رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إعدام ميت


لا يوجد شىء فى الإسلام أو السياسة أو المنطق اسمه «الإخوان المسلمون» هناك مسلمون وأقباط ويهود ووثنيون وملاحدة، ولكن لا يجوز أن يزعم فريق من أتباع أحد هذه الأديان أو اللا أديان أنه وحده الذى يمثل الدين أو اللا دين!

نحن للأسف ننفخ فى الإخوان ونطيل بقاءهم بينما هم ينتحرون سياسيًا وينتقلون بإصرار شديد وغباء أشد من فشل إلى آخر، منحتنا الأقدار فرصة ذهبية حين فاز الإخوان فى الانتخابات البرلمانية ثم الرئاسية، كان المفروض أن نتركهم يفشلون ونكتفى بجمع القوى الشعبية المدنية فى كيانات سياسية موضوعية فاعلة، ونضع أمام الشعب بديلاً سياسيًا محترفًا يحل محل هذه الجماعة من خلال مشروع ديمقراطى سلمى آمن ومحترم، وكان بوسعنا الانتظار إلى أن تترك الجماعة الحكم من تلقاء نفسها حين تجد أنها فاشلة تمامًا فى إدارة شئون البلاد، وكان بوسعنا أيضًا تدمير الجماعة من الداخل بالذوق والأدب والعلم والسياسة والتاريخ والجغرافيا والدين أيضًا، ولكننا للأسف اتجهنا إلى الهياج الغبى والتحريض على عنف لن يدمر الإخوان قبل أن يدمر كل شىء فى هذا البلد.

بدلاً من التحريض على حرق المنشآت وقطع الطرق وحصار مقار الإخوان، كان بوسع وسائل الإعلام مخاطبة الشعب المصرى الكريم وإقناعه بأن هذه الجماعة من الخوارج وليست من الإسلام فى شىء لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر المسلمين بأن يكونوا فريقًا واحدًا وجماعة واحدة لا يجوز لمسلم أن يفارقها إلا لو فارق الدين كله.

وكان بوسع وسائل الإعلام أن تشرح للناس كيفية تكوين وتنشئة أعضاء هذه الجماعة وإجبارهم على عدم استخدام عقولهم فى دين أو علم أو سياسة.

وكان بوسع الأحزاب المدنية أن تقدم بدائل موضوعية لكل سياسات الإخوان الفاشلة وتقنع كل فئات الشعب بالالتفاف حول هذه البدائل وإجبار الإخوان ورئيسهم ومرشدهم على تنفيذها أو الرحيل.

جماعة الإخوان كيان تعسفى لا سند له من شرع أو قانون أو منطق أو دين أو علم أو سياسة، هى مجرد تنظيم طائفى من نشأ فى ظل الاستبداد السياسى والجهل والفقر والتخلف وضعف الوعى الثقافى والاجتماعى والسياسى فى البلاد طوال العقود الماضية.

هذه الجماعة يستحيل نجاحها فى الاستمرار، ويستحيل نجاحها فى السيطرة على السلطة أو الشعب، ويستحيل تخلصها من العاهات السياسية والفكرية التى تصاحب كل أعضائها من المهد إلى اللحد، حتى لو تركناها وشأنها فإنها سوف تفشل حتمًا فى الاحتفاظ بمؤيديها أو حتى كل أعضائها، ولن تتمكن من تزوير إرادة الناس فى أى انتخابات قادمة كما يتوهم إخواننا الثوار دعاة العنف.

الجماعة تلفظ الآن أنفاسها الأخيرة، والموتى لا يحتاجون كل هذه المشقة التى تتكبدها لوضعهم على حبل المشنقة، هل نحن - ولا مؤاخذة - أغبياء إلى هذه الدرجة أم أننا نصر على هزيمة الإخوان حتى فى الغباء والحماقة؟