رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الرجل الأخضر


أحد قادة جماعة الإخوان قال كلامًا عن مرسى والحكومة والشعب وأشياء أخرى، وهذا الكلام تم تسجيله بالصوت والصورة ونشرته بعض الصحف يوم الاثنين الماضى.

ما يهمنا من كلام القيادى الإخوانى قوله أن أحمد شفيق أنفق فى انتخابات الرئاسة مبلغ 48 مليار جنيه (ثمانية وأربعون مليار جنيه مصرى)!! ويقول القيادى الإخوانى أن هذا المبلغ الخرافى معروف لناس داخل وخارج مصر، وأن بعض زعماء الدول الأجنبية هم الذين أبلغوا الجماعة هذه المعلومة الرقمية الصحيحة الصادقة الدقيقة.

معنى كلام القيادى الإخوانى ورفاقه الأجانب والعرب أن الأخ أحمد شفيق يملك ثروة تزيد عن المائة مليار جنيه، حيث لايمكن أن ينفق على الانتخابات أكثر من نصف ثروته.

ومعنى كلام القيادى الإخوانى أن أحمد شفيق كان شريكًا فى الناتج القومى المصري، بحيث يحصل مثلاً على جزء سنوى من إيراد القناة والبترول والضرائب والجمارك «إلخ» حتى يتمكن من توفير كل هذه المليارات!

ومعنى هذا الكلام أيضا أن الأخ شفيق كان ومازال واحدًا من كبار الأثرياء فى العالم لأن ثروته هذه لايملكها مليارديرات الخليج أو أمريكا وأوروبا وغيرها، ورغم هذا لم نسمع أو نقرأ اسم سيادته فى نشرات أثرياء العالم التى تصدر كل عام وفق إحصائيات دقيقة ومؤكدة.

ثم إننا لو افترضنا صحة هذه المليارات التى يملكها شفيق، فكم تبلغ ثروة رؤساء شفيق مثل حسنى مبارك وأولاده، ومثل السيد وزير الدفاع السابق ورئيس الأركان، فضلاً عن السادة المليارديرات المعروفين مثل عز والشاذلى وغيرهما؟

وإن كان شفيق يملك كل هذه الأموال فلماذا ينفقها فى انتخابات رئاسية لن تجلب عليه إلا وجع القلب ومواجهة كوارث الإخوان والسلفيين والثوار وأعداء الحزب الوطنى وغيرهم؟ وكيف يتم إنفاق مثل هذا المبلغ الرهيب فى الدعاية الانتخابية؟ لو دفع شفيق مائة جنيه لكل مواطن مصرى له حق الانتخاب، ما وصل به الأمر إلى إهدار كل هذه المليارات، ولو دفع ألف جنيه مقابل كل صوت حصل عليه، ما احتاج لأكثر من ربع المبلغ المزعوم!

الناتج القومى السنوى فى بعض البلدان العربية والأفريقية لايصل إلى نصف الثروة المنسوبة للأخ أحمد شفيق، فلماذا لم يحاول شراء «دولة من بابها» ويحكمها بدلاً من مصر ويطلق عليها «جمهورية شفيق» ثم يستخدمها بعد ذلك فى شن الحروب السياسية والعسكرية ضد دولة الإخوان؟

جماعة الإخوان تعتقد أن أحمد شفيق هو النسخة المصرية من «الرجل الأخضر» بتاع زمان، ولهذا ينسبون إليه كل ما تنتجه عقولهم من مبالغات وسخافات، ويحاولون اعتقاله بتهمة الحصول على أصوات 12 مليون مصرى يكرهون الجماعة ويفضلون عليها أى نظام آخر حتى لو عاد مبارك أو أحد رجاله إلى قصر الرئاسة، بل إن هناك مصريين يرحبون بالاستعمار الأجنبى إن كان الثمن الوحيد للتخلص من خازوق الإخوان!!

يبقى عتاب شخصى للأخ شفيق، فقد أعطيته صوتى فى انتخابات الإعادة، ولم أتقاض حتى الآن مليماً واحدًا من المليارات التى أهدرها سيادته على الآخرين والأخريات، فين الفلوس يا شفيق.. يا راجل.. يا أخضر؟