رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جارديان: مسئولين بريطانيين تنبأوا بالحرب وهزيمة العرب في 48

جارديان: مسئولين
جارديان: مسئولين بريطانيين تنبأوا بالحرب وهزيمة العرب في 48

نشرت صحيفة "الجارديان" البريطانية الجمعة تقريراً استمدته من محتويات تقارير حكومية بريطانية سرية رفع عنها ستار الكتمان للتو تقول فيه ان تلك التقارير توثق الفترة السابقة لاندلاع الصراع، وتأييد الجمهور اليهودي لموقف قادتهم الداعم للارهاب وتقول ان جيوش الدول العربية تمثل "الامل الوحيد" للفلسطينيين.

وجاء فى التقرير .."كانت الحكومة البريطانية تعلم منذ اللحظة التي خططت فيها لسحب قواتها من فلسطين قبل اكثر من 60 سنة ان تقسيم البلاد وتأسيس دولة اسرائيل سيؤديان الى حرب والى هزيمة للعرب، حسب ما توضح وثائق سرية رفع عنها ستار الكتمان.

وتكشف هذه الوثائق التي لها اصداء حديثة ملفتة ان المسؤولين البريطانيين اكتفوا بالتفرج بينما كان المستوطنون اليهود يأخذون المزيد والمزيد من الاراضي العربية.

وفي الاسابيع السابقة لتقسيم فلسطين في 1948، عندما تخلت بريطانيا عن انتدابها من الامم المتحدة، كانت الجماعات اليهودية الارهابية تشن هجمات متزايدة على قوات المملكة المتحدة والمقاتلين العرب، كما تبين اوراق وزارة المستعمرات.

وتكشف تلك الاوراق كيف كان مسؤولون بريطانيون منشغلين في تقرير كيفية تخصيص استخدام سيارتي "رولز رويس" وسيارة "ديملر" في ما بينهم.

وتظهر الوثائق، التي افرج عنها في الارشيف الوطني، كيف وصف المسؤولون البريطانيون في القدس، في تقارير استخبارات منتظمة الى لندن، تصاعد التوتر بصورة مضطردة اثناء تحرك بريطانيا، والولايات المتحدة، والامم المتحدة والصهاينة نحو تقسيم فلسطين.

وفي وقت مبكر هو تشرين الاول (اكتوبر) 1946، اي قبل سنتين على التقسيم، حذر المسؤولون البريطانيون لندن بان الرأي العام اليهودي سيعارض التقسيم "ما لم يتم توسيع النصيب اليهودي لدرجة تجعل الخطة غير مقبولة كليا للعرب".

وحذر المسئولون البريطانيون وزير المستعمرات جورج هول "الجمهور اليهودي...ايد موقف قادته القائل بأن الارهاب هو نتيجة طبيعية للسياسة العامة لحكومة صاحب الجلالة" ، بما في ذلك اعادة سفن تحمل مهاجرين يهود "غير قانونيين".

وأبلغ مسئولون بريطانيون لندن بان المعتدلين من القادة اليهود يخشون ان يوصفوا بانهم خونة، مشيرين الى متعاونين مع المانيا النازية في البلدان المحتلة.

وأشار تقرير الاستخبارات البريطاني التالي لذلك إلى "ضغوط فعالة يستطيع الصهاينة في اميركا ممارستها على الادارة الاميركية".

وبعد زيادة في في الهجمات العنيفة من جانب الصهاينة المتشددين المنتمين لجماعتي شتيرن وارغون ، قال المسئولون البريطانيون في تقرير في وقت لاحق من 1946 "ما زال القادة العرب يبدون ميالين الى تأجيل القيام بمعارضة نشيطة ما دامت توجد فرصة لقرار سياسي مقبول للمصالح العربية".

لكنهم حذروا "ثمة خطر حقيقي من ان اي مزيد من الاستفزاز اليهودي يمكن ان يسفر عن انتشار اعمال انتقام بصورة لا مفر منها وتحولها الى اشتباكات عربية-يهودية اوسع نطاقا".

ويشير تقرير مؤرخ في تشرين الاول (اكتوبر) 1947 الى قول مناحيم بيغن، قائد (عصابة) ارغون، في مقابلة صحافية ان "القتال ضد الغزاة البريطانيين سيستمر الى ان يغادر آخر واحد منهم فلسطين".

وانتخب بيغن في وقت لاحق رئيسا لحكومة اسرائيل ووقع معاهدة سلام مع الرئيس المصري انور السادات في 1979 والتي نال عليها الزعيمان جائزة نوبل للسلام.