رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مدربة للرقص التنحيفي: الحياة حركة.. ونسعى لدعم السيدات نفسيًّا

جريدة الدستور

بهدف إنقاص الوزن، وتحسين الحالة النفسية للسيدات، تُنظم مدربة الرقص ومؤسس «جرس الفسحة» للدعم النفسي، علا سالم، التي تبلغ من العمر 30 عامًا، والحاصلة على بكالوريوس نظم ومعلومات، عدة ورش بعنوان «الرقص التنحيفي» بداية من عام 2015.

وأضافت أنها خلال الورش تساعد المشتركين في الورش، في تعلم كيفية تطبيق تمارين الرقص داخل المنزل، وكيف تخسرن الكثير من وزنهن خلال فترة زمنية بعينها عن طريق الرقص، وتعريفهم بتدريبات الرقص وأنواعها، وخطواته الأساسية، وكيفية اختيار المشاركين لنوع الرقص الملائم لهم، والحديث معهم عن فوائد الرقص بوجه عام.

وأكدت أنه لا يوجد مكان أو مركز معين لتنظيم تلك الورش، لذا يستضيف ورشة الرقص التنحيفي العديد من الأماكن بمنطقة وسط البلد، المقطم، المعادي، الدقي، المهندسين، منطقة مصر القديمة، ومصر الجديدة.

وأوضحت أن هذا النوع من الورش يُقدم حصصًا للأطفال بداية من سن 6 إلى 13 عام، وللكبار من سن 14، تشمل سيدات فقط، ومختلط «سيدات ورجال».

الرقص بهجة..
وتقول علا لـ«الدستور»: نتنقل من مكان لآخر، لحين إطلاق مكان خاص بي، وهو ما أسعى لتدشينه في أقرب فرصة.

وعن غرابة اسم الورشة تقول: هو بالفعل مصطلح غريب، ولكنه كان جزءًا من نجاح الفكرة واستمرارها منذ نهاية عام 2014، وهو مصطلح ابتكرته لوصف فكرة الورش، التي تقوم على الدمج بين الرياضة والرقص.

وتتابع علا: الرياضة بوجه عام تساعد على إنقاص الوزن، وتحسين الحالة النفسية، ولكن الرقص يجعل الأمر أكثر بهجة، ويكسر حالة الملل، وبالتالي تساعد ورش "الرقص التنحيفي" في تحسين الحالة النفسية كما ذكرت من قبل، ودعم نشاط الجهاز المناعي، الذي يقاوم الإصابة بالأمراض، وهو ما يُثبت أن الرقص ليس فقط رياضة، وأمر مُبهج، بل مُقاوم للأمراض أيضًا.

دعم ثقة السيدات..
وبينت أن هذا النوع من الورش يعتمد على مجموعة من التمارين البسيطة لبناء العضلات، وتقوية العظام، بجانب الرقص، إضافة إلى علاج بعض المناطق في الجسد التي لا نستخدمها عامة. إضافة إلى تعلم خطوات متنوعة لرقصات مختلفة، يمكن للسيدات والفتيات التعرف عليها مع الوقت، وهكذا التعرف على أنواع الموسيقى والإيقاعات المختلفة، ليتمكنوا من تكرارها في المنازل والمناسبات، مضيفة: «هذا هو الجزء الذي نقوم من خلاله بدعم ثقتهم في أنفسهم، ونغيّر من خلاله مفهوم المشاركات عن صعوبة تعلم الرقص».

وتوضح علا الفرق بين الزومبا وورشة الرقص التنحيفي، قائلة: «نسعى لشرح ما نقدمه للمشتركين في الورش قبل البدء، على سبيل المثال هناك فرق بين ما نفعله وما يتم في ورش الزومبا، التي هي عبارة عن تابلوه من حركات كثيرة وسريعة، هي جيدة في بداية الأمر ولكنها تتحول إلى أمر مرهق ومحبط مع الوقت، لأن السيدات لا يمكنهن مجاراة الحركات بسرعة، ولا يستطيعن تطبيقها وحدهم في المنازل. لذا نقوم بتقديم خطوات الرقص ببطء، ليتعرفن عليها، ويتمكنَّ من تطبيقها خلف المدرب، والأهم في منازلهم بعد انتهاء الورشة، لأننا نسعى إلى تمكين السيدات والفتيات من الاعتماد على أنفسهن، وليس فقط المدرب والآلات الرياضية.

أضافت: «الغريب أن نسبة إقبال السيدات فوق الـ50 هي الأعلى مشاركة في الورشة مؤخرًا، وكمان في اهتمام عالي من الرجالة مؤخرًا».

المواقف الحلوة كتير..
«أقدر ألخص المواقف الحلوة، في إن رواد الورشة بقوا ينسوا إنهم بيحضروا عشان يخسوا، وبقوا بيتعاملوا مع الورشة على إنها بمثابة طبيب نفسي، وفعلًا قابلت ستات كتير قرروا يوقفوا العلاج بأدوية الأمراض النفسية، وفي منهم قالت حرفيًّا: إنتي بدل الدوا».. بتلك الكلمات وصفت علا المواقف الجميلة التي مرت بها خلال تدريبها في ورشة الرقص التنحيفي.

المواقف المؤلمة..
تتمثل تلك المواقف في التعليقات التي تأتيني على صفحتي على موقع فيسبوك، وتهاجم الرقص وتصفه بـ«العيب» بوجه عام، أو تنتقد فكرة تنظيم ورشة للسيدات، ولكني أتخطاها وأعتبرها تعليقات إيجابية، تدل على نجاح الورشة وانتشارها، ودليل على وجود فرصة لتغيير العادات الفكرية الموروثة مع الوقت.

فئات جديدة تستحق الدعم..
يذكر أن أول ورشة قامت علا سالم بتنظيمها، كانت في إبريل عام 2016، وكانت تطوعية بهدف محاربة مرض السرطان بدعم واستضافة دار ميريت للنشر، وحققت الورشة نتيجة جيدة، وانضم لها عدد كبير، لرؤيتهم أن هدف علا هو الدعم وليس أي غرض مادي، وهو ما دفع دار ميريت لتنظيم جلسات أسبوعية بقيادة علا، ما دفع المدربة لتدشين فكرة «جرس الفسحة» للدعم النفسي، وهو برنامج غير ممول، يشارك به مجموعة من المدربين والفنانين المعروفين على المستوى الاجتماعي، وكان آخرهم عازف العود بفرقة «وسط البلد» أحمد عمران، وعازف الإيقاع «كراشي».

ومؤخرًا أطلقت علا دعوة مفتوحة لمن يرغب في الحضور، للمشاركة في محاربة السرطان، ودعم ذوي الإعاقة البصرية من الأطفال، يوم الخميس الموافق 28 ديسمبر الجاري، بمركز القاهرة، الذي يستضيف تلك الفعالية للمرة الرابعة، بداية من الرابعة مساءً، حتى العاشرة مساءً.

وعن تلك الفعالية تقول: «دي المرة التانية اللي هناكل فيها من إيد سمية، صاحبة «فسحة سمية» في وسط البلد، وهي من الأماكن اللي بتدعمنا».

وستعمل علا مع شرائح جديدة مع كل شهر جديد، مثل ذوي الإعاقة البصرية والسمعية، وأصحاب متلازمة داوني، لأن كثيرين منهم طلبوا تعلم الرقص، فخصصت المدربة لهم ضمن برنامج الورشة ساعة ليقوموا بذلك، وتلعب معهم مجموعة ألعاب مختلفة، وهو ما يؤكد أن الرقص فطري، وأن الحياة حركة، وهو شعار ورشة علا سالم بوجه عام.