رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الدستور» تكشف كواليس أوبريت «اليلة الكبيرة»

أوبريت الليلة الكبيرة
أوبريت الليلة الكبيرة

لما كان الحديث عن أوبريت الليلة الكبيرة، أحد أهم علامات مسرح العرائس المصري، كان لا بدّ لنا من التواصل مع أسرته، ولمّا كانت الأسرة تتكون من 4 أفراد، ثلاثة منهم في ذمة الله وهم "صلاح جاهين، سيد مكاوي، وصلاح السقا"، فقد شاءت الأقدار أن يكون رابعهم حي يرزق بيننا.

«الدستور» تواصلت مع الطرف الرابع الدكتور ناجي شاكر، أحد روّاد مسرح العرائس، الأستاذ بأكاديمية الفنون، الذي كشف كواليس أوبريت "الليلة الكبيرة" مع صلاح جاهين وسيد مكاوي وصلاح السقا.

وقال شاكر:"البداية كانت من الدكتور علي الراعي الكاتب والناقد والمفكر المسرحي الذي تبنّى فكرة إنشاء مسرح للعرائس، وتبنى فكرة مشروع إنشاء مسرح متطور بعد تطوير مختلف القطاعات، حيث سافر لدول كثيرة حول العالم، وأراد أن يطبق هذا في مصر.

وتابع الأستاذ بأكاديمية الفنون:"عرض الشاطر حسن كان أول مسرحية ينتجها مسرح العرائس، وقد عرضت في العام 1959، وكان صلاح جاهين حاضرًا معنا في تلك الفترة، وعاش داخل مسرح العرائس، وكان يتدرب مع لاعبي العرائس، وظل معنا بعد ذلك فترة طويلة، وبعد نجاح أول عرض قرر الراعي أن يتم عمل فرقة جديدة من خبراء وخيرة المصريين.

وأضاف رائد مسرح العرائس في تصريحات الخاصة لـ «الدستور» :"كنت طالبًا وقتها في فنون جميلة وأسمع الليلة الكبيرة عندما كانت أغنية إذاعية مدتها 10 دقائق، وكانت جميلة وكنت أشعر أن تلك مصر، وعندما جاءتنا الدعوة لعمل مسرحية جديدة، طلبت من صلاح جاهين تطوير الليلة الكبيرة، وتناقشنا كثيرًا حول الأمر وصولًا لما تم في الأخير.

ويتذكر شاكر كواليس هذا العمل، وكيفية كانت ضربة البداية: "هو عمل عبقري يجمع الثنائي صلاح جاهين وسيد مكاوي، وصلاح خلال إعداد تلك الأغنية كان قد ترك بيت الأسرة وذهب للعيش مع مكاوي في منزله في منطقة شعبية، وكانت في البداية مجرد تسلية، وحبًا في الحياة الشعبية، وبعد أن انتهوا من المسرحية ذهبوا بها للإذاعة التي وافقت فورًا على تسجيلها، وكانت أول صورة غنائية من هذا النوع":"عملناها في وقت قياسي جدًا، خلال فترة الربيع والصيف، والعرض في صورته الأخيرة كان يحتاج لـ 75 عروسة، وتلك العرائس تحتاج وقت طويل، مما اضطرني لجمع زملائي في قسم النحت في كلية الفنون الجميلة وبدأنا في العمل عليهم».

وبصوت تبدو عليه السعادة، وكأن الزمن يعود للوراء، قال شاكر :"عندما وافقوا على تطويرها لتكون مدتها 30 دقيقة، شعرت بالفرحة، وبدأنا في تطوير الأفكار معًا، وطلعت الليلة الكبيرة، واتعرضت لأول مرة في بوخاريست وخدنا المركز الثاني في الديكور والعرائس، وعندما عدنا لمصر كسرت الدنيا".

وعن سبب نجاحها الساحق، برر شاكر ذلك بأنه راجع لكون أي مصري أو عربي يجد نفسه داخل العمل، لأنه تم بصدق وحب شديدين، ولم يكن من أجل المال، بل من أجل مصر، وطبعًا صلاح وسيد لا أستطيع أن أتكلم عنهم، فكلاهما قامات كبيرة، كما أن عروسة الماريونت بها سحر، وتجذب الكبار والصغار، وأي طبقة مجتمعية لها قدرة سحرية وجاذبية غريبة جدًا، ومفهوم إنها للأطفال فقط غير صحيح، فهي لغة مثل المسرح والبالية وغيرهم.