رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جريمة المكالمات الهاتفية.. و«محاكمة القرن»


وتظل الحقيقة باقية تريد من يبحث عنها ويكشفها للرأيا لعام المصرى والعالمى فى آن.. وأول خيوط هذه الحقيقة المكالمات الخمس بين «صاحب الفضيلة» و«خ. م».. مصر باقية وأصحاب الأهواء زائلون بإذن الله تعالى.

لا صوت يعلو فوق صوت القنبلة التى فجرتها «المصرى اليوم» بخصوص المكالمات الهاتفية الخمس بين القيادى الحمساوى «خ.م» والقيادى الإخوانى «صاحب الفضيلة»، وذلك فى أثناء الأيام الأولى قبل الثورة بداية من تاريخ 21 يناير.. لاحظوا معى فى 21 يناير أنا أقول.. أى قبل عيد الشرطة بوقت كاف.. طيب إيه مغزى هذا الكلام؟.. مغذاه متعدد ومتشعب.. إزاى؟! نبدأ الحكاية م الأول.. «خ.م» يبلغ «صاحب الفضيلة» خلال تلك الفترة وحتى يوم 28 يناير أنه وحركته خلف المتحف بميدان التحرير وجاهزين بالمقلاع.. صاحب الفضيلة يرد: «أفضالكم علينا».. «خ. م» يؤكد: «تمام فضيلتك».. وطبعاً يعرف جميعنا من هو الذى يقال له «فضيلتك» فى الإخوان المسلمين.. أما «خ. م» الحمساوى.. فقد أكد كثيرون أنه خالد مشعل ــ رئيس المكتب التنفيذى لحركة حماس ــ حلو الكلام.. طيب مين بقى عمل إيه فى فتح السجون وهرب المساجين والمجرمين؟.. ومين حرق أقسام الشرطة؟ ومين افتعل موقعة الجمل؟.. ومين هرب 20 ورقة من تقرير لجنة تقصى الحقائق لصحيفة «الجارديان» البريطانية لإدانة الجيش بقتل المتظاهرين؟.. ومين قتل الثوار فى الميدان وبقية المحافظات وفى محمد محمود ومجلس الوزراء وماسبيرو وبورسعيد والاتحادية؟.. ومين يا ترى حرق أمهات الكتب ليمحو ذاكرة مصر داخل المجمع العلمى؟.. ومين سرق آثارنا وتاريخنا وهربه للخارج؟.. ومين اللى دخل جميع أنواع الأسلحة إلى مصر بعد الثورة؟.. ومين زور إرادة الشعب فى الانتخابات والاستفتاء على الدستور؟.. ومين يا ناس حاصر المحكمة الدستورية العليا ومدينة الإنتاج الإعلامى؟.. باختصار.. مين هو بقى الطرف الثالث؟ أكيد عرفنا الآن مين هو.. وأكيد صدقنا الفريق أول عبدالفتاح السيسى عندما أقسم على تبرئة الجيش من الغدر والخيانة والقتل.

أسئلة وألغاز وطلاسم يجب الكشف عنها فى أقرب وقت ممكن حتى نعرف أين نحن وفى أى اتجاه نسير.. ليه؟.. لأن ما تم فى هذه المكالمات سيقلب تاريخ وأحداث الثورة رأساً على عقب.. إزاى؟!.. لابد من معرفة كيف اخترق خالد مشعل ومن معه الحدود المصرية ومن ساعده وأمده بالأسلحة والأموال والمعدات؟. ويجب أيضاً الكشف عن الأسباب والدعم ــ خارجى وداخلى أنا أتحدث ــ التى جعلت د. محمد مرسى يترشح للرئاسة رغم أنه كان هارباً من سجن وادى النطرون؟.. ثم من الذى حرق مؤسسات الدولة وسرق ونهب كل ما خف وزنه وغلى ثمنه؟.. ثم التأكيد على من قتل اللواء عمر سليمان ولماذا؟.. أعتقد أن الإجابة عن تلك الأسئلة وغيرها ستكشفه التحقيقات فى المكالمات التى تمت بين «خ. م» وصاحب الفضيلة.. ومن وجهة نظرى المتواضعة أؤكد أن الفاصل الزمنى ما بين 21 يناير.. موعد بداية تسجيل المكالمات الخمس.. وبداية الثورة فى يوم 25 يناير وما بعدها.. سيفتح باب جهنم على النظام الحالى وعدد لا بأس به من رجال النظام السابق ربما يكون بينهم من هو فى السلطة الآن.. على أى أساس؟.. على أساس أن الإخوان وحماس ومن وقف خلفهم خططوا جيداً لهذه الثورة وكانوا يعرفون مهامهم.. ومن ثم أطالب بإضافة هذا الملف الخطير إلى قضية «محاكمة القرن».. وفى هذه الحالة لا أستبعد أن يتحول السجان إلى مطارد وسجين!!.. وهذا يتوقف على سلامة موقف «صاحب الفضيلة» والسيد «خ. م» من جانب والقضاء النزيه من الجانب الآخر.

مما سبق نستطيع القول إن هناك أسراراً فى جعبة الرئيس السابق حسنى مبارك لابد وأن نعرفها حول هذه المكالمات.. وليس هو وحده.. بل وأيضاً عدد من رجال نظامه.. المسجون منهم والذى حصل على حريته أو الذى لم يدن بعد.. ليت هؤلاء يكشفون لنا الحقيقة ويخبروننا كيف استطاعت حماس قبل الثورة أن تتسلل إلى مصر وتعد العدة للقضاء على النظام وتساعد الإخوان فى الحصول على السلطة بهذه الصورة البشعة؟!.. وليت مبارك يكشف لنا أيضاً عن حكاية الصندوق الأسود الذى هدد به عمر سليمان منافسيه من الإخوان المسلمين عندما أعلن ترشحه للرئاسة.. بالتأكيد هذا الرجل لديه من الأسرار الكثير والكثير.. وإلا كيف اختار البقاء فى مصر على الرحيل خارجها؟.. كيف رضى ورضخ للاعتقال والسجن والذل وقد كانت أمامه فرصة عظيمة للهروب؟.. الحكاية إذن مازال فيها أسرار يجب كشفها.. جانب آخر فى تلك القضية لا يقل خطورة عما ترتب عليها.. وهو حصول خيرت الشاطر على مادة مفرغة من تسجيلات هذه المكالمات من أحد قيادات الأمن القومى!!.. تذكروا معى علاقة أمن الدولة السابق بخيرت الشاطر وإخوانه.. الآن أصبح «المطارد» على رأس السلطة.. يأمر فيطاع.. سبحان المعز المذل!!.. وهنا يجب أن نشير إلى ما حذر منه القيادى المنشق عن الإخوان والمحامى والكاتب البارز ثروت الخرباوى فى أكثر لقاءاته الإعلامية.. قال إيه عمنا ثروت؟ قال إنه يخشى على أمن مصر القومى وأسرار مصر وحضارتها وتراثها من التنظيم العالمى للجماعة والذى ينتشر فى 88 دولة!! والله عنده حق عمنا ثروت.. لذا ومن باب الحفاظ على هذا البلد.. أطالب باستدعاء «الشاطر» إلى مكتب النائب العام للتحقيق معه ومع من سمح له بالحصول على مضمون المكالمات.. والسؤال الواجب طرحه فى سياق ما سبق هو: هل موقف مبارك وعمر سليمان من حماس قد عجل بنهايتهما على النحو الذى رأيناه؟! ولنفترض أن هذا الطرح غير صحيح.. فكيف انفرد محمد مرسى بصلح حماس مع تل أبيب على حساب مصر؟.. وما هى التنازلات التى قدمها مرسى تحديداً؟.. ثم لماذا كان يصر مبارك على رعاية الحوارات الثنائية بين الجانبين دون أن يقحم مصر فى هذه المشكلة.. نوع آخر من الأسئلة ربما يجيب عليها وجود الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل فى ميدان التحرير ليلة التنحى.. لقد سمعت الرجل وهو يحرض الثوار ضد الجيش وضد نائب الرئيس عمر سليمان فى هذا الوقت.. نضيف إلى هذا المشهد ما أكده الوزير الإخوانى أسامة ياسين وفرقته «95» المخابراتية الإخوانية عندما كانوا فى قلب ميدان التحرير ويضربون ويسحلون.. وأيضاً شهادة اللواء حسن الروينى ضد محمد البلتاجى فى هذه الواقعة.. ولا ننسى أيضاً شهادة «نخنوخ» ضد البلتاجى.. كل هذه اللقطات يجب وضعها مع تاريخ المكالمات.. طيب الكلام ده معناه إيه؟.. معناه أن المؤامرة كانت معدة ومخططا لها ضد مصر ونظامها من أجل صعود الإخوان للسلطة.. وقد ساعد على ذلك بقية أفراد الشعب.. هكذا تؤكد المكالمات «وحازمون» و«البلتاجيون» و«المشعليون» وغيرهم من الأحبة والمشتاقين.

يا نهار أسود.. يعنى ثورتنا كانت حمساوية ــ إخوانية؟.. لاء طبعاً.. إزاى؟ لأن الشعب خرج وانتفض للخلاص من الظالم وعصابته وقد كان لنا ما أردنا.. لكن وااااأسفاه!!.. خرجنا من حفرة ووقعنا فى دحضيرة..آآآآه يا نفوخى.

■ كاتب صحفى

هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.