رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«أغاني الفصحي».. أبرز تجارب صلاح جاهين في 1966

صلاح جاهين
صلاح جاهين

في الذكرى السابعة والثمانين لمولده، يعد صلاح جاهين أمثولة للفنان الحق والمبدع المتعدد القدرات والمسارات، فهو صاحب مملكة إبداعية تحمل رؤية مصرية للكون، مع قدرة فذة على الإمساك باللحظة حتى لا تضيع للأبد.

وفي حوار لصلاح جاهين مع طارق حبيب، قال له إنه بدأ مشوار الشعر باللغة الفصحى، وذكر له بعض أبيات من شعر الفصحى الذي ألفه في مطلع شبابه، ولكنه انخرط في شعر العامية بعد ذلك.

وفي نهاية عام 1966 أجرت مجلة «روزاليوسف» حوارًا مع 40 نجمًا من ميدان السينما والمسرح والأدب والتليفزيون والإذاعة ووضعت أمامهم سؤالًا واحدًا فقط وهو «ما هى تجربتك مع عام 1966؟»، وكانت إجابة صلاح جاهين هى: «أهم تجربة هى رئاستي تحرير مجلة صباح الخير ثم كتابتي أغاني بالفصحى في مسرحية (الإنسان الطيب) لبريخت أكثر من 15 أغنية، أما الحادث المؤسف فهو وفاة والدي».

وفي حوار آخر لصلاح جاهين يقول: «من الصعوبة جدا بالنسبة لي كتابة الأغاني بالفصحى لأني لم أكتب بالفصحى منذ عشرين عاما لكن عندما عرضوا علي كتابة أغاني مسرحية الإنسان الطيب لبريخت أحسست بأني مشترك في تقديم مسرح بريخت في القاهرة وغرقت لشوشتي في كتابة الأغاني، والمثير الذي عرفته في بروفات المسرحية التي استمرت أربعة أشهر كاملة أن جميع الممثلين على المسرح يشتركون في الغناء الحي دون الاستعانة بأجهزة التسجيل، وستغني سميحة أيوب بطلة المسرحية وكذلك سيغني سعد أردش مخرج المسرحية وأحد أبطالها».

كان الدكتور عبدالرحمن بدوي، قد ترجم هذه المسرحية، وهو الذي تخصص في ترجمة مسرحيات بريخت والمشكلة التي واجهها سعد أردش هى أن ترجمة المسرحية باللغة الفصحى إلا أنه خفف هذه الفصحة بقليل من العامية، وقال صلاح جاهين إنه التزم في كتابة الأغاني للمسرحية بلغة فصحى مطبوعة للمسرح كما فعل بيرم التونسي وهو يكتب حوار وأغاني سلامة ودنانير فقد اخترع هنا بيرم لغة.

ويقول صلاح جاهين في إحدى أغاني المسرحية:

أنا من يبيع الماء في عز المطر
فمن يذوق الماء مني من يريد؟
ضاعت جهودي اليوم كلها هدر
عشرون مشوارا إلى البئر البعيد
والآن أقف هنا أصيح
هيا اشتروا مائي
لا أحد ينظر لي ولا
يجيب لندائي
الماء !... هيا نفعوني يا غجر
فأنا أبيع الماء في عز المطر