رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الجلابية والشبشب.. ومكانة مصر


السيد وكيل وزارة الصحة بالجيزة.. تفتح أبوابك للمنتقبات فقط فى كل وقت وتنصرهن على كل المديرين مهما كانت ملفاتهن مكتظة بالعقوبات ولا تنسى أنك كنت مرشح الجماعة فى نقابة أطباء الجيزة ولكنك الآن لا تراعى شئون الأطباء قدر مراعاتك لأهلك وعشيرتك.. اتق الله فى القيادات فكما تدين تدان!

تأذيت كثيراً أثناء عملى فى امتحانات التعليم المفتوح بجامعة القاهرة هذا العام عندما لمست حرص الكثيرين من طلاب الجماعة الحاكمة على الحضور للامتحانات بالجلابية والطاقية والشبشب وتحسرت على مكانة الجامعة الأم ومكانة العلم وقدسيته وتذكرت زمن الخمسينيات وقت أن كان الطلاب يحضرون بالبدلة والكرافته تقديساً لمحراب العلم. وفى نقاش على صفحات التواصل قال أحدهم «وماذا يضيرك حضور الطلاب إلى الجامعة بالجلابية والطاقية مادام الطالب يرتاح فى مثل هذه الملابس؟!» قلت «الملابس المريحة فى المنزل أرتدى منها ماشاء أما فى العمل والجامعة فلكل مقام مقال فحتى أمثالنا الشعبية تقول «كُل ما يعجبك وارتدى مايعجب الناس»، والإلتزام ضد التمرد والتفكك فلن يكون مقبولاً لدينا أن نرى طالباً يذهب إلى الكلية الحربية مرتدياً الجلابية والشبشب، ولا أن نرى ضابط شرطة ينظم المرور مرتدياً الجلابية والشبشب واضعاً الرتب على كتفيه أو على ذراعه أو نرى الطيار الذى يقود الطائرة المسافرة وحتى لو كانت متجهة إلى مكة المكرمة بيت الله الحرام يصعد هو ومساعدوه ومضيفوه إلى الطائرة بالجلابية والشبشب والطاقية، أو أن يصر المجند من الجماعة على أن يقضى فترة تجنيده بالجلابية والشبشب لكونها أكثر راحة.

فالإسلام ياحضرات ليس له زى محدد خاصة لعموم البشر ولكم فى الإمام الأكبر شيخ الأزهر ثم مفتى الديار المصرية القدوة الحسنة فالأول كان رئيساً لجامعة الأزهر يذهب إليها مرتدياً البدلة والكرافتة والثانى أستاذاً جامعياً ورئيس قسم يذهب أيضاً إلى عمله بمثل هذا الزى الجامعى اللائق، ولكن بمجرد توليهما منصبى الإمام الأكبر ومفتى الديار المصرية قاما بخلع هذه الملابس واستبدالها بما يليق بوقار رجال الدين الذى هو أيضاً بعيد عن الجلابية والشبشب والطاقية لأنها فى الأصل ملابس بدوية لقاطنى الصحراء وتتناسب مع هذه البيئة الحارة الجافة والتى تعكس فيها الرمال حرارة الشمس فتستلزم من الملابس ما يكون فضفاضاً بعكس البيئة الطينية المصرية والمياه المتوافرة فى النيل والترع والتربة المروية والتى تقوم بامتصاص الجزء الأكبر من أشعة الشمس وبالتالى كانت ملابس أهالينا فى الريف سواء فى بحرى أو قبلى تختلف تماماً عن ملابس البدو والصحارى وتصنع فى الشتاء من الصوف وفى الصيف من القطن والكتان، ولم تر فى ريف مصر أبداً من يرتدى الجلابية وفوقها الجاكت كما فى بدو الصحراء فلكل بيئة ما يناسبها ومصر الحضارة والزراعة لن تسمح أبداً بأن يغزوها زى الصحراء فى فهم خاطئ لربط الزى لعامة الشعب بالدين والتدين.

الأمر امتد إلى حد مطالعة الصحف المصرية بصورة لنائب رئيس حزب «الحرية والعدالة» وأحد مساعدى رئيس الجمهورية حتى وقت قليل وهو يحضر المؤتمر العام لحزبه مرتدياً الجلابية والطاقية والشبشب فى خلط تام وغياب لبروتوكول دولة عريقة تكون تصرفات المرء فيها محسوبة عليه، لأنه حتى رئيس الجمهورية الذى كان يفضل الصلاة بالجلابية قبل توليه المنصب الرفيع لأكبر دولة عربية التزم بروتوكولياً بعد توليه المنصب وأصبح يؤدى صلاة الجمعة بما يليق بوقار المنصب ومكانة مصر. فالبروتوكول للمناصب القيادية فى مصر لا يمكن تجاهله لأن المسئولين هم واجهة لمصر فى جميع دول العالم ومن خلال مظهرنا يحكمون علينا إن كنا نتحرك للأمام أو نعود إلى الخلف، بل وإن كنا سنساير السلام العالمى ونعضده أم أن عليهم الحرص من مظهرنا لاحتمال عودتنا إلى الخلف والابتعاد عن دعم السلم العالمى. فقبل أن أتولى عملى الدبوماسى لأكثر قليلا من ثلاث سنوات من أعوام 2001 وحتى 2004 نظمت لنا وزارة الخارجية المصرية دورة دبلوماسية مكثفة لأصول البروتوكول التى تليق بمصر وممثليها فى الخارج وقت أن كانت مصر دولة لها مكانتها ووقارها وتحسن اختيار ممثليها من أبنائها الأكفاء بصرف النظر عن انتماءاتهم، فمن الأصول الدبوماسية فيما يخص الزى والمظهر أنه ممنوع على الدبلوماسى تماماً أن يرتدى البدلات باللون البنى وهو واضح للجميع فلم يشاهد أحد أى رئيس مصرى سابق أو أى رئيس أوروبى أو أمريكى يرتدى بدلة بنية اللون أبدا والاقتصار على الألوان الكحلى والرمادى والأسود بدرجاتها المختلفة، بالإضافة إلى أن تكون البدلة قطعتين فقط فغير مسموح بالصديرى أو البلوفر أسفل البدلة أبداً ولم نر فى حياتنا أبداً أى رئيس جمهورية فى مختلف دول العالم يرتدى «صديرى أو بلوفر» أسفل جاكت البدلة وهو ما شاهدته للأسف على السيد رئيس الوزراء، ورأيته أيضا مع الرئيس وبعض من مساعديه على الرغم من كون إدارة المراسم بوزارة الخارجية المصرية من أعرق وأقوى إدارات المراسم فى العالم، وسفراؤها على أعلى مستوى من التمكن فى إعداد القادة والدبلوماسيين والحكام وتعريفهم بأصول البروتوكول العالمى لواجهات وممثلين الدولة فمصر ومكانتها تستحق الاهتمام وأن تكون لنا سماتنا ولا نسمح أبداً بغزو آخر لتقاليد وعادات مصرية لتتناسب مع بيئات صحراوية لم يفطرنا الله عليها وطلب من رسله وأنبيائه أن يهبطوا إلى مصر بلد الأمن والزراعة والغذاء والرجال الذين يفرضون شخصيتهم وطباعهم على الآخرين ولا يستوردون سماتهم أبداً من أى بيئة غير مصرية.

رسائل قصيرة:

السيد وزير البترول.. هل صحيح أن سيادتكم تصرف بدل حضور يبلغ عشرة آلاف جنيه للسادة أعضاء المجلس التنفيذى بالوزارة فى اجتماع لا يستغرق إلا ساعة واحدة فقط وتتحدثون عن الدعم ورفع أسعار الوقود للفقراء؟! وهل صحيح أيضاً أن مكافأة أى عضو فى مجلس إدارة الهيئة عند حضور اجتماع مجلس الإدارة تبلغ ثلاثة آلاف جنيه وإفطار وغذاء فاخر من أرقى المحلات وأغلاها فى فاتورة تقترب من المائة ألف جنيه عن كل اجتماع؟!.

السيد وزير التموين.. يسألونك عن أزمة السولار فترد بأن أزمة البوتجاز قد انتهت إلى غير رجعة بعد أن عالجتها بنفسك فما دخل هذا بذاك؟! فيصرون على السؤال فتقول إن مشكلة السولار تتبع وزارة البترول وإنكم فقط تراقبون الأسواق؟؟! وهل وزارة التموين هى التى تنتج البوتجاز أم أن وزارة البترول هى من تنتجه؟! متى تخاطب عقول المصريين الذكية وتمتنع عن إلقاء تهم التهريب والسوق السوداء كما كان يكررها وزراء الحزب الوطنى بينما نشعر حالياً بنفس الملاوعة وإلقاء المسئولية دائماً على الغير وعدم تحمل المسئولية لمرة واحدة وكأن تهريب السولار وغيره وليدة الساعة!!؟.

السيد وزير التربية والتعليم.. ما هذا الخطاب العنيف مع مدرسينك الذين حضروا لقاءك بعد قرارك بتغيير كامل أفراد كنترول الثانوية العامة وهو ما فهموا منه أن تعيين عشيرتكم من الإخوان فى كنترول يتطلب خبرة كبيرة والخطأ فيه يتسبب فى مصائب كبرى؟! قولك لهم بأن يخاطبوك بلقب معاليك وحضرتك ومافيش حاجة اسمها إنت! ونعم يا أخويا بأخذ 50 ألف جنيه فى الشهر بس أنا كمان كنت باصرف على شهادة الماجستير والدكتوراه من قوتى وقوت أسرتى وإنتم غرقانين فى الدروس والكسب؟! هل هذا خطاب وزير مع أبنائه؟

■ أستاذ بكلية الزراعة جامعة القاهرة

هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.