زوجة رؤوف توفيق: «الإنسان الذي عاشرته ومازال ثباته يُدهشني»
«يرحلون تاركين ملئاً ودفئاً وسروراً.. وامتناناً للقدر لأنه خصك بلقاء حصري معهم.. لقاء يصالحك مع الزمن، ليس مصالحة مثل أمريكا وروسيا أو الإخوان والسلطة، أو الرأسمالية وأي نظام.. لكن مصالحة تفوز بالجائزة الكبري .. الحرية والتسامي .. بشر كالنور، تلقاهم بحب غامض، تتلامس معهم بسلاسة سريان مياه النهر في مجراه الطبيعي .. لقاؤك بهم قد لا يتكرر، لكنه سحر شفاف، نقي مدهشاً، يحررك، يرفع أثقالا عن عقلك وجسدك، يرفعك محلقاً.. تنظر لأسفل مبتسماً ابتسامة عزيزة لأنها منزوعة المرارة.. كما الإفطار بعد صيام وابتهال وسجود.. تنظر لما آلمتك مرارته كأنه لا يخصك حتي لو كان مازال عالقاً».
هكذا أستهلت منى ثابت الكاتبة الصحفية، وزوجة الناقد السينمائي والكاتب الصحفي رؤوف توفيق، شهادتها التي أدلت بها في مقال تحت عنوان «رسالة خاصة على الهواء»، من سيد حجاب لرؤوف توفيق»، شاركت به في كتاب «رؤوف توفيق..سينما رجل مهم»، والذي أعده الكاتب الصحفي سمير شحاته، وصدر عن الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما، ضمن إحتفاليتها التي أعدتها له بمشاركة عدد من المؤسسات الثقافية.
شهادتها جمعت الشاعر الراحل سيد حجاب والذي غاب عن عالمنا خلال الفترة القليلة الماضية، والذي يعد أحد اقرب الأصدقاء لعائلتها ضمن شهادات المقربين والأصدقاء عن زوجها الكاتب الصحفي والسيناريست رؤوف توفيق، حيث كتبت قائلة: «أكتب عن رؤوف توفيق الإنسان الذي عاشرته ومازال ثباته يدهشني.. كنت أود الحكي عن تفاصيل لحظة غدر مباغتة حتمية لأمثاله- والحمد لله هم كثٌر لكن يمنعني أن كل أندالها وأبطالها على قيد الحياة»، هكذا وصفت علاقتها بالكاتب والناقد السينمائي رؤوف توفيق.
وعن علاقتها بالشاعر الراحل سيد حجاب، قالت عنه: « صاحب نظرة التحدي المبتسمة الواثقة من قوة سلاحها الشعر، كلمات سيد حجاب في مقدمة ونهاية حلقات أي مسلسل هي ملخص لفكرته، وكشف روحه وتأييد مضمونه، لا يوافق على كتابة التيتر لمسلسل إلا بعد قراءة الحلقات، والإحساس بصدق وأهمية الرسالة.. يعشق أن يحكي لنا عنا باختصار جسور.. والجميل جدا هو أن كلمات سيد حجاب بمجرد ولادتها تكتسب وجوداً مادياً، تتحول إلى كائنات تتحرك وتناضل، تقتحم معارك وتلهب مشاعر وتوقظ ضمائر وتقتل مجرمين يتبادلون كراسي السلطة حتى تلفظهم .. أشعاره ثورات تمرد على كل ما يعادي إنسانية الشعوب، ويشوه جمال الكون في سطور قليلة يعقد محاكمة ويصدر أحكاماً ينفذها والموسيقي تصدح أو تبكي أو تشجب».
