم في الأراضي التي سبق وحكمتها".

وتعد جزيرة سواكن أحد المستعمرات العثمانية، وبحسب تصريحات عمدة سواكن والارتيقا، محمود الامين فإن الجزيرة مساحتها تقارب 5 كلم في 4 كلم وتضم أكثر من 370 قطعة أرض سكنية وحكومية.

وكان ميناء سواكن سابقا هو الميناء الرئيسي للسودان قبل أن ينقل الاستعمار البريطاني في العام 1910 الميناء إلى بورتسودان ليتم هجر سواكن، التي تم إحيائها مجددا بإنشاء ميناء لتصدير النفط.

ووفقا للمعلومات المتداولة على الانترنت فأن الميناء يستخدم في الغالب لنقل المسافرين والبضائع إلى ميناء جدة في السعودية، فيما تظهر الصور أن الجزيرة مسطحة الأرض بيضاوية الشكل طولها حوالي 750 مترا وعرضها أقل من 500 متر داخل شرم ضيق يفتح على البحر ومتصل بالبر بطريق ممهد، وتضم منطقة أثرية تاريخية، تحولت منازلها إلى أطلال.