رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محللون: الأزمة السورية تثير قلق إسرائيل

محللون: الأزمة السورية
محللون: الأزمة السورية تثير قلق إسرائيل

يجمع الكثير من المحللين، على أن المناورات العسكرية التي شرع بها الجيش الإسرائيل بالجولان المحتل -وستتواصل حتى نهاية الأسبوع الحالي- تعكس حالة التخبط التي تعيشها تل أبيب حيال تطورات الأحداث في سوريا، وانعدام موقف موحد من المخاطر المحدقة والمتفاعلة على الجبهة الشمالية، مع تباين المواقف من بقاء نظام الرئيس بشار الأسد، وشبه الإجماع على ضرورة رد الاعتبار واستعادة قوة الردع مقابل حزب الله اللبناني.

وبحسب هؤلاء، فإن القيادة السياسية في إسرائيل -التي تلتزم الصمت- تراهن على نجاح وتثبيت حالة الاستنزاف على الجبهة في الجولان، فيما تواصل القيادة العسكرية حالة التأهب وتعزيز جاهزية القوات وإعادة انتشار الجيش في الجولان بشكل غير مسبوق منذ اتفاق فصل القوات ووقف إطلاق النار عام 1974.

في المقابل، يرى محللون آخرون أن المناورات العسكرية الحالية في الجولان واستدعاء ألفي جندي من المشاة والاحتياط هي جزء لا يتجزأ من إختبار إستعداد الجيش الإسرائيلي وتدريباته على مدار العام، وذلك تحسبا لأي طارئ أو تطور عسكري من كافة الجبهات مع إسرائيل، غير أن توقيت هذه التدريبات وتزامنها مع حساسية وسخونة الأحداث في سوريا، وإعادة انتشار حزب الله في الجنوب اللبناني يمنحها هذا الاهتمام من قبل وسائل الإعلام.

وبدوره، يعزو الصحفي يواف شطيرن صمت القيادات السياسية الإسرائيلية وتوخيها الحذر من الإدلاء بأي تصريحات جوهرية حيال تطورات الأحداث في سوريا، والتوتر على الجبهة الشمالية، إلى عدم وجود سيناريوهات محددة بشأن كيفية التعامل مع الملف السوري في ظل ترسخ قناعات بأن إسرائيل ستكون الخاسر الكبير من تداعيات الأحداث وما ستفرزه من نتائج ووقائع على الأرض.

ومضى شطيرن يقول: إنه في ظل تطورات الأحداث في سوريا فإن إسرائيل تواجه أكبر معضلة، وتعيش بدوامة، إذ إنها تراقب وترصد وتتابع عن كثب ما يجري ميدانيًا، دون أن يكون بمقدورها التأثير على سير المعارك هناك، كما أن قناعتها قائمة على أن الهدوء الذي ظلت تتمتع به الحدود الشمالية طوال 45 عام، لن يكون على هذه الحالة عند سقوط نظام لأسد.

ووفقًا لشطيرن، فإنه لا يمكن اعتبار المناورات الأخيرة توطئة للحرب على سوريا، لأن الجيش النظامي السوري لم يعد يشكل خطرا على إسرائيل، موضحًا أن مبعث قلق إسرائيل هو وصول الأسلحة الكيميائية لحزب الله، وأضاف أنه "رغم الهدوء على الجبهة مع لبنان منذ عام 2006، فإن هذه الجبهة موجودة على فوهة البركان، فإسرائيل كما حزب الله على أهبة الاستعداد للمواجهة، ولديهما سيناريوهات جاهزة في الدرج للمواجهة والحرب بكل لحظة".