رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إلى أمى وزوجتى فى عيدهما


إن تخصيص يوم للاحتفال بالأم هو اعتراف بالجميل وتذكير بالفضل فالمرأة المصرية تمر الآن بمرحلة صعبة وعليها أن تعمل جاهده للحصول على حقوقها، خاصة أن والحكومة الحالية لم تمثل فيها المرأة بالشكل اللا-ئق لدورها ولمكانتها الحقيقية

فى المجتمع وتقديراً لدورها فى الحركة الوطنية المصرية الذى لم يقدر، فمن الضرورى احترام الدور الحيوى للمرأة المصرية فى حركة المجتمع وتنميته، إن المرأة لها دور وطنى ومجتمعى إضافة إلى دورها الأساسى فى بناء الأسرة، فتحية من القلب إلى أمهات شهداء مصر وشهداء الثورة.

الأم كلمة تحمل كتلة لا حدود لها من معانى الحب والعطف، كلمة لا تعرف حدود الحرمان لا نمل جميعا من تكرارها بل تزداد كل يوم ارتقاء وسموا وتظل سرا يكتنز دفء الحياة بأكملها وتظل الأم المرفأ الذى يشتاق إليه جميع من تستهويه نفسه للبحر والسفر وتظل هى مجموعة مشاعر الخوف والقلق والتوتر الدائم على كل من حولها وتخفى أمورا كثيرة تقلقها وتحاول المستحيل لترى السعادة فى وجوه أطفالها.

والحقيقة أن الكلام يظل ناقصا مهما اكتمل عن الأم وعن هذه الكلمة التى تحمل فى طياتها الكثير والكثير وهى كلمة لا تفارق شفاه الجميع وحروفها تلازمنا ولا نجيد من خلالها فن التعبير عن إيصال المعنى الحقيقى لمشاعرنا تجاهها ولما تستحقه بالفعل ومهما قلنا وقلنا يبقى قليلا ولا يفى الأم حقها. فالأم هى التى حملت ووضعت وربت وكبرت وهى أيضاً الأخت والجدة والعمة والزوجة وكم نتمنى أن نرى تلك الابتسامة الرائعه التى ترسمها على ثغرها صباح كل يوم فإنها تمدنا بالعطاء وتبقى لنا الحياة سعيدة بل إننا نرى بها دنياً جميلة وهانئة وكم نتمنى أن لو جلسنا سوياً كصباح كل يوم على طعام الإفطار ومعها يهنأ بالنا ونسعد بحديثها العذب الجميل .

أمى وزوجتى الكلٌ يخطئ وأعترف لكما بأى خطأ غير مقصود قد أكون أخطأته بحقكِما فإن لم تغفروا لى الخطأ وتسامحونى فلم أستطع أن تكون حياتى هانئة فلعل هذه الأحرف تعيد الأمل للحياة من جديد ولعل هذه الورقه إيذان بفتح صفحةٍ جديدة معها عهود ومواثيق لإبقاء الود والمحبة بيننا فليس لدى أو لدى أى رجل أهم منكما فأنتم شريان الحياه بالنسبة لنا وبدونكما لا حياة ولا أمل.

فالأم هى عمود البيت ولولا الأم لما نمت الأجيال وأمى إن طلبت روحى أعطيها وكذلك أبنائى فقد ربيتهم على ذلك ، فالأم هى النبع الكبير والعطاء والأم تشعر بأولادها فى حزنهم وفرحهم وتفهمهم من نظرة عيونهم والأم هى التى تربى وليس التى تلد فقط والأم الصالحة هى التى تنشئ أجيالا صالحة، والأم هى الماسة الحقيقية تحية لكل أمهات الشهداء.

ختاما.. فإن لكن علينا واجب نعترف به ونقدر دوركن فى السراء والضراء.. ويكفيكن ما قاله الحبيب المصطفى - صلى الله عليه وسلم - «الجنة تحت أقدام الأمهات».. وكما قال أمير الشعراء أحمد شوقى «الأم مدرسة إذا أعددتها.. أعددت شعباً طيب الأعراق».. وها قد ظهرت الأم المصرية وتجلى دورها فى ثورة 25 يناير.

فكانت بحق خيرأم عندما وقفت جنبا بجنب مع فلذات أكبادها فى ميدان التحرير تطالب النظام الفاسد بالرحيل.. ولم تكتف الأم بهذا الدور.. بل مازالت تناضل من أجل عودة الثورة لمن قام بها.. ويكفى أنها تقدم ما بين الفينة والأخرى شهداء لاستمرار الثورة .. فتحية من القلب لكل أم مصرية فى عيدها المجيد.

■ كاتب صحفى