رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

دماء شهداء بورسعيد.. صكوك فى بورصة الإخوان!!


تساقط من أبناء المدينة الباسلة عشرات الشهداء والمئات من الجرحى.. وعند كتابة هذه السطور انتقل من الجرحى إلى الشهداء الشاب محمود النحاس من أبناء شارع شهداء القنال «الروضة سابقاً».. ومازال عدد الشهداء يتزايد باستمرار من العدد الكبير

لجرحى المدينة.. وحتى الآن لم يصدر أى بيان رسمى أو سياسى أو حتى أمنى يعترف بما حدث ببورسعيد، من قتل شبابها بالرصاص الحى؟ ولم يعترف أى مسئول بأن المدينة تعيش ساعات وأياماً من الحزن الشديد والاحتقان الكبير لما حدث للمدينة من اغتيال مسبق ومخطط!!

لقد أصبحنا نعلم حقيقة القاتل ونعرف أيضاً الشهيد والجريح والشباب الثائر فى كل شوارع وحوارى المدينة يبحث عمن يأخذ حقه وهو الأعزل.. ومازالت تجول بالمدينة مئات الأسر بين من ترملت وأطفال تيتمت ورجال فقدوا أبناءهم وسيدات لن ترى عيونهن الأبناء والأحفاد.. هكذا تعيش المدينة الباسلة فى أجواء مأساوية دفعت فيها المدينة أنهاراً من الدماء وفقدت الاقتصاد بالكامل وانهارت أوضاعها الاجتماعية .. ومازال القاتل يبتسم لنا بسخرية وهو يعلم أنه برىء حتى النهاية!

لنا أسئلة يجب الرد عليها.. فإننا نعلم الأجوبة ولكننا نريد تفسيراً لما حدث لنا؟ ولأول مرة نعلن حقائق لا يستطيع أحد أن ينكرها فهى مسجلة بالشهود والوقائع.. والسؤال من هم القوات التى دخلت مساء الجمعة ليلاً إلى ميناء بورسعيد وذهبت إلى مبنى المطافئ داخل محطة الحاويات وهى ترتدى الملابس المدنية وفى الصباح خرجت هذه القوات..؟ وكان ذلك صباح السبت الأسود. سبت الاغتيال؟ من الذى أتى بهذه القوات وجعلها ترتدى الملابس المدنية جنوداً وضباطاً ؟ ومن هى هذه القوات؟ هل هى ميليشيات لجماعة الإخوان؟ أم ميليشيات غريبة لا نعلم ولا نعرف هويتها ولكن المؤكد أن هناك قوات ترتدى الملابس المدنية دخلت هذا المكان واستمرت فيه حتى الصباح؟؟ إن هذه القوات مازالت مجهولة الهوية ولا نعلم ماذا فعلت بالمدينة واستمر اخفاؤها سرياً حتى الآن!!

الغريب أن أجهزة الأمن أرادت إخفاء معالم القتيل بإعلانها أنها قامت بالقبض على البلطجية ومعهم أسلحة.. وأعلنت أيضاً أنها كانت تقوم باقتحام سجن بورسعيد.

كل هذا من أجل إخفاء حقيقة الموت وإعطاء حصانة للقاتل! إذاً كيف يمكن لأجهزة الأمن أن تتحول إلى صاحب التحقيق والمسئول عن جمع الأدلة عمن قتلوا شباب المدينة؟.

وفى نفس الوقت هم المسئولون والمشرفون على إطلاق الرصاص لذلك كنا نطالب بقضاة تحقيق حتى يمكن الوصول وتحديد المتهم الحقيقى بإطلاق الرصاص ولكن هذا لم يتم ومازالت أجهزة الأمن تبحث عن المسجلين الخطرين حتى وإن كانوا من عشرات السنين وجرائمهم السابقة كانت التهريب أو المشاجرات المهم أنهم مسجلون لدى أجهزة الأمن وهذه النوعية موجودة لدى أجهزة الأمن وهذه النوعية موجودة فى كل مدن الجمهورية ولكن ليتم إخفاء الجريمة قاموا باعتقال عدد من هؤلاء ليقدموهم قرباناً لإخفاء الجريمة المتوحشة وتبرئة القاتل.. والحقيقة المؤكدة أن القوات التى دخلت بورسعيد مساء الجمعة من مدرعات الأمن المركزى وضباطه وجنوده الذين يرتدون الملابس العسكرية أو المدنية قد أتوا وهم يحملون الأوامر الصريحة بإطلاق الرصاص علينا إذاً نحن نتهم هذه القوات بقتل شبابنا وجرح المئات منا.. إذاً من أصدر هذه الأوامر؟؟

لقد أعلن بعض قيادات الإخوان المسلمين فى مجلس الشورى أنهم يتحدثون باسم الشعب وأن الشعب يريد تطبيق قانون الطوارئ وحظر التجوال بناء على طلب الجماهير!!

وكل ذلك مرتبط بإخفاء حقيقة جريمة تمت فى شوارع المدينة.. فهل حقاً الجماهير طالبت بذلك؟؟

إن هذا يؤكد أن القتل لم يكن بالرصاص بل كان الاغتيال سياسياً وجنائياً.. وأيضاً رسمياً.

فقد تم توجيه الشكر لمن أطلقوا علينا الرصاص وحتى الآن لم نسمع كلمة واحدة عما حدث فى بورسعيد.. وتعتقد جماعة الإخوان المسلمين أنها بذلك قامت بتأديب المدينة وإخضاعها لإرادتها ! وهى لا تعلم أن قوات العالم لن تستطيع أن تفعل بها ذلك،، ويحاولون الآن شراء دماء شهدائنا وإحراجنا بأن يعلنوا أنهم يريدون تعويضاً مادياً لأسر الشهداء والجرحى.

ونسألهم بكم يساوى لديكم الشهيد؟ وأيضاً كم هو ثمن الجريح ؟ وهم يفعلون ذلك كمحسنين وأصحاب حسنات وصدقات ويستغلون ما نعيشه من فقر ومرض هم كانوا أحد أسبابه إننا لا نوافق على أى ثمن مقابل دماء أبناء المدينة حتى لو أتوا بكل أموال العالم فهى تتضاءل أمام قطرة دماء واحدة ..ونسألهم هل دماؤهم مرتفعة الثمن ودماؤنا رخيصة لديكم؟

وهل أصبحتم طبقة بشرية تفوق فى ألوانها أبناء المدينة؟ إن السلطة التى فى أيديكم هى مغتصبة لأننا منحناها لبرنامج يحمل الخير والحقيقة المؤلمة أنه كان برنامجاً يحمل لنا الشر والرصاص والموت لذلك نسأل هل دماء شباب المدينة كان فى رأيكم ذات قيمة متدنية وهل يسقط شبابنا طمعاً فى تعويضاتكم؟ إننا نطالب بالتحقيق الجنائى من خلال قضاة مستقلين يقدمون للعدالة المجرمين ولن نرضى بديلاً بتعويضاتكم فهى أصلاً ليست من جيوبكم بل هى من عرق الشعب فهل استوليتم على دمائنا وأموالنا وأصبح كل ذلك ملكاً لكم؟

الغريب أن المرسومات التى تتم الآن حول المقايضة بين دماء شبابنا وتعويضاتكم لن تنجح ولن يرضى عنها أبناء المدينة والذين يعلنون مقدماً أن هذه المؤامرة لن تنجح، فالمدينة تريد عقاباً للمجرمين الذين قتلوا أبناءها وليس تعويضات كبديل عن أرواح شهدائنا.

إن دماء الشهداء والمصابين لن تتحول إلى صكوك فى البورصة تملكون كل الأسهم فيها، بل ستتحول دماء الشباب إلى شموع مضيئة تبحث من خلال نورها عمن قتلوا أبناء المدينة لقد حكمت المدينة عليكم ونطقت بالحكم أثناء حظر التجوال وفرض الطوارئ بأنكم كنتم وراء ذلك ولن تمنعوا حدوثه.

ورضيتم أن تقدموا المدينة بأبنائها واقتصادها وحياتها اليومية هدية لمن هم أصحاب الصوت العالى والأكثر عدداً.

إننا لن نكون كذلك حتى وإن كان الثمن لم يدفع كاملاً فقد خسرنا مالم تخسره كل مدن الجمهورية فى يوم واحد .. بل واعتدى علينا أثناء دفن شهدائنا وعدنا ونحن نحمل شهداء جدداً ومازال موكب الشهداء يزداد كل يوم.

إننا نتوجه إلى الشعب المصرى العظيم بأن يتدخل لحماية المدينة من هؤلاء الذين يتسلحون بالأسلحة الرسمية وأيضاً بمن يتسلحون بأسلحة غير شرعية والاثنين أعلنا الوحدة بينهما. إننا نطالب كل القوى المدنية والمدافعة عن حقوق الإنسان بأن يتقدموا إلى المدينة كى يعلنوا عن جبهة قضائية تعلن للرأى العام عن حقيقة القتلة ومن هم المجرمون ولا يجوز أن يستمر الصمت الرئاسى والحكومى حول جريمة بشعة نالت من العشرات من شباب المدينة والمئات من الجرحى.. إن كل الدم الذى سال فى شوارع وحوارى المدينة لن يذهب هباء كما يريد البعض بل سوف ينادى بالحق العادل من قصاص وهذا هو الرد الوحيد.

إن المدينة لها مطالب أساسية، نريد حقوق شهدائنا وجرحانا والاعتذار رسمياً للمدينة عما ارتكب فيها من جرائم جنائية، اقتصادية واجتماعية فلم يكن الرصاص وحده هو المتحدث الرسمى بل كانت هناك إجراءات من الحصار الاقتصادى والاجتماعى، أدى كل ذلك أن تتحول المدينة إلى حالة من الاحتقان الشديد الذى يطالب فى كل لحظة بالحقوق وهى ليست نوعاً من الهبات ننتظرها من حكم السادة إلى العبيد!

بل إن المدينة أكبر من كل أقزام العالم ومن لم يقرأ التاريخ فعليه أن يعلم أن المدينة لن تترك حقوقها عاجلاً أو آجلاً.

■ رئيس اتحاد أصحاب المعاشات