رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إنهم لصوص.. للسلطة والثورة والثروة!!


نسمع عن سرقة سيارة، أو مسكن، أو حتى محفظة.. ولكن لم نسمع عن سرقة ثورة أو سلطة أو حتى ثروة!!

وجاءت الأيام وسمعنا ما كنا لا نستطيع سماعه.. وكان هذا مذهلاً على الشعب المصرى، لقد كنا نعتقد أننا قمنا بثورة نظيفة وعالية الجودة، بل وقدمنا للبشرية أروع ثورة إلكترونية أزالت نظاماً استبدادياً نهب ثروات البلاد ونشر الرعب والفقر والمرض، وارتفعت صيحات المصريين فى كل مكان فى العالم «ارفع رأسك يا أخى».. وتباهى المصريون بثورتهم مما نال إعجاب البشرية فى العالم، فلم نقم المقاصل كالثورة الفرنسية، ولم نطلق الرصاص كالثورة الروسية، ولم نعلق المشانق كالثورة الصينية، وهكذا الثورة المصرية هى الطريق الوحيد لخروج البشرية من أى سلطات وديكتاتورية.

وكانت اللطمة الكبرى التى زلزلت المجتمع المصرى عندما رأى بعينه إن المحكمة الدستورية قد حاصرتها جماعة الإخوان المسلمين ومنعت المحكمة من صدور أحكامها وهذا لم يحدث فى تاريخ مصر أو العالم، مما ترتب على ذلك جمعية تأسيسية ومجلس شورى تم إعدام قانونه ولم يعد بقانون وهنا كانت بداية الطريق! وصدر الدستور بنسبة تصويت 20٪ قالوا «نعم» و80٪ قالوا «لا» أو منعوا بأكبر عملية تزوير شهدها التاريخ.. فقد كان تزوير مبارك عبارة عن تزوير الصندوق الانتخابى نفسه ولكن التزوير الحديث والمتطور وهو من إبداع جماعة الإخوان المسلمين أن يتم التزييف وليس التزوير.

فقد وقفت الآلاف منذ الصباح كى تدلى بأصواتها ولكنها لم تحتمل «التزييف بالإجهاد»، أى أن الناخب لا يستطيع أن يقف فى طوابير طويلة لمدة عشر ساعات وهذا غير موجود فى كل صناديق العالم، فقد قامت الجماعة بدمج كل عشرة صناديق فى صندوق واحد.

فهل هذا الأسلوب قد طبق فى أى منطقة فى العالم؟، حتى فى الأدغال؟، وكانت النتيجة هكذا 20٪ أصبحت أغلبية لدستور الجماعة وليس لدستور الشعب المصرى.. وكانت الثورة، هى ثورة كل الطبقات والفئات فى طليعتها الشباب وهو يمثل الطليعة الجديدة لثورات العالم، فقد كانت الأحزاب والقوى السياسية هى الطليعة التى تقود الثورات، أما الثورة المصرية فقد قدمت الشباب كطليعة لها، وكانت الانتخابات تدور بين كل القوى السياسية والحزبية والثورية وتم تمزيق أصوات الثورة بين عدد من المرشحين، 4 من بينهم حازوا على أغلبية أصوات المصريين وكانت الكارثة أن الإعادة تمت بين مرشحين «مرسى» و«شفيق» وكان ذهول المصريين يمثل شراً لابد منه وكان الاختيار أقصد «الكارثة» أننا اتجهنا إلى «مرسى» حتى لا يعود نظام مبارك!.

ووقفت كل القوى السياسية والحزبية متضاربة خلف «مرسى» وتذيع بياناً يمثل البرنامج الانتخابى للإعادة ووقف «مرسى» مؤيداً وموافقاً على كل ذلك، ونجح «مرسى» وتنفست الثورة الصعداء.. وفى اليوم التالى اتضح لنا أننا قد انتخبنا جماعة الإخوان المسلمين ومرسى أحد أعضاء مكتب إرشادها، وهناك مرشد له من الصلاحيات ما تتعدى سلطات الرئيس، إذاً إننا لن ننتخب «مرسى» بل خدعنا بأن أصواتنا قد ذهبت بكل صناديقها إلى هذه الجماعة.

أى السلطة التى وجه الشعب أصواته إليها لم تكن المرشح بل كانت للجماعة، إذاً لقد استولت جماعة الإخوان المسلمين على السلطة بدون أن نمنحها أصواتنا، أى أن السلطة التى تم منحها من الشعب لـ «مرسى» قد استولت عليها جماعة الإخوان المسلمين.

إذاً الشعب المصرى نشلت منه أصواته وسلطته التى هى مصدر السلطات!.

ولكن الأهم كله لا توجد جماعة فى العالم تسعى للاستيلاء على السلطة.. دون أن يكون فى داخلها الثروة وهى تعلم أنه لا يمكن الانقضاض على الثروة دون أن يتم الاستيلاء على السلطة!!

ولكن الخزينة العامة فارغة والديون ثقيلة والموارد السيادية كبيرة وعظيمة.. فكيف تأتى الجماعة بالثروات كى تحول أعضاءها المتخلفين اقتصادياً إلى رجال أعمال كبار يرثون رجال أعمال مبارك باستبدادهم أو حتى مشاركتهم وهذا واضح تماماً.

فقد جاءت الصكوك ليذهل الشعب المصرى كيف تأتى الجماعة بهذا ومبارك نفسه فشل فى تنفيذ هذا؟! كيف يمكن لجماعة سرقت الثورة والسلطة وتأتى لتستولى أيضاً على ثروات البلاد من خلال صكوك بضمان مواردنا السيادية من غاز وبترول وقناة؟ وهى لا تستطيع أن تخبئ ذلك أو حتى تخفيه.

لقد أعلن أمير قطر منذ لحظات أنه قرر الشراء بثلاثة مليارات دولار سندات حكومية.. ما هو الاسم الحقيقى لهذه السندات؟ وما هو الضمان لها خاصة أن الخزانة فارغة؟.

إذاً كل ثرواتنا تحت الأرض أو فوقها بدأت تعرض فى الأسواق وأمام الأمراء لمن يشترى وبضمانها! إذا نحن ندخل فى كارثة لم يشهدها المجتمع المصرى من قبل، لقد باع مبارك أغلبية شركات القطاع العام وها هو «مرسى» وجماعته يعرضون كل مؤسسات الدولة بصكوك لا نعرف ما هو حجمها وما هى قيمة أموالها بل وأين ستتجه هذه الأموال؟ إن على جماعة الإخوان المسلمين أن تعلم.. وهى تعلم أن نسبة الفقر فى أيامها المحدودة قد فاقت ما تسبب فيه مبارك من فقر فى ثلاثين عاماً أى أن ارتفاع الفقر المذهل هو إنتاج وإنجاز هذه الجماعة.

وهى منتج عالى الجودة فى صناعة الفقر فهى ترى أنه البحر الذى يدفعها إلى السلطة!.

وعلى الجماعة أن تعلم أنها منتج وحيد للبطالة التى أصبحت الآن تهدد المجتمع كله فلا يوجد بيت إلا وبه عاطل، نعم لقد توقفت التنمية تماماً وتراجعت الصناعات ورحلت الاستثمارات أى أن المسرح يعد الآن للفوضى الاقتصادية والموت الجماعى بالفقر والمرض، لقد توقفت البنية الأساسية تماماً من طرق وكبارى ومياه شرب وصرف صحى وكهرباء، إذاً كل أنواع الخدمات تراجعت تماماً.. إذا ماذا تريد هذه الجماعة من الوطن؟ ونسألها كم نملك من الغاز؟ وكم نبيع؟ وكم نصدر من البترول يومياً؟ وكم حصيلتنا يومياً من ثروات البلاد؟

وكم أنتجتم خلال الشهور الماضية «أحمد عز» جديداً مبشراً بنهضتكم؟، إن هناك مثلاً صعيدى لا تعرفون معناه يقول «لقد خرجنا من ساقية ووقعنا فى طاحونة! فلتعلموا أنكم لم تستطيعوا مهما كانت قوة ميليشياتكم والقوات الصديقة لكم العابرة من الأنفاق أنكم جميعاً لن تستطيعوا هزيمة حى واحد من أحياء مصر الكبرى! إن شعبنا يملك من مصادر القوة ما يستطيع أن يجعلكم تعودون إلى حيث ما أتيتم، فقد حولتم مصر كلها إلى سجن كبير ولكن لن يترككم الشباب المصرى تتحولون إلى سجانين.. وما أصدرتموه بقرارات بصرف «ثلاثة أرغفة خبز» يؤكد أنكم مازلتم معتنقين أفكار السجون، حيث كان يصرف لكم ثلاثة أرغفة تموين يومياً وأنتم الآن تريدون تطبيق ما كان يطبق عليكم داخل السجن تريدون الآن تطبيقه على الشعب المصرى!.

وهناك سؤال هل حولتم بيوت الشعب المصرى إلى زنازين تطبقون عليها لائحة السجون؟

ولكنكم لا تعلمون أن الثلاثة أرغفة لا يوجد خمسة عشر قرشاً يتعامل بها فكيف سنحل هذه المعادلة الصعبة؟، أيتها الجماعة المتخلفة إن مصر أكبر من أن يوضع اقتصادها بهذا الأسلوب إنها أكبر مما تفكرون فيه ولن تستطيعوا مهما فعلتم وحصلتم على كل السلطات.. هناك 90 مليوناً من المصريين يضحكون عليكم غاضبون ويكفى أن ذراع أبوالهول لم ترفع خلال سبعة آلاف عام إلا الآن ليقول لكم «باى.. باى»، لقد أعلنت الجماعة أنها قد تحالفت رسمياً مع باقى نظام مبارك حتى يستطيعوا معاً الاستمرار فيما كان كما هو قبل ثورة يناير إلى ما بعدها فى تحالف أسود يحطم كل آمال الشعب المصرى وفى طليعته شبابه ونشرت جماعة الإخوان الحماية للفساد حتى يساهم ويساعدها فى السيطرة والهيمنة على حضارة ضاربة فى التاريخ.. ومع الاعتذار لفيلم «يا عزيزى كلنا لصوص».

■ رئيس اتحاد أصحاب المعاشات