رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

استدعاء الهجان.. لمواجهة الإخوان!!


فى عز ليل القهر.. وفى ظلمة النهار.. خرج علينا مسلسل رأفت الهجان ليزيل برودة الثلج حول دمائنا الوطنية.. وتجرى الدماء فى عروقنا مرة أخرى بعد سماع موسيقى الهجان ورغم مرور سنوات طويلة فى ثلاجة مبارك فقد تحركت المشاعر الوطنية

بقوة لم يستطع أحد وقفها.. ومن هنا يتضح أن الوطنية المصرية لن تستطيع قوة فى الأرض مهما امتلكت التنظيم والمال وحتى التجارة بالدين ورفع شعارات الجنة والنار لمن يوافقون وأيضًا من يعارضون كل هذا لن يستطيع ولم يستطع أيضًا أن يسقط أو يوقف الوطنية المصرية فهى سد عال كبير لن تستطيع الأقزام القفز عليه!!

وإننا نقوم الآن باستدعاء «الهجان» كى يمارس دوره الوطنى أمام «الهجام»! إن الوطن فى خطر وهو فى حاجة ماسة إلى كل «هجان» أمام «الهجامين» الذين لبسوا الثوب الأبيض ويعلنون أنهم ملائكة الرحمة وعندما حكموا رأينا شياطين يقتلون ويستولون على الوطن ويريدون توزيع ترابه هدايا فى احتفالات غريبة لم نشهدها من قبل.. إن الكابوس الذى يجثم على الوطن لابد من رفعه وإلقائه بعيدًا عن أنفاسه بالشرعية والقانون والصناديق.. حتى بدستورهم!!.

إن «الهجان» عليه أن يواجه بكل قوة «الهجام» الذى أتى إلينا عبر الأنفاق يريد أن يؤدبنا ويهذبنا ويحولنا إلى شعب مطيع كطاعته لمن يرشده!!.

يا خسارة.. يا حماس.. يا خنجر فى ضلوع المصريين.. لقد كنت وكنا نرفع الرايات فى ظل نظام مبارك ونخترق الحواجز الأمنية وندافع ونقاتل دفاعًا عن القضية الفلسطينية وتشهد علنيا شوارع بورسيعد وضفاف القناة كيف تصدينا لأمن دولة مبارك واستقبلنا السفن التى تحمل المقاومة الفلسطينية عندما خرجت من لبنان ووقفنا جميعًا نهتف للمقاومة ونحييها حتى نزل ياسر عرفات الشهيد الفلسطينى ليحيينا ولم تمر المقاومة مهزومة من القناة!!.

لقد دفعنا مائة ألف شهيد طوال معاركنا دفاعًا عن فلسطين قضت أجيال منا حياتها فى محراب ونحن ندافع عن هذه القضية.

إننا نستدعى «الهجان» الآن لمواجهة «الهجام» الذى يأتينا الآن يزهو بسلاحه فى وجه ثورتنا الشعبية السلمية.. لماذا أتى إلينا، ونحن قدمنا له كل ما يريد حتى حياتنا إذًا ماذا كان يخبئه لنا هذا اللئيم؟.

من يصدق أن الجامعة العربية قد قررت منذ عشرات السنين عدم منح الفلسطينيين الجنسية من أى دولة حماية للهوية الفلسطينية وحتى تحمى الشعب الفلسطينى من الذوبان والاندثار من الشعوب.

والآن تمنح حماس والقسام حامل السلاح والذى أصبح يوجههه إلينا بدلاً من إليهم!! لقد تحولت البندقية من حيفا إلى بورسيعد ومن شارع بنجوريون إلى شارع الشهداء!! كيف حدث هذا؟ ولصالح من؟..

إننا نعلم أن إسرائيل تفكر منذ سنوات طويلة فى إبعاد غزة إلى سيناء على أن تستولى على القدس والضفة الغربية، وتحلم حماس الإخوانية بإقامة إمارة إسلامية بضم جانب كبير من سيناء المصرية تحت شعار أكذوبة النهضة العمرانية بإقامة منطقة حرة بين سيناء المصرية وغزة الحمساوية ويرأس الاثنان «خليفة صغير» إلى أن يأتى «الخليفة الكبير»!!.

كل هذا يتم وفقًا لدستورهم.. إن منح الجنسية المصرية للحمساوية الغزاويين هو نسيج من التآمر على القضية الفلسطينية والتفريط فى الأراضى المصرية.. وهذا هو ما كانت تحلم به إسرائيل وها هو الحلم يتحقق على يد أبناء عمهم!.

إننا نكتب هذا وعيوننا تقطر دمًا على ما يحدث للقضية الفلسطينية وما يجعلنا نكتب هذه الكلمات!.

إننا نقوم باستدعاء «الهجان» كى يعلم أن الوطن أصبح فى خطر وأن الشرعية والصناديق والدستور فى حاجة إلى حكم دولى مستقل نطرح الأوراق أمامه كى يحكم بيننا.

فهل تصدق يا من اخترقت جدران إسرائيل لتصل إلى قمتها أصبحنا نحن الآن المخترقين؟ ويا من بعثت فينا الوطنية فى أوقات كانت صعبة للغاية والآن أصبح هذا الوطن نفسه فى خطر شديد يستدعى عودتك مرة أخرى وإليك التفاصيل بالأرقام وأرجو أن يكذبنا فى الجمع والطرح حتى عقلية التلميذ البليد.. إننا نطرح إليك يا أسطورة الوطنية المصرية ما حدث لنا الآن. هل تصدق أن 10 ملايين ناخب قالوا نعم من أجل أن يكون هناك استقرار وأن 40 مليونًا قالوا لا وبعضهم طرد من أمام اللجان والآخرين منعوا من الذهاب إليها وهذا يعنى أن 20٪ من الناخبين قالوا نعم و80٪ كان لهم رأى آخر.

فهل تصدق أن 20٪ تصبح أغلبية و80٪ أقلية وتنادى جماعة الإخوان بأنه دستور الشعب أى دستور الأغلبية!!.

وإننا نستدعيك يا «هجان» لتقرأ ما يريد أن يقنعنا به «اللئام»!.

قد حصل رئيسهم على 5 ملايين صوت ووقعنا ووقع الشعب كله فى مأزق شديد بكل طبقاته وأحزابه وقواه السياسية والثورية لمن يوجه أصواتنا فى الإعادة هل نعطيها لفصيل ثورى؟.. أم يمنحها لمرشح نظام أسقطته ثورة يناير؟.

وكانت الكارثة الكبرى التى أصابت الشعب المصرى عندما أخطأ فى الحساب حيث تم خداعه وتضليله عندما وقفت القوى السياسية والحزبية خلف الدكتور مرسى.. وبعد إعلان النتيجة بيوم واحد اتضح لنا أننا انتخبنا جماعة لها مرشد وسلطة هى أقوى وأعلى سلطة من الرئيس نفسه.. فقد أطاح الرئيس بكل حلفائه وأنصار الثورة وأصدر إليهم «استمارة 6»!! واستولت جماعة الإخوان المسلمين على كل سلطات البلاد الرئاسية والتنفيذية والتشريعية وأصبحت كل قوى الشعب المصرى ملقاة على الأرصفة.

إننا نستدعيك يا «هجان» ومعك الموسيقى التى هزت مشاعر الشعب المصرى.. إننا وقعنا أسرى جماعة أممية ودولية وليست لها وطن تعيش فيه وهى الآن فى الطريق لعرض ما تبقى لنا ولبيعه فى أسواق العالم فهى لا ترتبط بهذا الوطن.. إننا ننقل اختصاصاتك يا «هجان» يا رمز الوطنية المصرية إلى الشباب المصرى وهو وحده القادر على القيام بمهامك الوطنية.

إن لدينا جيلاً بأكمله يرفض التخلف الذى أصبحنا نغرق فيه ويريد التطلع إلى التقدم الذى يحلم به ولتعلم يا «هجان» أننا أصبحنا نملك خزانة خاوية تمامًا ديونا تريليون ونصف.. والديون بالنقد الأجنبى أكثر من أربعة أضعاف مما لدينا من احتياطى نقدى.

إننا نوجه إليك الدعوة يا «هجان العصر» أن تأتى إلينا كى تقود شبابنا فى معركة اليوم كى نستعيد الوطن من جماعة لم يعد يهمها إلا ما يحدث فى مالى ونيروبى.. ونحن أبناء القاهرة والصعيد وبورسعيد لم نعد فى جدول أعمال الجماعة.. إننا نهيب بكل ما هو ومن هو وطنى أن ينهض للعمل الآن لإنقاذ هذا الوطن وهى قضية نستطيع أن ندفع ثمنها.. فكل شىء للوطن رخيص.. وإننا نطالب الشباب المصرى وهو المسئول الآن عن استعادة هذا الوطن بأن يعمل وفق الشرعية الوطنية والدستور الشعبى وأن يستعيد هذا الوطن وهو المسئول وحده فلا ينتظر قرارات جبهة الإنقاذ أو رحمة لمن خدعونا بشعارات الرحمة!!.

إن الحفاظ على الوطن هو أمر ملزم لكل مصرى.. ولا تخافوا الأوهام من الميليشيات والحرب الأهلية الخادعة وشعارات الرعب والخوف.. فلا يوجد واحد منهم يملك مفاتيح الجنة أو الدفع لجهنم.. هم جميعًا ونحن معهم سنحاسب يومًا ما..

لا تخافوهم فقد ابتلع شعبنا العظيم الهكسوس والعثمانيين والإنجليز حتى نظام مبارك وهو قادر الآن على أن يبتلع هذه الجماعة فهى الأخطر على كل الطبقات والفئات.. فلم نكن نعلم أن هذه الجماعة بهذه الوحشية.. لقد أصيبوا بغرور السلطة وحصلوا على ما لم يأت إليهم فى الأحلام.. فهم يظنون الآن أنهم الخلفاء والأمراء.. وعلينا أيها الشعب العظيم بقيادة هذا الشباب النقى أن نستعيد الوطن مرة أخرى كى نعيد هذه الجماعة إلى مكانها الطبيعى.. وهى تعلم الطريق إليه