رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"انفلات اللحمة" بشوارع المحروسة.. على عينك يا تاجر!!


مثل أي شيء منفلت في مصر، بدايةً من انفلات السلوك والأمن والأخلاق.. كانت شوارع وميادين المحروسة على موعد مع نوع جديد من الانفلات يتمثل في انتشار الشوادر العشوائية التي تقوم ببيع اللحوم المجهولة المصدر، وتحديد سعر البيع للجمهور حسب أهواء أصحاب هذه المنافذ، وإن كانت في أغلب الأحوال تقل بمعدل يقل عن نصف سعر تلك اللحوم التي تباع بمحلات الجزارة والتي يصل سعرها في كثير من الأحياء والأحيان إلى نحو 70 جنيه، وربما يصل سعر الكيلو خصوصا من القطع الممتازة إلى 120 جنيه.

في حين يتراوح سعر كيلو "اللحمة المجهولة"، المعروضة بتلك الشوادر ما بين 28 و36 جنيها، ويمكن لأي مواطن الحصول على أي كمية يريد شراءها شريطة ألا يسأل عن مصدر هذه اللحوم، سواء الجهة المستوردة أو الدول التي تم الاستيراد منها، أو حتى الحيوان الذي تنتمي له هذه اللحوم..فالمشتري لا يعلم إن كانت هذه لحوم ابقار أم جاموس أم بعير أم حتى أفيال.

وليس من حقك، الربط أو حتى مجرد التفكير، في العلاقة بين انتشار هذه الشوادر العشوائية، وتفشي مرض الحمى القلاعية، الذي أدى إلى نفوق آلاف الرؤوس من الماشية، بخلاف إصابة عشرات الآلاف بالمرض، وخضوعها لإجراءات الحجر الصحي، فبالتأكيد لو حاولت الربط بين الموضوعين فإنك سترفع فورًا شعار يحيا "الفول والطعمية".

والخطير في الأمر، هو الانتشار الكبير لهذه الشوادر، التي لا تخضع على أية حال إلي رقابة تموينية، وخير دليل على ذلك مقدار القاذورات التي تظهر بالعين المجردة، لكل من يقترب من هذه المنافذ، فبداية تقام في عرض الشارع وسط الأتربة ويمكنك مشاهدة الخشبة الضخمة "الأورمة"، التي يقوم البائع بتقطيع اللحم عليها، وقد اكتست بالدماء المتعفنة التي يتجمع حولها جيوش كبيرة من الذباب والبعوض وباقي الحشرات الضارة.

ويؤكد أصحاب هذه المنافذ، أنهم يقومون بالبيع بأسعار زهيدة لمكافحة الغلاء وخدمة الفقراء، عبر تقديم اللحوم لهم بأسعار في متناول أيديهم، فيما يراوغون دائمًا في الإجابة على تساؤلات المواطنين، عن مصدر هذه اللحوم، وبعضهم يقول معلومات غير دقيقة مثل إنها لحوم وزارة الزراعة أو أنها لحوم سوداني ممتازة.

يقول عبد العزيز سمير، نائب الحركه الشعبية لتوحيد المصريين، "إنه في ظل الظروف التى تعيشها مصر، من عدم الوعي الفكرى والوعى الصحى، فنحن فى زمن يسوده الطابع السياسى بكل منزل، حيث اخذت السياسة كل الوقت، سواء فى الإعلام او على المقاهي، حتى أننا أصبحنا نتحدث دائمًا عن السياسة فقط، الأمر الذي أدى إلى جشع التجار وبيع اللحوم مجهولة المصدر، فى ظل انهيار الامن وعدم الرقابة على بيع اللحوم، التى قد يلجأ المواطن البسيط الى شرائها لرخص أثمانها.

وأضاف سمير، "قبل أن نحاسب التجار يجب محاسبة المسئول الذى سمح بدخول هذه اللحوم والمراقبين الذين سمحوا بانتشار الشوادر ولم يفعلوا شيء خوفًا على صحة المواطن المصري".

ويشير رامى نبيل، طبيب بيطري، ان ظاهرة بيع اللحوم بالشوادر غير آدمية، حيث لا تخضع لإشراف الطب البيطري، وطريقة حفظها وتقديم المنتج وسعرها مشكوك فى أمره، وتابع لا أدين فصيل بعينه، ولكن هى منظومة كاملة مسئولة عن هذه الظاهرة.

فى سياق ذي صلة، طالب أحد المواطنين المتواجدين أمام شادر لبيع اللحوم بالشارع، بتوفير البديل المناسب لتلك اللحوم، مشيرًا إلى ان الأمراض والأوبئة، أصبحت فى كل ما نأكله ونشربه.

وأضاف: "ليس أمامي غير هذه اللحوم، لإشباع احتياجات أولادى، وأنا أعلم جيدًا أنها غير آمنة، ومعرضة للأتربة، وهذا يسبب الكثير من الامراض، وكنا نأمل فى التغيير لكن تبقى الإدارة السياسية، بالملفات الاقتصادية ليست ببعيد عن ما كان يحدث قبل قيام ثوره 25يناير .. متسائلاً أين الثورة؟".

واضاف المستشار مصطفى جويلى رئيس محكمة الجيزة، أن اللحوم الفاسدة تضر المجتمع والاقتصاد الدولى للبلاد، والعنصر البشرى هو اعظم ثورة لاى مجتمع يريد ان يقف على قدميه.

وأشار المستشار مصطفى، انه يتم تهريب اللحوم الفاسدة عن طريق بعض الدول معدومة الضمير داخل البلاد، لابد أن يكون فى توعية لبعض المواطنين بالنسبة لشراء اللحوم، ويتأكد من أنها مدبوحة تحت إشراف وزارة التموين والطب البيطري، والشراء عن طريق المحلات، وليس الشوادر، لأنها غير آدمية، وعلى الدولة أن تقوم بحملات توعية عن طريق وسائل الإعلام.

وأوضحت الدكتورة رحاب الرحماوى، المتحدثة الإعلامية للحركة الشعبية لتوحيد المصريين، أن ظاهرة انتشار الشوادر العشوائية، التي تبيع لحومًا مجهولة المصدر غير آدمية للمواطن المصري البسيط، وانه ليس ذنب المواطن الغلبان ان يشترى موته بيديه.

وأدانت دكتورة رحاب، الدولة والوزارة والهيئة الصحية، وأي شخص مسئول عن سلامة الشعب المصري، وأشارت إلى أنه لا يوجد حرية ولا عدالة، حتى في حصول المواطن على حقه في الطعام الآدمي.