رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الحلم الذى تبدد فى كنيستنا «37»


أوضحت لمطران البحيرة فى لقائى معه يوم الأحد 11 مارس 2012 ولمدة 3 ساعات، قرار مجمع من أساقفة الكنيسة القبطية صدر فى سنة 1865م بعد نياحة (وفاة) الأنبا ديمتريوس البطريرك 108 بعدم جواز ترقية الأسقف إلى البطريركية وأسند هذا المجمع قراره إلى الكتاب المقدس والقوانين والتاريخ وأقوال الآباء.

وخُتم هذا القرار بقوله: (لا نسلم ولا نسمح قط للكهنة وشعب الكرازة المرقسية بحل وتعدى هذه الحدود الأبوية وكل من يطلب هذه الرتبة من الأساقفة أو المطارنة أصحاب الكراسى أو سعى فيها أو رضى بها أو أحد سعى له فى شأن يطلبونه لها كاهنًا كان أو رئيس كهنة أو علمانيًا يكون محروما). فلائحة انتخاب البطريرك لم تقل بجواز انتخاب البابا من بين المطارنة – بل إن نصها صريح قاطع فى أنه «يُشترط فيمن يلى الكرسى البطريركى أن يكون من طغمة الرهبنة المتبتلين الذين لم يسبق لهم زواج» (المادة 2).

ولقد ناقشت المذكرة الإيضاحية لهذه المادة فى إسهاب جواز ترشيح المطارنة، وقالت «إن الشعب القبطى كان يختار دائمًا بطاركته من جماعة الرهبان الذين لهم بعض رتب المذبح أى الذين لم يتجاوزوا رتبة قمص دون المطارنة والأساقفة ورسخ هذا التقليد فى الكنيسة القبطية إلى حد أن أحد البطاركة وهو البابا خائيل البطريرك 46 أوقع الحرم على مطران قبل الكرسى البطريركى فى أنطاكية»، ثم ذكرت المذكرة أسباب قيام هذا التقليد فقالت إن المقصود به هو منع طمع أسقف كرسى فى كرسى آخر.

ثم عرضت على مطران البحيرة ما حدث فى العصر الحديث وبالتحديد فى مايو 1959 عندما تم وضع اتفاقية مع إثيوبيا بشأن اختيار بطريرك جاثليق إثيوبيا، وجاءت الاتفاقية فى 12 بندا، وقد ورد فى البند الرابع ما يلى: يُرفع مطران الكنيسة الأرثوذكسية للدولة الإثيوبية إلى مركز بطريرك جاثليق، ويُختار وفقًا لقوانين وتقاليد كرسى القديس مرقس بالإسكندرية من بين الرهبان الإثيوبيين الذين لا تعلو مرتبتهم عن درجة القمص (وهو المبدأ المعمول به أيضًا فى سائر الكرازة المرقسية). ثم ذكرت له أن من بين الذين صاغوا تلك الاتفاقية القس أنطونيوس السريانى (فيما بعد البابا شنودة الثالث)، وذلك طبقًا لما ذكره لنا البابا شنودة نفسه فى إحدى الجلسات معه.

ثم ذكرت له ما فعله الأنبا أثناسيوس مطران بنى سويف وقائمقام البطريرك فى انتخابات 1959 عندما منع بحزم شديد ترشح المطارنة والأساقفة واقتصر الترشح على طغمة الرهبان فقط، حتى إن الأنبا أثناسيوس بنفسه قام بترشيح الراهب مينا البراموسى المتوحد دون أن يعلم الراهب بذلك الترشح، وقد علم بذلك بعد أن أغلق باب الترشح. وفى القرعة الهيكلية كانت إرادة الله الواضحة جدًا هو أختيار الراهب القمص مينا البراموسى المتوحد الذى سيم فى الأحد 10 مايو 1959 باسم البابا كيرلس السادس البطريرك 116 وكان بحق أسقفًا على الإسكندرية ويهتم بكل صغيرة وكبيرة بأحوالها، وكان يحضر إلى الإسكندرية ويقيم بها فترة طويلة ليتابع انتظام الخدمة بها. وهنا ذكرت لمطران البحيرة أن الكنيسة شهدت فى تلك الفترة نهضة روحية حقيقية بسبب اختيار السماء لرجل الله.

وبعد أن عرضت عليه جميع تلك القوانين والكتابات والأحداث التى حدثت وقد لاحظ حماسى الشديد فى عرض تلك الأمور وغيرتى الصادقة على ضرورة الالتزام بقوانين الكنيسة من أجل سلامة الكنيسة ووحدتها. نظر إلىّ وقال...