رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شقة الزقازيق


يملك الأخ الرئيس محمدمرسى شقة بإحدى العمارات المجاورة لجامعة الزقازيق ومنذ تعيين سيادته رئيساً لجمهورية مصر العربية تحولت هذه الشقة إلى كارثة وصداع رهيب فى رأس وزارة الداخلية ومديرية أمن الشرقية، فضلاً عن سكان العمارة والشارع

وكل المنطقة الواقعة حول منزل السيد الرئيس، وصار المتظاهرون والغاضبون وغيرهم يتوافدون كل عدة أيام لمحاولة حرق العمارة واقتحام شقة مرسى واعتقال أفراد أسرته أو حرقهم! واضطرت الداخلية لتخصيص فيلق من الضباط والجنود لحماية الشقة من الاقتحام، وقام أحد كبار الضباط بخلع صورة مرسى من واجهة العمارة، وقال للغاضبين إن الرئيس لا يسكن هنا، وإن أسرته لا تقيم بهذه الشقة، وإن باقى سكان العقار لا ذنب لهم فى وصول جارهم إلى رئاسة الدولة، ولا جريمة لهم فى فشل ذلك الجار فى أداء واجبات منصبه، ورغم هذا مازالت مظاهرات حرق الشقة والعمارة تتواصل بين الحين والآخر، ومازالت قوات الشرطة تحاصر المنطقة ليل نهار لحمايتها من شعب الزقازيق.

الأخ مرسى يسكن شقة أخرى فى القاهرة وله منزل ريفى بقريته المجاورة للزقازيق، وبوسعه بيع الشقة المنكوبة للتخلص من مشاكل المظاهرات ثم يبحث بعد ذلك عن أخرى حال خروجه من أزمة الرئاسة التى جعلته سجين القصر الجمهورى ومنعت أسرته من أبسط الحقوق البديهية لأى مواطن مثل حرية التجول فى الشوارع والأسواق دون التعرض للضرب أو الإهانة أو ما هو أكثر من ذلك.

الناس فى الزقازيق لا يكرهون مرسى وأسرته «لوجه الله» أو بسبب أخطائه السياسية القاتلة، فقبل ترشحه للرئاسة اعتدى اثنان من أولاده على كمين شرطة بالزقازيق وحاولا ضرب الضابط لولا تدخل المارة لحمايته، وبعد ذلك بعدة أشهر قام أحد أولاده بسب أمناء شرطة فى نقطة مرور بطريق منيا القمح، وقال لهم إنه ابن الرئيس واتهمهم بالتخاذل فى العمل وهددهم بالحبس أو الفصل من الخدمة، ثم سمع الناس بعد ذلك عن استخدام أسرة مرسى للاستراحات الرئاسية هم وأصدقاؤهم مثلما كان يحدث فى عهد مبارك، إلى جانب قصة تعيين نجل الرئيس فى إحدى الهيئات قبل أن يتراجع عن قبول الوظيفة. السيد الرئيس يتعامل مع هذه القضايا الشخصية بنفس الفكرة ونفس اللكاعة التى يستخدمها فى شتى شئون وظيفته، فلو كان رئيساً على شىء من نزاهة وبساطة بعض من سبقوه لبادر بالتخلص من الشقة التى صارت هدفاً للمظاهرات، ولبادر بعقاب أولاده عن أى تجاوزات فى حق الأمن أو الحكومة أو الناس، وكان قد منع أسرته من أى مظاهر للبذخ الرئاسى حتى لو كانت من حقهم، وكان أيضاً قد منع نفسه من الحصول على الأوسمة والنياشين حتى لو كانت قانونية، ولو شاء المزيد من الزهد والنظافة، وكان قد ألغى القوانين والامتيازات التى تمنح رئيس الجمهورية وأسرته أى رفاهية غير منطقية فى وطن يعانى الإفلاس والفقر والجوع والمرض. قد يكون محمد مرسى شخصاً بسيطاً يأكل الفول والجبن القريش والتونة كما يقول زملاؤه، ولكن عليه إلزام أسرته بالترفع عن استخدام الترف الرئاسى، لأن الوقت غير مناسب والناس تتربص بهذه العائلة وتحصى عليها أنفاسها، وعليه أن يتخلص من الشلل الفكرى والسياسى ويحاول أن يقول أو يفعل أى شىء إيجابى قبل أن يأتى الطوفان وتضعه الجماعة تحت قدميها حتى تنجوا من الغرق. بيع الشقة يا دكتور مرسى، والسادة ضباط مديرية أمن الشرقية على استعداد لشرائها بضعف ثمنها ليتخلصوا من عبء المظاهرات والخدمة فى الشارع 24 ساعة كل يوم