رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الحلم الذى تبدد فى كنيستنا «38»




بعد أن استعرضت مع مطران البحيرة فى يوم الأحد 11 مارس 2012 لمدة 3 ساعات جميع قوانين الكنيسة التى تحكم اختيار أسقف الإسكندرية الذى يحمل لقب «بابا وبطريرك»، وجميع قرارات المجامع السابقة وكتابات الآباء المحدثين.



نظر إلىّ وقال: «أنت تعلم أنى لو عرضت هذه القوانين على مجمع أساقفة الكنيسة القبطية سوف يحزنون»!!، فقلت له: «هذه القوانين ليست آراء شخصية بل قوانين كنسية، فكيف يحزن الذى ليس له مطمع فى الكرسى؟». ثم أضاف قائلاً: «وأنت تعلم أن فلان المطران عنيف»!! قلت له: «وإلى متى سيظل عنيفا؟ ألا توجد قوانين يجب احترامها.

إن كنا نراعى خواطر الأشخاص فقد ضللنا الطريق وأسأنا إلى تاريخ وتقاليد كنيسة عريقة».

ثم سألنى: «كيف ترى الطريقة التى يتم بها اختيار المرشحين؟»، قلت له: «كما هو متبع على مدى التاريخ- بعيدًا عن فترة المخالفات الكنسية- أن يقوم مجمع الأساقفة بتشكيل لجنة من المطارنة والأساقفة المشهود لهم بالحكمة واحترام قوانين الكنيسة وعلى دراية كافية بتقاليد الكنيسة وليس لهم مطامع شخصية، ويشترك معهم مجموعة من أراخنة الأقباط ويتوجهون إلى الأديرة ويبحثون عن الآباء الرهبان من أصحاب السيرة الرهبانية العطرة وغير متكالبين على الكراسى الرئاسية لأن الموضوع كله خدمة للأقباط، ومكان البطريرك هو تحت أقدام الشعب أى خادم لهم ومُضحٍ من أجلهم». أعتقد أن هذا الكلام لم يسترح له!!.

فبادرنى بسؤال ثالث: «هل لديك ترشيحات لبعض الرهبان؟»، فقلت له: «أولًا ليس لى دراية ولا معرفة برهبان أديرة الصعيد، ثانيًا لابد أن أستبعد الرهبان الأتقياء بدير القديس أنبا مقار بوادى النطرون بسبب الحساسية غير المفهومة من الكنيسة نحو آباء هذا الدير، ثالثًا لا أعرف آباء رهبانا من دير البراموس العامر بوادى النطرون. لكن الترشيحات التى فى ذهنى لآباء دير السريان العامر بوادى النطرون وهم راهبان: أولهما الأب فلان السريانى»، فقال لى: «أليس هذا الذى كان يخدم من قبل فى ميلانو أو روما – لا أتذكر المدينة التى كان يخدم بها»، فقلت له حدث هذا فعلاً، فقال: «هذا الراهب فاشل إدارياً!!»، فقلت له: «متأسف، فالذى كان فاشلًا هو الأسقف الموجود هناك، لأن هذا الراهب الكنسى الأصيل عندما وجد مخالفات إدارية فى إدارة شئون الإيبارشية، طلب العودة إلى ديره. فهو راهب متخصص فى تاريخ الكنيسة ويجيد ألحانها ومُلم بطقوسها ولغتها». ثم أضفت راهبًا شابًا آخرًا. فقال لى: «هذا لا يصلح»!! فسألته: «هل تعرفه؟» فأجاب بالنفى!! أمر عجيب جداً!! فقلت له: «كنت أفضل أن تبحث عنه وتعلم عن حياته الرهبانية الصادقة ومدى إلمامه بتاريخ الكنيسة». ثم انتقلت لأحد رهبان دير الأنبا بيشوى العامر، وما إن ذكرت الاسم، حتى بادرنى قائلاً: «أليس هذا الراهب له أقارب فى السودان؟» فأجبت بالإيجاب. فقال: «هذا لا يصلح لأنه سبب مشاكل فى فترة البابا شنوده الثالث». فقلت له: «هذا ليس حقيقيا، لأنها كانت وشايات مُغرضة من الأساقفة والسكرتارية المحيطة بالبابا شنوده!!». قلت له: «أنا أعرفه حق المعرفة عندما قضى معنا نحو عام ونصف بكندا كمهندس فى الاتصالات الكهربية، وعندما أراد الرهبنة، غادر مطار تورنتو الدولى إلى مطار القاهرة، ومن مطار القاهرة إلى دير الأنبا بيشوى مباشرة – دون أن يمر على منزله – والتزم بالدير، ومن شدة تعلق شعب كنيسة مار مرقس بتورنتو به، طلبوا من البابا شنوده أن يوفده للخدمة فى تورنتو التى سبق أن خدم بها ويعرف أحوالها، لكن الراهب رفض تمامًا أن يغادر ديره، لأنه راهب ملتزم. وعندما بدأت فى ترشيح راهب آخر من دير آخر، حدث الآتى... نستكمل فى الحلقة القادمة.