رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الحاوى


لا تصدق أن الأستاذ محمد مرسى ذهب إلى الهند الشقيقة فى إطار السياسات والرحلات والقرارات العشوائية التى اعتاد عليها منذ ظهور سيادته فى الشأن العام المصرى، رحلة الباكستان منطقية لأن الأخ الرئيس يعرف أنها دولة إسلامية، وأنها من القواعد الرئيسية

للإرهاب الإسلامى والطائفى، وأنها تمكنت من الحصول على قنبلة نووية إسلامية، وأنها المقر الحالى لقيادات تنظيم القاعدة وبعض المناضلين والمجاهدين الأفغان، وأنها من أصدقاء وحلفاء الولايات المتحدة الأمريكية مثلنا، كما أنها من الدول التى تعتبر وجود محمد مرسى رئيسًا لمصر انتصارًا للإسلام والمسلمين والجهاد والمجاهدين فى إحدى أهم دول الشرق الأوسط.

المسألة تختلف تمامًا بالنسبة للهند، فمن الناحية الدينية تضم هذه الدولة عدة مئات من الأديان والمذاهب والطوائف مما يجعلها من أعداء الإسلام وأعداء الإخوان وأعداء العصابات الإرهابية الإسلامية، ويستحيل فى الوقت الراهن دعوة إخواننا الذين يعبدون البقرة لاعتناق الدين الإسلامى أو التحالف مع حكومة دينية فى مصر وغيرها، ومن الناحية التاريخية تنتمى الهند إلى دول عدم الانحياز ضمن المجموعة السياسية التى أسسها عبد الناصر ونهرو والرئيس اليوغوسلافى جوزيف بروزتيتو، وهذا الكلام لا يتسق مع أفكار الأخ مرسى وجماعته التى تقول إن الإسلام هو الحل بينما نعيش على المساعدات الأمريكية والأوروبية والقطرية والتركية ونتسول رضا الصهاينة حتى تسمح لها القوى الدولية بالاستمرار فى حكم مصر!

وفى مجال السياسة الداخلية ونظام الحكم تطبق الهند ديمقراطية رفيعة المستوى لا تعترف بالاستبداد أو الطائفية أو التزوير أو التلفيق أو شراء الأصوات بالزيت والسكر والأرز «إلخ» ولا تطبق النظم التعليمية والاقتصادية الخائبة التى لا يعرف الإخوان سواها، ولا تسمح بتأسيس الميليشيات على حساب الشرطة والجيش كما يفعل نظام الأستاذ مرسى وجماعته.

لا يبقى فى الهند بعد ذلك سوى الأفلام الغريبة التى يصنعها الهنود للاستهلاك فى البلدان المتخلفة ولا يعرضونها فى بلادهم حتى لا تصيب شعبهم بالبلاهة والغباء! وهذه الأفلام لن يستوردها محمد مرسى لأنها موجودة عندنا من زمان.

الأمر الوحيد الذى ينفع الرئيس المصرى فى زيارته الهندية هو دراسة فنون السحرة والحواة، وهو علم ثمين بالغ الأهمية لو نجح الأخ الرئيس فى إتقانه، فإنه سوف يكفل لسيادته التخلص بسهولة من المصائب والكوارث التى تنهال على رأسه ورءوسنا منذ بداية عهده السحر الهندى يمكن أن يقضى على المعتصمين فى الميادين دون الحاجة لقتلهم أو اعتقالهم، ويمكن أن يسخط الإعلاميين إلى قردة وخنازير، ويمكن أيضًا استخدام الزئبق الأحمر فى توليد الدولارات والقضاء على عجز الموازنة وإعادة الاحتياطى الأجنبى إلى سابق العهد وأكثر، هذا إلى جانب إمكانية تقديم عرض أسبوعى يمارس خلاله الرئيس بعض الألعاب السحرية الهندية بوصفها معجزات سماوية رزقه الله إياها لأنه حاكم محترم «بتاع ربنا»!!

السياسة لن تسعف الرئيس فى رحلة الهند، ولكنه سوف يربح الكثير لو عاد إلينا وقد أتقن بعض ألعاب السحرة والحواة