إفرض
تصور سيادتك أن الله أكرم إخوانك الثوار بالنجاح الكامل فى كل محاولات الاقتحام والتدمير التى يمارسونها الآن، تخيل أن الشرطة رفضت التصدى للسادة المتظاهرين وساعدتهم فى اقتحام مجلس الشورى واحتلال مبنى مجلس الوزراء وسائر المبانى الحكومية
الأخرى فى شارع قصر العينى، تخيل أن إخوانك فى الإسكندرية والسويس وبورسعيد والإسماعيلية والمحلة نجحوا فى احتلال مبانى المحافظات ومديريات الأمن دون تدخل من الشرطة أو الجيش. وتخيل أيضاً أن أهالى بورسعيد الكرام تمكنوا من السيطرة على قناة السويس وأعلنوا تأميمها مرة أخرى لصالح أولتراس النادى المصرى ومنعوا كل السفن حمراء اللون من المرور بها عقاباً للنادى الأهلى، ثم تخيل بعد ذلك أن الشرطة انسحبت من محيط قصر الاتحادية وأقنعت الحرس الجمهورى بالوقوف على الحياد وتركت الأخوة الثوار يقتحمون القصر ويلقون القبض على الزميل محمد مرسى.
ماذ تفعل أخى المواطن الثائر المحترم بعد نجاح كل هذه الخطوات الثورية غير المسبوقة؟ هل نقتل الأخ مرسى مثلما فعل الليبيون بالأخ العقيد؟ هل نعلن محافظات القناة دولاً مستقلة يحكمها من احتلوا مقار المحافظات وأمموا قناة السويس؟ هل نترك الإسكندرية دولة مستقلة يحكمها جماهير الاتحاد السكندرى والاشتراكيون الثوريون وتجار الحشيش؟ هل نسمح بتقسيم القاهرة الكبرى إلى عدة دول بعضها للباعة الجائلين وبعضها لـ «البلاك بلوك» وبعضها الآخر لأطفال الشوارع؟
إفرض أيضاً أن إخوانك السلفيين والجهاديين والحازمين والإخوانجية زعلوا على الأخ مرسى وقرروا إعلان الحرب المقدسة ضد الشرطة والجيش والشعب والبلطجية، فهل يمكن أن نوحد صفوف الثوار والفلول والبلطجية ضد هذه القوى الجديدة ونتصدى لها بالمولوتوف والحجارة والجرينوف وغيرها من الأسلحة؟
وهل هذه «المعجنة» الحمقاء هى هدف مظاهرات إسقاط النظام؟ وهل بوسع السياسيين والثوار الحقيقيين منع اللصوص والصيع والبلطجية وأطفال الشوارع من تخريب كل شىء فى هذا البلد خلال مظاهرات إقالة الأخ محمد مرسى؟
وهل بوسع السادة الثوار الاتفاق من الآن على حل سياسى واضح حال نجاحهم فى إسقاط محمد مرسى بالقوة؟ وهل عندهم رؤية واضحة وقاطعة لدور الجيش والمجتمع الدولى حال القبض على مرسى وتحويل البلاد إلى ساحة للحرب الأهلية بين قوى غامضة ومتنوعة لا يستطيع أحد فرزها أو تحديدها بدقة؟
إن كان هذا الكلام لا يعجبك فإننى أرجو من سيادتك الذهاب بنفسك إلى أى موقع من مواقع الاشتباكات العنيفة بين الشرطة والسادة الثوار، ثم ابحث بنفسك عن أى طفل أوغلام أو شاب يستخدم الطوب والمولوتوف فى ضرب الحكومة، ثم حاول أن تسأله عن مطالبه السياسية وعن الرئيس البديل والنظام البديل والحكومة العادلة؟
الديمقراطية هى الحل، مع الاعتذار للأخ علاء الأسوانى الذى شارك فى تسويق وتمرير محمد مرسى رئيساً لمصر
