رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الشعار الجديد.. «الجيش هو الحل»


ختاماً.. سيادة الأخ الرئيس د. مرسى لم تعد شعارات الجماعة تغنى أو تسمن من جوع.. فهناك من لا يصدقها وهناك من استبدلها بشعار «نزول الجيش لحقن دماء الشعب هو الحل».. فهل وصلكم هذا الشعار؟.

نزول الجيش لحقن دماء الشعب هو الحل.. هذا الطرح بات شعاراً ومقصداً وأمنية فى الوقت الراهن من قبل الكثيرين.. ولننظر إلى المحافظات التى أقدمت على تفويض الفريق أول عبدالفتاح السيسى من خلال توكيلات شعبية أحياناً ورسمية أحياناً أخرى لإدارة البلاد.. لقد بدأ هذا الإجراء فى بورسعيد الباسلة.. ثم انتقل بعد ذلك إلى بقية المحافظات، ورغم تصدى وزارة العدل لهذه الرغبة الشعبية الجارفة.. إلا أنها فشلت فشلاً ذريعاً فى إيقافها.. وهذا يدل على وجود غضب متنام ضد حكم د. مرسى وجماعته.. فلم يعد الأمر يحتمل الصبر أو المجازفة بمصير البلاد والعباد أكثر من ذلك.

وبكل صراحة ووضوح لا يمكن أن نسمح بضياع الوطن من أجل سواد عيون د. مرسى ومكتب الإرشاد.. وصحيح أن المجلس العسكرى الذى أدار مصر خلال الفترة الانتقالية حتى سلم السلطة للإخوان قد ارتكب أخطاء فادحة.. منها تسليم مصر «على المفتاح» لمكتب الإرشاد!! لكن هذه الأخطاء لا يمكن مقارنتها بما يحدث الآن من سحل وتعذيب واعتقالات واغتصاب وسرقات وتهديد مستقبل الوطن بـ«شوية صكوك» وعلاقات إقليمية وعالمية سرية مشبوهة لا يعلم الشعب عنها أى شىء.

واحقاقاً للحق.. لا يجب أن نغفل تصريحات «السيسى» عن حياد الجيش للشعب من وقت لآخر.. فضلاً عن الدور العظيم الذى يقوم به هؤلاء العظماء حالياً لهدم الأنفاق بيننا وبين «الغزاوية» والتى يصل عددها إلى حوالى 1200 نفق تهدد جميعها أمننا القومى «أمننا وليس أمن مكتب الإرشاد أنا أقصد».. وخيراً فعلت محكمة القضاء الإدارى بمجلس الدولة عندما قالت: «إن هذه الأنفاق تمثل خطراً داهماً على الأمن والاقتصاد المصرى لاستخدامها فى تهريب الأسلحة والوقود وغيرها.. فضلاً عن تهريب المطلوبين جنائياً وغيرهم ممن يتسلل عبر الحدود المصرية وهو ما يلقى بظلاله على الاستقرار الداخلى للدولة.

وبهذا الحكم التاريخى لابد أن نشكر عليه المستشار فريد نزيه الذى حرص فى نظره للدعوى التى أقامها الصديق الوطنى المحترم المهندس حمدى الفخرانى على ضرورة حماية أمن مصر القومى حتى لو تعارض ذلك ضد رغبة الرئيس مرسى وجماعته فى مصر وغزة «حماس».. وكم هالنى وأفزعنى إصرار إخواننا «الإخوان» على ترك هذه الأنفاق وكأن أمن مصر لا يعنيهم من بعيد أو قريب.

فإذا ربطنا هذا الحرص بما حدث فى سجن وادى النطرون الذى شهد اعتقال د. مرسى قبل الثورة، فسوف نخرج بنتيجة ربما نصل من خلالها إلى تفسير للواقع الدامى الذى نراه اليوم، خاصة إذا استشهدنا بما أدلى به اللواء عصام القوصى مأمور سجن ليمان 430 وادى النطرون وقت اقتحام السجون يوم 29 يناير 2011، وذلك عندما أكد أن عملية اقتحام السجن كانت منظمة ولم يقم بها الأهالى.. بل قامت بها جماعات مسلحة ومدربة استطاعت أن تقتحم السجن بعد أن شلت حركة كتائبه بالأسلحة المتطورة.. وأضاف «القوصى» أن تلك الجماعات استهدفت السجون السياسية التى كان موجوداً بها أعضاء جماعة الإخوان المسلمين والتنظيمات الإسلامية الأخرى، مشدداً على أن تلك العصابة التى هاجمت السجون كان معها عربات إسعاف لعلاج من يسقط منهم.. هذا وقد سلمت وزارة الداخلية كشفاً لمحكمة استئناف الإسماعيلية منذ ثلاثة أيام بأسماء من صدر بحقهم قرار جمهورى بالعفو عنهم، حيث تضمن الكشف 21 اسماً متهمين بالآتى: قتل ـ تجارة مخدرات ـ مسجل أمن عام» وكانوا يتحدثون اللهجة البدوية وبصحبتهم «500 عربة» وفى كل عربة حوالى 7 أشخاص مسلحين.

مما سبق تتضح حقيقة إصرار د. مرسى على عدم هدم الأنفاق التى رصدت مجال التعاون بشتى أنواعه بين جماعته وحركة حماس.. وقبل أن أنتقل لفقرة أخرى لابد أن أطرح سؤالاً ربما يساعدنا على كشف الحقيقة إذا توصلت المحكمة إلى إجابته وهو: كيف اختفت قاعدة البيانات الخاصة بالمحبوسين فى سجن وادى النطرون من وزارة الداخلية؟ ثم نريد أسماء هؤلاء السجناء وجرائمهم التى سجنوا بسببها حتى نقطع الشك باليقين.

وحتى لا يتهمنى أحد بأننى أكره «الحمساوية».. فأنا أقسم بالله أننى أحب الشعب الفلسطينى وأتعاطف معه بكل ما أملك.. لكن هذا الحب يمكن أن يتحول لكره وبغض وحرب ضد «حماس» إذا ثبت أن يدها ملطخة بدماء جنودنا الذين استشهدوا فى رمضان الماضى بيد الغدر والخيانة.

سيادة الأخ د. مرسى.. لقد طفح وفاض الكيل من عرقلة جماعتك وحكومتك لمصالح الوطن.. فجميعنا لن ينسى كيف وقفتم ضد تنفيذ حكم منجم السكرى وضد حكم الشركة المصرية ـ الكويتية لصالح الشعب.. وجميعنا يتذكر صاحب هذه الدعاوى الذى وقف ضد مبارك ونظامه فى أكثر من قضية وعلى رأسها «مدينتى».

سيادة الأخ الرئيس.. لقد رفعتم طوال العقود الماضية شعار «الإسلام هو الحل».. وعندما حانت لكم الفرصة وقفزتم إلى السلطة وجدناكم «تركلون» هذا الشعار بأقدامكم.. واستمعنا إلى أول خطاب بعد تسليمكم السلطة وأنتم تؤكدون حرصكم على المعاهدات الدولية.. فى إشارة واضحة إلى اتفاقية كامب ديفيد التى قتل بسببها الرئيس الراحل أنور السادات.. وسرعان ما شرعتم فى الاقتراض من صندوق النقد الدولى.. وهو الاتجاه الذى كنتم ترفضونه من قبل.. وشاهدنا جماعتكم تعذب الثوار وتسحلهم أمام الاتحادية.. فهل بقى لكم من شعار «الإسلام هو الحل» ما تواجهون به الشعب؟!

سيادة الأخ الرئيس لقد حملت جماعتك أيضاً شعار «نحمل الخير لمصر» طوال الانتخابات البرلمانية والرئاسية الماضية.. فهل عرقلتكم لعمل المحكمة الدستورية العليا وتهميشكم جميع معارضيكم وإصداركم الإعلانات غير الدستورية المحصنة و.. له علاقة بهذا الشعار؟!

ختاماً.. سيادة الأخ الرئيس د. مرسى لم تعد شعارات الجماعة تغنى أو تسمن من جوع.. فهناك من لا يصدقها وهناك من استبدلها بشعار «نزول الجيش لحقن دماء الشعب هو الحل».. فهل وصلكم هذا الشعار؟.

■ كاتب صحفى

هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.