رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الطيب لصباحي: المأساة هي استدعاء الدين وتلبيس المشاكل عباءته

 الطيب لصباحي: المأساة
الطيب لصباحي: المأساة هي استدعاء الدين وتلبيس المشاكل عباء

قال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر: إن الأزهر تكمن قوته في حبّ الناس له والتفافهم حوله، فالأزهر عليه واجب تجاه هؤلاء جميعًا، يحافظ على عقيدة المسلمين، وعلى نسيجهم الوطني.

ولعل بيت العائلة أرسى مفهوم التلاقي بين المسلمين والمسيحيين، فهي تجربة أكّدت أن مصر لم يحدث فيها اقتتال على الدين إطلاقًا؛ فلم يقف مصري مسلم في وجه مصري مسيحي، وأكبر دليل على ذلك وجود المساجد بجوار الكنائس، مضيفًا: أن المأساة الحقيقية هي استدعاء الدين وتلبيس المشاكل عباءته.

جاء ذلك خلال استقبال فضيلته وفدًا من التيار الشعبي المصري برئاسة حمدين صباحي، حيث أعرب الوفد عن سعادته بوجوده في رحاب الأزهر وبين يدي شيخه، معربين عن ذلك بقولهم: إن الشيخ أحمد الطيب قد أوتي نصيبًا من اسمه؛ فهو محمود من الناس طيب بطبعه، ولعل تكريمه الأخير بحصوله على جائزة شخصية العام الثقافية هو تكريم لكل المصريين، وفي عنق كل مصريّ دَينٌ لهذا الرجل بإدخاله الفرحة على أكثر من مائة بيت من المصريين الذين أفرجت عنهم دولة الإمارات العربية تكريمًا لمصر وشخص الإمام الأكبر.

وأكّد أعضاء الوفد أن الأزهر الشريف ملاذ كل المصريين والعرب، وهو المعبر عن وسطية الدين الإسلامي والشعب المصري الذي نفخر بالانتماء إليه وإلى ثقافته الواسعة؛ حيث إنه ضمان لوحدة نسيج الوطن المصري إذا ما حاول أحد شق الصفّ الواحد.

وأضافوا أن دور الأزهر أكبر من  أن يكون دورًا سياسيًا؛ بل هو دورٌ وطنيٌ يعبِّر عن قواسم مشتركة، وأن جموع المصريين على اختلاف طوائفهم وأحزابهم يثقون في قدرة الأزهر بعلمائه على صون حرية واستقلال الوطن، ولعل الأحداث الأخيرة كانت فرصة اختبر فيها المصريون مشاعرهم تجاه الأزهر الشريف، وجعلتهم ينتقلون إلى مرحلة الوعي العام بالأزهر ودوره.

وأشاروا إلي أنهم قدموا مقترحًا لتشكيل لجنة مشتركة بين التيار الشعبي والأزهر لتكون حلقة الوصل بينهما، والعمل علي إعادة تفعيل دور المعاهد الأزهرية، واستعادة دور الأزهر في توحيد الخطاب الديني للحد من المغالاة في الفتاوى والتشدد الذي وصل إلى حد التكفير في بعض الأحيان.

ومن جانبه عبّر حمدين صباحي، مؤسس التيار الشعبي، عن شكره وامتنانه لاستقبال الإمام الأكبر والوفد المرافق له، موضحًا أنه جاء ليؤكد ثقته ودعمه لدور الأزهر الوطني وإمامه الأكبر باعتباره يعبّر عن القواسم المشتركة للوطن، كما نقل رسالة احترام خاصة لجهود الإمام الأكبر لصيانته استقلال مؤسسة الأزهر في مواجهة محاولات التسييس، وأنه يثق في قدرة هذه المؤسسة على صيانة استقلالها، وصيانة وحدة الوطن.

تصفح جريدة الدستور اليوم الخميس9/5/2013 بصيغة pdf